القائمة

أخبار

البولياسريو تهاجم الخطاب الملكي.. والجزائر لم تصدر أي رد رسمي

 لازالت الجزائر تلتزم الصمت، بعد اقتراح الملك محمد السادس خلال خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، إنشاء آلية مشتركة بين البلدين لتجاوز الخلافات بينهما، فيما هاجمت جبهة البوليساريو ما جاء في الخطاب الملكي.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

دعا الملك محمد السادس في خطابه، أول أمس الثلاثاء بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الجزائر إلى إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، مقترحا إنشاء "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور" بين البلدين.

وأضاف أن الآلية التي يقترحها على الجزائر "يمكن أن تشكل إطارا عمليا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، خاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية"، كما "ستسهم في تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي لرفع التحديات الإقليمية والدولية، لا سيما ما يخص محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة".

ووصف الملك محمد السادس وضع العلاقات بين البلدين بأنه "غير طبيعي وغير مقبول"، مؤكدا أن "المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين"، وأن مصالح الشعبين الجزائري والمغربي "هي في الوحدة والتكامل والاندماج، دون الحاجة لطرف ثالث للتدخل أو الوساطة".

ولحد الآن، لم تعلن الجزائر عن أي رد رسمي بشأن دعوة الملك المغربي، غير أن دبلوماسيا جزائريا، قال في تصريح خص به موقع "العربي الجديد" اللندني، أشار إلى أن بلاده قد تستجيب لدعوة العاهل المغربي.

وقال "الجزائر لا يمكن أن ترفض دعوة العاهل المغربي، لكن الأمر يحتاج إلى مرحلة لبناء الثقة أولا، ثم وضع أسس واضحة وملزمة للتفاهم".  

وتابع الدبلوماسي الجزائري، الذي لم يذكر موقع العربي الجديد اسمه " الجزائر ما زالت عند مطالبها الأربعة نفسها في علاقتها بالمغرب: وقف الحملات الدعائية والإعلامية والدبلوماسية بين البلدين، ووقف تدفق المخدرات إلى الجزائر، وحسن الجوار والتسوية الشاملة بالحوار، وتحييد قضية الصحراء الغربية وإبقاؤها ضمن سياق المعالجة ضمن مقررات الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى أنّ "هذه المطالب يجب أن يتفق عليها البلدان قبل مباشرة أي حوار جدّي، لأنه لا يمكن إطلاق الحوار في ظروف من الدعاية والحرب الدبلوماسية، وفي الوقت الذي يعتبر فيه المغرب الجزائر طرفا في قضية النزاع في الصحراء".

وأكد الدبلوماسي ذاته "إصرار الجزائر على استبعاد قضية الصحراء من أي نقاش ثنائي، كونها قضية تخص الأمم المتحدة، تُستدعى فيها الجزائر كبلد جار وملاحظ".

ومقابل الصمت الجزائري الرسمي، اختارت جبهة البوليساريو مهاجمة الخطاب الملكي، وقالت في بيان لها إنها "تعبر عن إدانتها الشديدة لخطاب ملك المغرب وما حفل به من تعنت وتصعيد"، ودعت المجتمع الدولي "إلى تحمل المسؤولية في وضع حد لهذا الاستهتار والاستخفاف، بميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي" على حد تعبير البيان.

وفي الوقت الذي تجنبت فيه الجبهة الانفصالية الإشارة في بيانها إلى اقتراح الملك محمد السادس إنشاء "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور" مع الجزائر بغية تجاوز الخلافات بين البلدين، تحدثت عن أن مرجعيات حل نزاع الصحراء الغربية "محددة في ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".

وكررت الحديث عن أن طرفا النزاع في الصحراء الغربية، هما المغرب وجبهة البوليساريو، في إعادة لخطاب النظام الجزائري الذي ينفي أي دور له في نزاع الصحراء.

وتابعت جبهة البوليساريو أن "لغة التعالي والتجاهل في خطاب ملك المغرب، ومحاولة القفز على الطرف الرئيسي في النزاع، تعكس إرادة واضحة في عرقلة جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، في أفق لقاء جنيف، المقرر مطلع شهر دجنبر المقبل".

واتهمت الجبهة المغرب بمحاولة "خرق القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ومبادئه والمساس بوحدته وانسجامه، ومعاكسة قراراته والتشويش على عمله وبرامجه".

ومقابل هجوم جبهة البولياسريو على الخطاب الملكي والصمت الجزائري الرسمي، عبرت دول عربية وإفريقية عن دعمها ومساندتها للمقترح الذي قدمه الملك محمد السادس، في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية القطرية أن "دولة قطر ترحب بدعوة جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة إلى حوار صريح ومباشر مع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية بين الطرفين، وتثني على هذه الخطوة، راجية أن تكون بداية لحوار بنّاء ومثمر".

من جانبها أكدت مملكة البحرين عن دعمها لهذه المبادرة "الحكيمة" التي تجسد حرص الملك محمد السادس على "العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين والحوار بينهما من أجل تعاون أوثق والمضي به لآفاق أرحب تعود بالنفع على البلدين وشعبيهما الشقيقين".

وأعربت البحرين عن "تطلعها إلى أن يؤدي هذا الإطار التشاوري القائم على الحوار إلى تجاوز كل ما يعيق تطور العلاقات بين البلدين واستثمار إمكانياتهما في دعم جهود التنمية وتعزيز مصالح دول المغرب العربي والإسهام في تقوية العمل العربي المشترك".

بدوره رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بمضامين خطاب الملك محمد السادس، واعتبر في بيان صدر اليوم الخميس، أن "تلك الدعوة الهامة لجلالة الملك، ستمكن من فتح أفق جديد في العلاقات بين البلدين وبما يفتح الباب أمام تحسين الأجواء على مستوى اتحاد المغرب العربي".

وفي نفس الاتجاه رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنية عمان بالمبادرة التي أعلن عنها الملك محمد السادس.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال