القائمة

أخبار

يونس ديوري : حكاية فرنسي حصل على الجنسية المغربية

مرت سبع سنوات على دخولها حيز التطبيق، إلا أن فئة قليلة من الأشخاص هم الذين يستفيدون، فعلا، من مقتضيات مدونة الأسرة الجديدة؛ إنهم الأطفال المنحدرين من أم مغربية و أب أجنبي هم من يمكنهم الحصول على الجنسية المغربية، حيث أن المدونة الجديدة أعطت المرأة الحق لكي تنقل الجنسية المغربية لأبنائها من أب أجنبي.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

يونس ديوري، الشاب  الذي وصف على أنه موهوب في سنه الواحد والثلاثين، ينتمي لهذه الفئة من الأشخاص الذين استهدفتهم المدونة، فبعد أن عرف النور في مدينة الدار البيضاء من أمه المغربية و أبيه الفرنسي، ترعرع  يونس في مدينة بوردو الفرنسية، وبعد حصوله على الجنسية الفرنسية من أبيه الفرنسي، لم يكن بإمكانه آن ذاك أن يطالب بالجنسية المغربية لأنه قد ولد قبل دخول المدونة حيز التطبيق، و منذ عدة أسابيع من اليوم، أصبح بإمكان يونس أن يقول " أنا مغربي" بعد حصوله على الجنسية المغربية، ويروي لنا اليوم ولأول مرة، ما تعنيه له الجنسية المغربية.

يابلادي : لماذا قررت الحصول على الجنسية المغربية ؟

يونس ديوري : أمي مغربية وأبي فرنسي، و قد عشت دائما بين المغرب وفرنسا، لكن  كنت أحس دائما أنني مغربي أكثر من كوني فرنسي و فرنسي بقدرما  أنا مغربي، وبعد ذلك أصبح الأمر عاديا جدا، إذ أحسست بنقص و فراغ شديدين لأنني كنت آتي للمغرب لأكون مع زبنائي و عائلتي لكنني كنت الوحيد الغير المغربي، و اعتقدت بعدها أنني لست مجبرا على الحصول على الجنسية لأحس أنني مغربي و أنني عندما سأستقر في المغرب و أنشأ شركتي وأدفع الضرائب المستحقة للمملكة و أفوز بجائزة أحسن تصميم، سأكون آن ذاك مغربيا... إنه من الطبيعي أن أحصل على الجنسية و من الطبيعي أن أطالب بها. فخلال حواراتي مع مجلات التصاميم، كنت أتصرف كفنان مغربي، في حين لم يكن بإمكاني تغيير لقبي الفرنسي و كنت أفضل الاحتفاظ  به لأنني أجده جميلا.

يابلادي : كيف تفاعلت والدتك مع خبر حصولك على الجنسية المغربية ؟

يونس ديوري : في السابق، لما جاءت المدونة سنة 2004،  بكت أمي لأنها لم تحتمل رؤية أبنائها غير معترف بهم داخل البلد حيث عرفوا النور أول مرة و كان من الصعب، بالنسبة لها، أن تختار بين البلد الذي تحبه والعائلة التي تحبها أيضا، لكن مع دخول القانون حيز التطبيق و تم الإعلان عن إمكانية حصول الأبناء من الأم المغربية على الجنسية،غمرت الفرحة أمي حتى قبل أن أباشر أي إجراء في هذا الصدد، وقد قمت بتقديم الطلب بعد ذلك.

يابلادي: كيف جرت الأمور على المستوى الإداري؟

يونس ديوري : إنه أمر رائع ! فقد استغرق الأمر ثلاثة أشهر فقط لأحصل على الجنسية المغربية، لقد كان الأمر سهل جدا، و لا أخفيكم سرا، ففي البداية كنت أحس بالملل في الذهاب للمحكمة و إدارات مغربية أخرى، لكن في النهاية عندما ذهبت، وجدت الموظفين لطفاء جدا وبشوشين، و كانوا فرحين بكوني أطلب الجنسية المغربية لدرجة أن أحد القضاة في المحكمة قال لي : " إنها مجرد أوراق تمكنك من التنقل داخل المملكة لكنك مغربي".

يابلادي : هل تتكلم العربية؟

يونس ديوري : لا، لا أتكلم العربية بطلاقة فأنا أتعلم "الدارجة"، لكن هذا لا يمنع من التواصل و تبادل الأفكار مع بقية المغاربة و مشاركتهم نفس الرغبة ونفس الطاقة للسير ببلادنا إلى الأمام.

 يابلادي : كيف تلقيت خبر حصولك على الجنسية؟

يونس ديوري : إنه أمر مضحك ! ففي فرنسا يقيمون لك احتفالا و يغنون، لكن هنا في المغرب، لم يكن هناك من أحد يهنئني سوى أحد الإداريين الذي قدم لي وثيقة تحمل أربعة عشر طابعا، وقال لي و هو يمد لي يده : " صافي خويا هاك " !  في حين كنت أتوقع شيئا من الرسمية إلا أنه كان في غاية البساطة.

يابلادي : أي جواز تستعمل عند السفر ؟

يونس ديوري : أنا أعترف بأنني من الناحية العملية، أستعمل جواز السفر الفرنسي عندما أسافر، لكن مرة أخرى، فالأمر لا يتعلق بمجرد وثيقة إلا أنه يحز في نفسي أن أرى أحد أقربائي يعاني من أجل الحصول على التأشيرة من القنصلية الفرنسية،ولحسن حظي أنني لا أعيش هذه الظروف لأنني محظوظ بحصولي على الجنسية الفرنسية، و لا يجب الاعتقاد بأن مغادرتي للتراب الفرنسي تعني أنني لا أحب فرنسا، و ليس هناك من سبب يمنعني من حبها بما أن أبي فرنسي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال