القائمة

أخبار

أي تأثير لشريط فيديو قتل السائحة الأجنبية على المجتمع؟ [استجواب]

انتشر مؤخرا فيديو يعتقد أنه لجريمة قتل إحدى السائحتين الأجنبيتين، بمنطقة أمليل الواقة ضواحي مراكش، في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما شكل صدمة لدى المغاربة خارج وداخل أرض الوطن.

اتصلنا في موقع يابلادي بمحسن بنزاكور، الأستاذ المتخصص في علم النفس الاجتماعي، بجامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة، من أجل الحصول على أجوبة حول تأثير مثل هذه الأشرطة على نفسية المغاربة.

نشر
محسن بنزاكور، أستاذ متخصص في علم النفس الاجتماعي
مدة القراءة: 3'

في نظركم، هل من تأثير نفسي لفيديو مقتل السائحة الأجنبية المتداول على من شاهده؟

قبل أن أتحدث عن تأثير الشريط على صحة الانسان النفسية، أتساءل لماذا لم تبذل الدولة ما بوسعها لحذف هذا الشريط قبل أن ينتشر بسرعة.
أما فيما يخص تأثيره على نفسية الانسان، فبالنسبة للأطفال أقل من 12 سنة، فهم لا يفرقون بين الأفلام والألعاب والواقع وبالتالي سيكون له تأثير كبيرا، فبمشاهدتهم لمثل هذه الأشرطة، هناك احتمالان إما أن نبني فيه شخصية يغلب عليها الهلع والخوف وإما أن يصبح عدوانيا حيث تزكي فيه هذه الأشرطة الدافع العدواني وبالتالي تجعل منه مجرما.

والخطير في الأمر أن الأطفال أصبحوا يشاهدون مثل هذه الأشرطة كأنها شيء عادي، وينظرون إليها باستهتار واستهانة. وبالتالي تصبح عندهم ميول أكثر لاقتراف أفعال إجرامية.
ومن يظن بأن بمثل هذه الأشرطة نساعد على التراجع عن ارتكاب مثل هذه الجرائم، فهو مخطئ، لأن البيئات والشخصيات تختلف من شخص لآخر. فهناك دراسات علمية تتحدث عن الآثار التي تخلفها مثل هذه الأشرطة فما بالك إن كانت هذه المشاهد واقعية.

والدليل على تأثيرها الكبير، هو قيام جميع المؤسسات الإعلامية الدولية، بتحديد سن معين لبعض الأفلام.
وبخصوص الأشخاص المسنين، فهم الأكثر ضررا من مشاهدة مثل هذه الأشرطة، مقارنة بمن هم في متوسط العمر، لأن علميا هم الأقرب إلى الموت، فبالتالي ترتفع عندهم نسبة الهلع.

وأين يتجلى في نظركم دور الدولة والأسرة في الحد من تأثير هذه الأشرطة؟

الدولة لها الإمكانيات الكافية لحذف هذا الشريط وحظر أمثاله، وأكبر دليل حذف فيديوهات جرادة وحراك الريف، أما الأسر فأصبحنا نرى تراجع مسؤولياتها في مراقبة أبنائها، وبالتالي أصبح الأطفال يدمنون على مواقع التواصل الاجتماعي، بل حتى الآباء أصبحوا يساهمون في هذا الإدمان.

وأضحى الآباء يفتخرون بقضاء أبنائهم معظم أوقاتهم، أمام الأجهزة الإلكترونية عوض الخروج إلى الشارع، وهذا أمر خاطئ لأن الشارع محدود والأنترنيت لا حدود له. فلهذا يجب على الأسر أن تقوم بوظائفها، المتمثلة في المراقبة والحماية.

ومن وجهة نظركم، ماهي العوامل الكامنة وراء انتقال التطرف من المدن إلى البوادي؟

في هذا الشأن، أحمل الدولة المسؤولية الكاملة بإهمالها العالم القروي، والمناطق النائية في المغرب، علما أن سكان هذه المناطق أصبحوا بدورهم منفتحين على العالم بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي، التي من خلالها اكتشفوا الاختلاف بين واقعهم وبين العالم الخارجي، وهو ما أصبح يولد عندهم الغضب، وبالتالي يجنح بعضهم إلى الفكر المتطرف. والتطرف بالنسبة لي له قراءتان، إما تطرف في الدين والأفكار، وإما تطرف في الانحراف.

الآن أصبحت المعلومة متاحة أمام الجميع، فغياب التأطير والبدائل الاجتماعية، والفراغ وعدم احترام شخصياتهم ومواطنتهم، كل هذا أصبح يولد لنا إنسان متطرف. وإذا أصبحنا نرى تراجعا في التطرف في المدن، فعلينا أن نتوقع انتشاره في البوادي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال