القائمة

أخبار

عندما تصبح مواقع التواصل الاجتماعي منصة للترويج للعنف

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا على نطاق واسع شريط فيديو يوثق للحظة تعرض شابة في الثلاثينات من عمرها لاعتداء جسدي وهتك عرضها بطريقة وحشية بواسطة قارورتين من طرف شخص في الخمسينيات من عمره قبل أن يقوم بقتلها. وأصبحت الشبكات الاجتماعية تلعب دورا كبيرا في تضخيم مثل هذه الظواهر الاجتماعية‎.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

يلجأ العديد من المجرمين إلى توثيق جرائهم عبد هواتفهم النقالة، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقبل قضية حنان هزت وقائع مشابهة الرأي العام، كالاعتداء الجنسي الذي تعرضت له شابة تعاني من خلل عقلي على متن حافلة للنقل العمومي بمدينة الدار البيضاء في غشت 2017، وأيضا الفتاة التي تعرضت للاعتداء في واضحة النهار من طرف شاب حاول خلع ملابسها بالقوة في مارس 2018، وكذا الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له فتاة في بنجرير قبل انتحارها سنة 2016.

ويتساءل العديدون عن الأسباب التي تدفع بعض المجرمين إلى تصوير ما يقدمون عليه، كما يتساءلون عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لمثل هاته الأشرطة التي تخلق ضجة كبيرة.

وسبق لأستاذ علم الاجتماع عبد الصمد الديالمي أن قال في تصريح خص به مجلة "لو بوان" الفرنسية، في تحليله لشريط الفيديو الذي يظهر تعرض فتاة للاعتداء في حافلة بالدار البيضاء، "إن هذا الفيديو، لا يعني أن العنف مقتصر بشكل خاص على المرأة المغربية، هذا النوع من العنف، أصبح واقعا عالميا "بفضل" النيوليبرالية، لكن بنسب وأشكال مختلفة".

وعلى عكس ذلك، رأى عبد الفتاح الزين، وهو أستاذ وباحث في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن المرأة هي الضحية الأولى للعنف، مؤكدا أن "الثورة التكنولوجية والرقمية غيرت العلاقة مع الذات ومع الآخر. (...) نلاحظ هذا النوع من الممارسات في جميع الثقافات، ليس فقط في المغرب، إنها ممارسة عابرة للثقافات والمجتمعات".

وتذكر الأستاذ الجامعي، الحادثة التي وقعت في اسبانيا سنة 2016، والتي تورط فيها إسبانيون يطلقون على أنفسهم اسم "قطيع الذئاب" والذين تمت إدانتهم بـ 15 سنة سجنا نافذا، بتهمة الاغتصاب الجماعي لفتاة تبلغ من العمر 18 سنة في مدينة بنبلونة خلال مهرجان "سان فيرمين"، علما أنهم قاموا بدورهم بتصوير جريمتهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأضاف "من ناحية أخرى، فإن الشبكات الاجتماعية وخدمات المراسلة الفورية، التي تنتشر فيها مثل هاته الفيديوهات تحتقر الأحداث التي تُرتكب في حق الإنسانية، وفي هذه الحالة حقوق المرأة".

وبحسب الزين، في بعض الأحيان يطلق بعض مستخدمي الإنترنت حملة ضد مرتكبي الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، بينما يعتقد آخرون أن الضحايا هم السبب فيما حصل لهن. وواصل حديثه بالقول "بشكل عام، نحن محاصرون من قبل نظامنا الاجتماعي في علاقته بالفرد، والآخر، إلى جانب قلة المعرفة والوعي بالقضايا التي تتعلق بالجنس، وكذا انعدام التحسيس بكيفية استخدام الانترنيت".

ودعا في نهاية حديثه لموقع يابلادي إلى "تخصيص تكوين حول كيفية استخدام المنصات الرقمية، خاصة بالنسبة للشباب والصغار، باعتبارهم أكبر شريحة تستخدمها"، وأضاف "من الضروري أن يتم تكوينهم لكي يصبحوا أشخاصا أكثر مسؤولية...، عندما ننظر إلى إعلانات شركات الاتصالات، نرى أنها تتحدث بشكل أساسي عن الدردشة عبر الأنترنت بدلاً من المواضيع التوعوية والثقافية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال