القائمة

أخبار

اعترافات قيادي مغربي في داعش: كنت على وشك مقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

اعترف قيادي مغربي في تنظيم داعش وقع في قبضة القوات الأمنية العراقية، أنه كان مكلفا بالمفاوضات مع المسؤولين الأتراك، وأنه كان قريبا من لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا أن داعش استفاد كثيرا من علاقته مع تركيا.

نشر
أعضاء في تنظيم داعش الإرهابي/ أرشيف
مدة القراءة: 4'

قالت جمعية "هوم لاند سيكيريتي توداي" الغير حكومة الأمريكية، إن معتقلا مغربيا في السجون العراقية يدعى أبو منصور المغربي، كان يعمل "دبلوماسيا" لدى تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ"داعش"، تحدث عن مهامه داخل التنظيم المتطرف وعن علاقة أبو بكر البغدادي وأتباعه بالنظام التركي.

واستندت الجمعية على مقابلة أجرتها آن سبيكهارد مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف الذي يتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا له، خلال شهر فبراير الماضي مع أبو منصور، مؤكدة أنه كان يعمل مهندس كهرباء في المغرب، قل أن يقرر الالتحاق بسوريا سنة 2013، حيث سافر من الدار البيضاء إلى إسطنبول، ودخل الأراضي السورية عبر الحدود الجنوبية لتركيا.

استقبال المقاتلين الأجانب

وقال أبو منصور في المقابلة التي استمرت لخمس ساعات، إن محطته الأولى في سوريا كانت إدلب، حيث تم تكليفه باستقبال المقاتلين الراغبين في الانضمام إلى داعش، وتابع "لقد كانت مهمتي تتمثل باستقبال المقاتلين الأجانب في تركيا"، وأكد أن "معظم العاملين في الجانب التركي، هدفهم هو المال"، واعترف أيضا بأن العديد من الأتراك يؤيدون داعش، رغم أنه لا يوجد مسلحين للتنظيم بالبلاد.

وبخصوص البلدان التي كان يأتي منها المقاتلون قال "لغاية عام 2015 كان هناك 13 ألف مقاتل من تونس، وأربعة الاف من المغرب، وهناك عدد أقل من المقاتلين من ليبيا لأن لديهم تنظيم هناك".

وأكد أنه أشرف "على استقبال المقاتلين في تل أبيض وحلب وإدلب، في البداية كنت أسجل الناس، ثم أصبحت مشرفا، وبعدها صرت أميرا في التنظيم".

دبلوماسي لداعش

ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة الرقة التي كانت تعد أهم معقل للتنظيم بعد مدينة الموصل العراقية، وكلف بـ"التعامل مع القضايا الدولية، وتنسيق العلاقة بين تنظيم داعش والمخابرات التركية".

وأصبح المتطرف المغربي يعمل "دبلوماسيا" لصالح داعش، حيث كان يجري بحسب كلامه "مفاوضات مع تركيا، مرة في سوريا ومرة في تركيا، ذهابا وإيابا".

في سنة 2016، طلبت السلطات التركية من أبو منصور القدوم إلى العاصمة التركية أنقرة، والبقاء بها لعدة أسابيع، "وربما للقاء الرئيس أردوغان"، وقال "ذهبت إلى أنقرة، كان هناك فندق خاص، أو دار ضيافة تابع للمخابرات، أعتقد أنني كنت بالضبط في مكتبهم الرئيسي، أو ربما في مكتب خلية أزمة".

وتابع "بقيت هناك أسبوعا واحدا ولم يرفضوا طلبي للخروج، كنت تحت حمايتهم، لقد اقترحوا أيضا أن باستطاعتي قضاء أسبوع لأستريح هنا... كنت على وشك مقابلة أردوغان لكنني لم أفعل، قال أحد ضباط مخابراته إن أردوغان يريد رؤيتك على انفراد، لكن ذلك لم يحدث".

أطماع أردوغان في سوريا

وأكد أن داعش توصلت إلى تفاهمات مع تركيا، حيث كان بعض المصابين في المعارك من صفوف التنظيم المتطرف يتلقون الرعاية الطبية في تركيا، وقال "لقد عقدت العديد من الاجتماعات المباشرة مع المخابرات التركية".  وأضاف "تفاوضنا لإرسال مقاتلينا إلى المستشفيات في تركيا، كان هناك تسهيل، لم ينظروا في جوازات سفر القادمين للعلاج". وأوضح أنه "إذا كان لدينا سيارة إسعاف يمكن عبورها من دون سؤال، لا يسألون عن الهويات الرسمية، علينا فقط أن نعلمهم".

وبخصوص هويات المسؤولين الأتراك الذين كان يلتقيهم قال في "بعض الأحيان كانوا من الاستخبارات التركية، وأحيانا أخرى ممثلين عن الجيش التركي". وأوضح أبو منصور أنه كان يلتقي تعليماته من قيادي عراقي في التنظيم المتطرف يدعى محمد حدود، فيما التقى بأبو بكر البغدادي مرة واحدة لفترة قصيرة.

وبحسب أبو منصور فإن أردوغان كان يريد السيطرة على كامل المناطق الحدودية مع سوريا، وقال "أرادوا كل شمال سوريا، هذا ما قاله الجانب التركي أرادوا السيطرة على شمال سوريا، لأن لديهم طموحاتهم الحقيقية"، وأوضح أن التنسيق بين الجانبين كان يعود بفائدة كبيرة لداعش "لأنه يمكن أن تحمي ظهرنا، حوالي 300 كيلومتر من حدودنا معهم، تعتبر تركيا طريقا بالنسبة لنا للأدوية والغذاء، فهناك أشياء كثيرة تدخل باسم المعونة، وكانت الابواب مفتوحة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال