القائمة

أخبار

إسبانيا: هل يقف حزب الاتحاد الاشتراكي وراء الدعوى القضائية المرفوعة ضد حزب فوكس اليميني المتطرف؟

في الوقت الذي يؤكد فيه ادريس لشكر أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو الذي يقف ضد الدعوى القضائية المرفوعة في إسبانيا ضد حزب فوكس، أكد المحامي هلال تاركو الحليمي أن هذه الدعوى القضائية لا علاقة لها بحزب الوردة.

نشر
أعضاء الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بإسبانيا
مدة القراءة: 5'

نقلت بعض المنابر الإعلامية المغربية خبرا حول رفع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ممثلا في فرعه بإسبانيا، دعوى قضائية ضد حزب فوكس اليميني المتطرف بسبب التصريحات العنصرية لقادته ضد المهاجرين المغاربة خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.

ففي عددها لنهاية الأسبوع قالت جريدة الصباح إن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر أعطى "الضوء لأخضر" للكتابة الإقليمية للحزب من أجل رفع دعوى قضائية ضد الحزب اليميني المتطرف الذي حل خامسا في الانتخابات التشريعية الأخيرة بعد حصوله على 24 مقعدا من أصل 350.

ويوم الأربعاء الماضي قال لشكر في تصريح خص به موقع "هسبريس" إن "الكتابة الإقليمية للحزب بإسبانيا كلفت محاميا برفع دعوى قضائية ضد حزب فوكس وتصريحاته العنصرية الحاقدة والمتسمة بالكراهية".

وفي تصريح لموقع يابلادي أكد ادريس لشكر أن فرع حزبه في إسبانيا رفع فعلا دعوى قضائية ضد حزب فوكس. وعن الأسباب التي دفعت حزب الوردة لاتخاذ هذا القرار قال "خلال الحملة الانتخابية في إسبانيا الأحزاب اليمينية برمتها وليس حزب فوكس لوحده تنافست في رفع شعارات الحقد والكراهية ضد الإسبانيين من أصول أجنبية".

وواصل "على رأس هؤلاء الجالية المغربية الموجودة هناك، وكانت هذه الحملات الانتخابية تشكل رهانا كبيرا من طرف هاته الأحزاب في إطار تنامي وتصاعد الانغلاقية والشوفينية في دول أوروبا".

وأكد أن "هذا الأمر جعل الأحزاب اليمينية تتنافس على كسب الأصوات بالمزايدة بين بعضها البعض في البرامج والشعارات ضد الاسبانيين ذوي الأصول الأجنبية، وهو ما جعل جاليتنا تشعر برعب كبير وتتخوف على أوضاعها".

وأضاف أن هذا دفع أعضاء حزبه في إسبانيا لإطلاق "حملة تعبئة قوية من أجل الدعوة للمشاركة، كي يفهم كل شخص من أصول مغربية بأنه معني بهذه المعركة، وبالتالي لابد أن يذهب إلى مكتب التصويت، علما أن جزء كبيرا منهم لم يتعودوا على المشاركة في العملية الانتخابية".

وبحسبه فإن قيادة الحزب العمالي الاشتراكي الفائز في الانتخابات اعترفت له شخصيا أثناء زيارته لمدريد، "بتأثير المشاركة الكبيرة للإسبان من أصول أجنبية في العملية الانتخابية". موضحا أن الحزب الاسباني تعهد بأنه "سيتخذ كل الإجراءات بما فيها القانونية في حالة وجود فراغ في القانون الجنائي بالنسبة لبعض الأمور المتعلقة بالكراهية والحقد والعنصرية ضد الأجانب".

وواصل حديثه قائلا "في هذا الإطار أخونا عضو الكتابة الإقليمية الأستاذ هلال تاركو الحليمي، كلف من قبل الكتابة الإقليمية بتقديم هذه الدعوى وكما علمت فقد قدمها ضد تصريحات لحزب فوكس في هذا الاتجاه".

وأثنى ادريس لشكر على الدور الذي لعبه أعضاء حزبه في إسبانيا في "الحملة المناهضة للحقد والشوفينية والكراهية التي يقودها اليمين المتطرف". 

هل يقف حزب الاتحاد الاشتراكي وراء الدعوى القضائية ضد فوكس؟

وفي محاولة منا في موقع يابلاي للحصول على المزيد من المعلومات اتصلنا بالمحامي هلال تاركو الحليمي، غير أنه أكد لنا أن حديث ادريس لشكر عن أن الكتابة الإقليمية لحزب الوردة في إسبانيا، هي التي تقف وراء الدعوى القضائية، مجانب للصواب.

وقال في تصريحه ليابلادي إن هذه الدعوى ليس الأولى من نوعها، فقد "سبق لي أن رفعت دعوى قضائية في سنة 2011 ضد حزب كتلاني متطرف، وبسبب هذه الشكاية لم يعد لهذا الحزب وجود" مضيفا أن قياديين في هذا الحزب انضموا إلى حزب فوكس.

وتابع قائلا "أنا عضو في الكتابة الإقليمية لحزب لاتحاد الاشتراكي، وعندي ميول كبير لهذا الحزب، بحكم علاقته بالحزب الاشتراكي الاسباني"، وواصل "الاتحاد الاشتراكي من حقه أن ينوه بعمل عضو في مجلسه الإقليمي ولكن الحزب لا يقف وراء رفع الدعوى. لا علاقة لما قمت به بتوجهي السياسي، وإنما هو نابع من غيرة وطنية".

وفي الوقت الذي يؤكد فيه لشكر أن الكتابة الإقليمية للحزب في إسبانيا هي التي وجهت هلال لرفع الدعوى أكد هذا الأخير أنه "في شهر مارس توصلت بشريط فيديو من قبل بعض معارفي فيه تصريحات عنصرية من قبل أعضاء فوكس، ودفعني ضميري لرفع دعوى قضائية (...) وقدمت الدعوى يوم 20 مارس ضد أورتيغا سميت الذي يعتبر الشخص الثاني في الحزب".

واعتبر أن ادريس لشكر "لم يكن محظوظا في تصريحه قل قررنا ولم يقال قرر (...)الدعوى قدمتها بصفتي كمحامي غيور على دينه ووطنه، ورئيس لجمعية مواطنون من أجل التعايش والتنمية".

وتابع هلال تاركو الحليمي، الذي يتولى أيضا رئاسة جمعية المحامين المغاربة ومن أصول مغربية الممارسين في الخارج "الاتحاد الاشتراكي من حقه أن ينوه بعمل عضو في كتابته الإقليمية، هناك من يقول إن حزب الاتحاد هو الذي رفع هذه الدعوى، الصحافة الإسبانية شاهدة على ما أقول".

وواصل حديثه "الشكاية أحدثت تأثيرا كبيرا في إسبانيا، بعد تناول الخبر من قبل وسائل الإعلام، ما قد يدفع الحزب الفائز في الانتخابات إلى إدخال تعديلات على القانون الانتخابي للحد من خطابات الكرهية من قبل بعض الأحزاب".

وتمنى أن "يبقى هذا الأمر في إطار التنويه وألا يتم استغلاله لأغراض أخرى"، واستدرك قائلا إن ما صرح به ادريس لشكر يدخل في إطار "غيرته على وطنه". وختم كلامه منوها "بالزيارة التي قام بها ادريس لشكر في إطار الدبلوماسية الموازية إلى مدريد مباشرة بعد فوز الحزب العمالي الاشتراكي بالانتخابات".

من جانبها قالت عائشة الكرجي الكاتبة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي في إسبانيا، في تصريح لموقع يابلادي إن "الأستاذ هلال العضو بالكتابة الإقليمية للحزب قرر بصفته رئيسا لجمعية مواطنون من أجل التعايش والتنمية رفع دعوى قضائية ضد حزب فوكس".

وأضافت "ككتابة إقليمية نشتغل داخل الأممية الاشتراكية، لا يمكننا أن نرفع دعوى قضائية، المبادرة كانت شخصية وهذا يسرنا في الحزب".

وأكدت الكرجي أن هذه الدعوى تتماشى مع سياسة الحزب، مشيرة إلى أن الكتابة الإقليمية في إسبانيا اجتمعت يوم 13 أبريل الجاري في مقر الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني بكاتالونيا، "وقررنا دعم الحزب العمالي الاشتراكي من أجل قطع الطريق على حزب فوكس، الذي يريد العودة بإسبانيا أربعين سنة إلى الوراء".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال