القائمة

مختصرات

بحث جديد يكشف عن دور الجنود المسلمين في الحرب العالمية الأولى

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

إذا قمت بزيارة بوابة "مينين" العملاقة بمدينة "يبرس" البلجيكية، ستجدها مغطاة بأسماء الجنود الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الأولى وليس لهم قبر معروف، وبلغ عددهم 54.607 جندي في بلجيكا وحدها.

ومن ضمن هؤلاء جنود مسلمون من الهند مثل "بدور خان" الذي فقد حياته بالمعركة الأولى في "يبرس" عام 1914، و"نور علم" الذي فقد حياته بمعركة "يبرس" الثانية عام 1915.

وبالرغم من أن عدد الجنود المسلمين الذين شاركوا بالحرب العالمية الأولى لصالح بريطانيا وفرنسا وروسيا وصل إلى 2.5 مليون، لم تتلقى هذه المشاركة ما يكفي من الدراسة والبحث مقارنة بكل ما تم كتابته حول بطولات الجنود الأوروبيين خلال الحرب العالمية الأولى.

ويسعى البلجيكي "لوس فريير"، مؤسس منظمة "الجنود المنسية 14-19"عام 2012، إلى التعريف بالدور الذي لعبه الجنود المسلمون، حيث يؤمن بأنه لولاهم لخسر الحلفاء الحرب، كما يرى أن تسليط الضوء على هذا الدور يمكن أن يساهم في مواجهة العداء المتزايد ضد المسلمين في الغرب.

وتحدث فريير لـ DW عن شعوره بالمفاجأة لدى تعرفه على العلاقة الطيبة التي جمعت الجنود على اختلاف أديانهم، بالرغم من بشاعة الأجواء خلال الحرب حيث يقول: "وجدنا بالمذكرات الشخصية للجنود الكثير من القصص المؤثرة لجنود مسلمين ومسيحين ويهود يحاربون جنبا إلى جنب ويتشاركون معا الخبرات والثقافة والطعام والموسيقى وحتى الممارسات الدينية".

وما أن بدأ الاجتياح الألماني لفرنسا، حتى قامت هذه الأخيرة باستدعاء جنود من الجزائر والمغرب وتونس، كما استدعت بريطانيا أيضا قوات من مستعمراتها وخصوصا الهنود، والذين عندما وصلوا، بملابسهم ذات الألوان الزاهية، حياهم البريطانيون المنهكون من القتال باعتبارهم "المنقذين" للجيش البريطاني.

ولم تقتصر المعاملة الجيدة للقوات الهندية المكونة من مسلمين وهندوس وسيخ على البريطانيين فقط، إذ أحسن الألمان للأسرى المسلمين في محاولة منهم لإقناعهم بدعم ألمانيا بدلا من بريطانيا، وهو ما رفضه الكثير من جنود الجيش البريطاني الهندي.

ويظهر أثر قتلى الحرب من المسلمين واضحا بالمقابر الممتدة على مسافة 700 كيلومترا من بحر الشمال وحتى الحدود السويسرية.

وفي "نوتر دام دي لوريته"، أكبر مقابر قتلى الحرب في فرنسا، تتجه 576 من شواهد القبور الخاصة بالجنود المسلمين نحو الكعبة، ولكن للأسف تعرضت للتدنيس بغرافيتي معادي للإسلام لثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة.

ومع صعود تيارات اليمين المتطرف المعادية للمهاجرين في أوروبا، تسائل البلجيكي "لوس فريير": "طالما تقبل هؤلاء الجنود بعضهم البعض خلال أصعب الظروف، فما الذي يمنعنا اليوم من القيام بنفس الشيء؟".

بشراكة مع DW

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال