القائمة

أخبار

لوفيغارو: خطاب البابا في المغرب يفتح باب أوروبا أمام المهاجرين

انتقدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليمينية تركيز البابا فرانسيس، في خطابه الذي ألقاه خلال زيارته إلى المغرب على موضوع الهجرة، وقالت إنه دعا إلى فتح أبواب أوروبا أمام المهاجرين، ويتقاطع موقف لوفيغارو مع موقف اليمين في أوروبا الذي يدعو إلى تشديد سياسات الهجرة.

نشر
خلال زيارة البابا فرانسيس المغرب
مدة القراءة: 3'

احتلت قضية الهجرة مكانة مهمة في أجندة الزيارة التي قام بها البابا فرانسيس إلى المغرب، وشدد في الخطاب الذي ألقاه في ساحة مسجد حسان يوم السبت الماضي، بحضور الملك محمد السادس، على ضرورة إطلاق دعوة ملحة إلى البحث عن الوسائل الملموسة من أجل استئصال الأسباب التي تجبر أشخاصا كثيرين على هجر بلادهم، وعائلاتهم، وغالبا ما يجدون أنفسهم مهمشين ومنبوذين.

ودعا  في  خطابه إلى اتخاذ خطوات ملموسة، وتغيير الموقف، بنوع خاص، حيال المهاجرين وبمعاملتهم كأشخاص، ولا كأرقام، و كذا الإقرار بحقوقهم وكرامتهم، من خلال الأفعال الملموسة والقرارات السياسية.

وقال البابا في نفس الخطاب إن الأمر يتعلق بظاهرة لن تحل على الإطلاق من خلال بناء الحواجز، ونشر الخوف من الآخر أو رفض مساعدة من يطمحون بطريقة مشروعة إلى تحسين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم.

وأضاف أن إرساء أسس سلام حقيقي، يمر عبر البحث عن العدالة الاجتماعية، التي لا مفر منها من أجل تصحيح الخلل الاقتصادي والسياسي الذي كان وما يزال عنصرا أساسيا للتوتر وعامل تهديد بالنسبة للبشرية بأسرها.

لكن خطاب البابا الذي قوبل باستحسان كبير في المغرب، لم يجد نفس الصدى عنذ اليمين الأوروبي المناهض للمهاجرين، فقد كتبت جريدة لوفيغارو الفرنسية اليمينية مقالا تنتقد فيه الخطاب، الذي وصفته بأنه "يفتح باب أوروبا أمام المهاجرين".

واعتبرت الصحيفة الواسعة الانتشار في فرنسا خطاب البابا منسجما مع عقلية "معاهدة مراكش" للأمم المتحدة، التي تنادي بـ"هجرة آمنة ومنظَّمَة ومنتَظِمة"، والتي تم التوقيع عليها في شهر دجنبر من سنة 2018، وهي الاتفاقية التي قوبلت بالرفض من قبل اليمين الأوروبي.

وأشارت الصحيفة المعروفة بدفاعها عن الإرث المسيحي الكاثوليكي في فرنسا، من خلال تخصيص بعض صفحاتها لكتّاب ومفكرين يدافعون يتبنون هذا الاتجاه، إلى أن خطابات البابا حول المهاجرين تقسم الكاثوليكيين في فرنسا، بين مرحب ورافض للمهاجرين.

وعادت لتؤكد أن رؤية البابا للهجرة لا تحظى بإجماع كاثوليكيي أوروبا، إذ يوجد اختلاف بين أسقفيات أوروبا الوسطى في بولندا والمجر وسولوفاكيا، وبين أسقفيات غرب أوروبا خاصة في ألمانيا وفرنسا. وتشير إلى أن الفئة الأولى تدعم سياسات تقييد الحدود، في حين تدعم الفئة الثانية سياسات استقبال المهاجرين.

وتساءلت الصحيفة الفرنسية، عما إذا كان البابا الذي نجح في تسليط الاهتمام على الهجرة، قد نجح في المقابل في تقديم مساعدة للسكان الأصليين من أجل أن "يعيشوا ثقافتهم بكرامة؟"، وخلصت إلى الإجابة بأن "قسماً منهم في أوروبا وفي الولايات المتحدة، لم يعودوا ينصتون إليه حول هذه المواضيع".

ويعود الجدل حول مواقف الكنيسة من الهجرة ّإلى سنوات، ففي عز موجة اللجوء التي شهدتها أوروبا في سنة 2015 من دول الشرق الأوسط، وخاصة سوريا، انقسمت مواقف رجال الدين كما هو الشأن بالنسبة لرجال السياسية في القارة العجوز.

ففي الوقت الذي تحدث فيه البابا سنة 2015، عن ضرورة مد يد المساعدة للاجئين، معلنا عن إيواء عدد رمزي من اللاجئين في مركزين تابعين للكنيسة بروما، و"ناشد" جميع الأسقفيات وفروعها الرئيسية في الدول الأوروبية إيواء ما لا يقل عن عائلة من المشردين في كل منها، رد عليه كبير الأساقفة في جنوب المجر لاتسيوكيس ريجو بقوله إن "هؤلاء ليسوا لاجئين، بل غزاة"، وتابع "يأتون هنا ويصيحون: الله أكبر، ويهددون بذلك قيمنا المسيحية.. ولا يحتاج السوريون إلى المساعدة، بل لديهم مال وفير، وهم يمارسون سلوكا متعجرفا متعاليا في المجر".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال