القائمة

أخبار

اللجنة الـ 24 لتصفية الاستعمار: المغرب يعول على دعم حلفائه التقليديين والجزائر وجنوب إفريقيا وكوبا يواصلون دعم البوليساريو

عبر عدد من المتدخلين أمام اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، يوم أمس الإثنين عن إشادتهم بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، ودعوا إلى إحصاء ساكنة مخيمات تندوف، فيما عاد حلفاء جبهة البوليساريو إلى الحديث عن قضية الصحراء باعتبارها "قضية تصفية استعمار".

نشر
الجمعية العامة للأمم المتحدة / نيويورك
مدة القراءة: 5'

ناقشت يوم أمس الإثنين اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة (اللجنة الـ 24 لتصفية الاستعمار)، قضية الصحراء إلى جانب قضيتي إقليم توكيلاو التابع لنيوزيلندا، وجبل طارق، وأثناء مناقشة قضية الصحراء عبر جل المتدخلين عن دعمهم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007، فيما حاول الحلفاء التقليديون للبوليساريو إلقاء اللوم على المملكة في إطالة أمد النزاع.

حلفاء البوليساريو يهاجمون المغرب

وهكذا فقد دعا ممثل كوبا إلى بدل جهود أكثر "حتى يتمكن شعب الإقليم من ممارسة حقه في تقرير المصير"، وأضاف أن "أهالي الصحراء الغربية يحتاجون إلى دعم دولي، مضيفًا أنهم "سيحصلون دائمًا على الدعم القوي من الشعب الكوبي".

وعلى نفس المنوال سار ممثل فنزويلا، ودعا وسائل الإعلام إلى "إعطاء أهمية أكبر لقضايا إنهاء الاستعمار"، كما أعرب ممثل نيكاراغوا عن تأييد بلاده لجبهة البوليساريو، ورحبت ممثلة ناميبيا بمفاوضات المائدة المستديرة بين أطراف النزاع،  وحذرت "من الانقسامات المتزايدة حول مسألة الصحراء الغربية".

أما ممثل جنوب إفريقيا فعاد للحديث عن "آخر مستعمرة في إفريقيا"، ورحب بالأحكام الصادرة عن محكمة العدل الأوروبية والمحكمة العليا لبلاده، بخصوص قضية الصحراء، وذكر باستضافة بلاده لمؤتمر داعم لجبهة البوليساريو، ودعا إلى تخفيف التوترات بين الجانبين.

فيما تحدث ممثل الجزائر عما وصفه بـ"الحق غير القابل للتصرف لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير"، وقال إن "أهالي الصحراء الغربية ما زالوا محرومين من حقهم في تقرير المصير".

وقال ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة سيدي محمد عمار إن "الأمم المتحدة لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية"، ووصف التواجد المغربي في الصحراء بـ"الاحتلال".

دعم للمغرب ومبادرة الحكم الذاتي

بالمقابل عبر بقية المتدخلين عن دعمهم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وأعرب ممثل سيراليون عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه ممثل الكوت ديفوار، الذي أثنى أيضا على الجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للصحراء.

 وقال ممثل التوغو إن مبادرة المغرب "خطوة بناءة ضرورية نحو الخروج من الطريق المسدود"، وأعرب عن دعم بلاده "للعملية السياسية الجارية، بما في ذلك مناقشات المائدة المستديرة بجنيف"، وأشار ممثل غينيا لمقترح الحكم الذاتي ووصفه بـ"الخطة الطموحة".

وذهب ممثل بوركينافاسو في نفس الاتجاه، وقال إن "الحل الوسط الذي قدمه المغرب حل واقعي ويلبي المعايير الدولية"، وزاد قائلا "إن التوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء الغربية سيمكن دول المنطقة من توحيد قوتها والتصدي لآفة الإرهاب".

وأعاد ممثل السنغال التأكيد على موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء، ورحب بمشاركة الجزائر وموريتانيا كبلدين مجاورين في مباحثات جنيف، وتابع "أن وفده يعتقد أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية قابلة للحياة". وطالب ممثل سانت لوسيا بضرورة "أخذ مبادرة الحكم الذاتي المغربية على محمل الجد".

الدعوة إلى إحصاء ساكنة مخيمات تندوف

وقال ممثل المغارب الدائم في الأمم المتحدة عمر هلال، "إن مسألة الصحراء المغربية ليست مسألة إنهاء الاستعمار"، وأنها تعود إلى فترة الحرب الباردة، وأضاف "من المستحيل فهم مسألة الصحراء المغربية بجميع أبعادها دون إلقاء الضوء على دور الجزائر. وتساءل قائلاً: إذا لم يكن هذا البلد طرفًا في النزاع، فلماذا يستمر في تسليح جبهة البوليساريو وتمويلها وإيوائها والدفاع عنها".

وأشار إلى أنه بعد 40 عامًا ، ما زالت الجزائر تتغاضى عن مطالبة المجتمع الدولي بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف، مشددًا على أنه" لولا موقف الجزائر العدواني، لن تكون هناك جبهة البوليساريو ولا مسألة الصحراء".

وفي كلمته دعا ممثل دومينيكا إلى "تسجيل اللاجئين في مخيمات تندوف"، وعبر عن اعتقاده بأن مبادرة الحكم الذاتي ستضع نهاية للنزاع حول الصحراء الغربية، وحث ممثل بابوا غينيا الجديدة أيضا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تسجيل سكان مخيمات تندوف "وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

دعم خليجي متواصل للمغرب

ورغم التوتر المستمر في العلاقات بين المغرب من جهة، والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من جهة ثانية، إلى أن الرياض وأبو ظبي لا تزالان تقفان إلى جانب المملكة في قضية الصحراء، إذ قال ممثل السعودية فيصل الحقباني إن المغرب أسهم "بجدية وحسن نية في الجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة لإيجاد حل دائم لقضية الصحراء".

وجدد التأكيد على "الموقف المبدئي للسعودية المتمثل في دعم وتأييد المبادرة التي تقدم بها المغرب للحكم الذاتي"، والذي يستجيب "لمبدأ حق تقرير المصير"، ورحب "بمشاركة الممثلين المنتخبين للصحراء المغربية للسنة الثانية على التوالي في أعمال الحلقة الدراسية ودورة لجنة الأربعة والعشرون".

وأشاد "فيصل الحقباني بالجهود المبذولة من قبل الحكومة المغربية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الصحراء".

وفي نفس المنحى، أعربت ممثلة الإمارات العربية المتحدة، ميسون الظاهر عن تأييدها للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ورحبت بعقد اجتماعي المائدة المستديرة في جنيف، قائلة إن وفدها يتطلع إلى عقد اجتماع ثالث من هذا القبيل، كما أعربت عن دعم بلادها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.

وشارك في الاجتماع محمد أبا نائب رئيس جهة العيون- الساقية الحمراء، وغلـــة باهية رئيسة منتدى الوحدة والتنمية المستدامة، وثريا همين رئيسة جميعة "الحرية للنساء المحتجزات في مخيمات تندوف"، و خالد بندريس رئيس جمعية دعم مبادرة الحكم الذاتي، وزبيدة سعاد كريسكا من منظمة إنهاء انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال