القائمة

أرشيف  

في الذاكرة # 9 : الملكة بلقيس التي ورد ذكرها في الكتب السماوية الثلاث

تعتبر مملكة سبأ واحدة من الممالك العربية القديمة التي تعاقب على حكمها العديد من الملوك، غير أن أشهرهم تبقى بلقيس التي تنسب إلى الهدهاد بن شرحبيل، والتي ورد ذكرها في الكتب المقدسة للديانات السماوية الثلاث.

نشر
مونتاج محمد المجدوبي
مدة القراءة: 3'

تصور الكتب السماوية الملكة بلقيس بأنها واحدة من أعظم النساء في التاريخ، وكانت تحكم مملكة سبأ (توجد باليمن الحالي)، وفي زماننا الحالي أصبحت بلقيس مصدرا خصبا للقصص والروايات.

وتقول الكاتبة بلقيس إبراهيم الحضراني في كتابها "الملكة بلقيس التاريخ والأسطورة والرمز"، "لعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن المكانة العظيمة التي وصلت إليها ملكة سبأ (بلقيس)، وذكرها في الكتب السماوية كملكة حكيمة رشيدة مقدرة، تأمر فتطاع، وتحيط بها مظاهر الغنى والجاه والعز، لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إنها قد جعلت منها أسطورة انتزج فيها الحقيقي بالخيالي، والتاريخي بالأسطوري، كما جعل منها مسرحا للخوارق والمعجزات واختلط فيه علم الانس بعالم الجن والعفاريت، واصطرع فيه الخير والشر، وكانت المغامرة والبطولة والحيلة والمكر مكونات من مكوناته".

في التراث اليهودي، لم تذكر النصوص الدينية اسم بلقيس واكتفت بالإشارة إليها باسم ملكة سبأ. وجاء في كتاب بلقيس إبراهيم الحضراني أن "ذكر سبأ في يعود التوراة إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وجاء ذكر ملكة سبأ في موضعين في العهد القديم، سفر الملوك في الأول والثاني الثلاث في سفر أخبار الأيام الثاني، مع فروق طفيفة في بعض الكلمات والتعابير".

وجاء في الكتب اليهودية المقدسة بأن ملكة سبأ سمعت بخبر سليمان وحكمته فذهبت إليه على ظهور الجمال بقافلة من الأحجار الكريمة والأبخرة، في أورشليم لاختبار هذه الحكمة، وأعجبت بحكمته.

المصادر ذاتها تشير إلى أن الملك سليمان أعطى لملكة سبإ كل ما طلبت، فانصرفت وذهبت إلى مملكتها رفقة عبيدها.

وبعد ذلك دخلت مملكة سليمان عصرا من الازدهار والثراء بعد هذه الزيارة، لكن لا توجد أي إشارة لعلاقة الملك سليمان بالملكة بلقيس.

 وفي التراث المسيحي ذكرت ملكة سبأ في العهد الجديد بأنها ملكة الجنوب أو ملكة تيمان، أنها ستقوم بإدانة معارضي يسوع لإنها استمعت لحكمة سليمان ويسوع أعظم من سليمان، كما أنها ستقوم لتشهد على اليهود يوم القيامة لأنهم لم يتبعوا المسيح.

 أما في التراث الإسلامي tتختلف القصة التي جاءت في القرآن الكريم عما جاء في الكتب السماوية الأخرى، حيث يؤمن المسلمون بأن قوم بلقيس كانوا يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص، كانوا يتقربون إليها بالقرابين.

ويؤكد الإسلام أن سليمان هو من أرسل في طلب الملكة ولم تأت لوحدها، فبادرت إلى إرسال هدية إليه مع علية القوم ورفض الهدية وأصر على حضورها، فاستجابت لطلبه. وبعد لقائه تأكدت من أنه مرسل من عند الله رب العالمين، فأعلنت إسلامها وتبعها قومها.

وتشير الكاتبة بلقيس إبراهيم الحضراني إلى أنه "جاءت في القرآن الكريم في سورة النمل قصة زيارة ملكة سبأ للنبي سليمان، وقصة إسلامها، وقد صورها القرآن حكيمة مقتدرة، ووصف شعبها بالبأس والقوة، وعرشها بالعظمة، كما أحاط سليمان بالكرامات".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال