القائمة

أخبار

تاريخ: جورج سيل صاحب أول ترجمة إنجليزية للقرآن.. أثنى عليها فولتير واشتراها الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون

 تمت ترجمت القرآن من العربية إلى الإنجليزية لأول مرة من طرف محامي بريطاني سنة 1733، وصاحبها بملاحظات وتفسيرا لأخلاق المسلمين وقوانينهم.

نشر
نسخة من ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية
مدة القراءة: 3'

نشرت أول نسخة من ترجمة القرآن الكريم من اللغة العربية إلى الإنجليزية في بريطانيا في ثلاثينيات القرن الثامن عشر، وقام بالإشراف عليها محام بريطاني يدعى جورج سيل، وهو العمل الذي أشاد به الكاتب الفرنسي فولتير كما قام بشرائه الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون.

 وتمكن سيل من ترجمة القرآن من العربية إلى الإنجليزية بفضل إتقانه للغة العربية بالرغم من انه لم يسافر قط لأي بلد عربي مسلم، ولقيت هذه النسخة من الترجمة إقبالا كبير في الغرب.

وصدرت الترجمة الإنجليزية للقرآن التي قام بها سيل في نونبر من سنة 1733 في لندن، وتضمنت العديد من الملاحظات وتفسيرا حول عادات وتقاليد وأخلاق وقوانين المسلمين.

وبحسب ما أورده المؤلف والمؤرخ، ألكسندر بيفيلاكا، في مقال رأي تم نشره سنة 2014 في موقع "الجزيرة أمريكا"، فإن سيل اعتمد في ترجمته للقرآن على الكتب المتواجدة في مكتبته بالإضافة إلى ترجمات أخرى سبق له أن قام بها، كما اعتمد بشكل كبير على ترجمة لاتينية للقرآن تم نشرها في روما، مشيرا إلى ان "القرآن المترجم إلى اللاتينية، تم تخصيصه للمبشرين الكاثولكيين، ويحتوي على ثروة من المعلومات غير المترجمة سابقًا".

وبالإضافة إلى الترجمة اللاتينية للقرآن قال بيفيلاكا، إن سيل كان يتوفر أيضا على نسخة مخطوطة من الكتاب المقدس لدى المسلمين، استعارها من الكنيسة الهولندية في لندن، تم نسخها في اسطنبول خلال القرن السادس عشر وتم التبرع بها بعد ذلك إلى كنيسة في لندن من قبل تاجر هولندي.

وأوضح بيفيلاكا أن سيل اعتمد خاصة على هذه النسخة من الكتاب، نقلا عن فحصه الخاص للمخطوط في لندن في عام 2012، وقال "إن نسخة إسطنبول تتوفر على خليط نادر من بعض الكلمات وهي التي تظهر أيضًا في الترجمة التي قام بها سيل، وهوما يثبت صلتهما ".

وأشار المؤرخ إلى أن الملاحظات والتفسير الذي صاحبه سيل لترجمته، استمد فكرتهما من التعليق الذي جاء في النسخة التي تمت طباعتها في إسطنبول، والتي كانت من بين "الأكثر شعبية في عهد الإمبراطورية العثمانية" والتي "تعكس الفهم العثماني السائد للقرآن".

وحظيت الترجمة التي قام بها سيل بتقدير من طرف الطبقة الأوروبية المثقفة، حيث يرى الكاتب هارولد ليون تومسون أنها أفضل عمل قام به سيل، وذكر في معجمه "ناشنل بيوغرافي" (1885 – 1900)، أنه "بالرغم من بعض الأخطاء القليلة، إلا أن ترجمة سيل دقيقة بشكل ملحوظ".

وذكر تومسون في كتابه أن "فولتير بدوره كتب في معجمه الفلسفي أن ما قام به سيل "أنارتنا أخيرا بترجمة للقرآن وبمقدمة أكثر إفادة" وأضاف أنه "لازالت مقدمته والملاحظات التي قام بها تعتبر من بين أفضل مصادر فيما يتعلق بالدين الإسلامي والشعوب المحمدية".

لكن بالرغم من النجاح الذي حققه سيل في أوروبا إلا أن ترجمته أثارت نوعا من الجدل، ففي يناير الماضي نشر موقع "واشنطن بوست" مقالا ذكر فيه بأنه هاته الترجمة " لم تكن نابعة عن حب للإسلام ولكن لتعزيز الجهود التبشيرية المسيحية في بلاد المسلمين".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال