القائمة

أخبار

التبني: المغاربة المقيمون بالخارج يخوضون حربا من أجل الكفالة

صرخة استنجاد من القلب تطلقها جمعية "كفالة" التي يهتم أعضائها بجمع الأطفال اليتامى في المغرب لتربيتهم في فرنسا، وتأتي هذه الصرخة نتيجة لبعض الصعوبات الإدارية التي تُبطئ إجراءات التبني التي يباشرها الأزواج المغاربة-الفرنسيين في المملكة، فمن الواضح أن مُسيري هذه الجمعية، التي عرفت النور في أبريل 2011، عازمون على إسماع صوتهم للسلطات المغربية والفرنسية من أجل تحقيق المنفعة العامة للأطفال. 

نشر
في بعض الأحيان، يتوجب عليك خوض معركة للحصول على الأوراق اللازمة لسفر الأطفال المغاربة إلى فرنسا
مدة القراءة: 4'

لقد انطلقت شرارة هذه القضية من إحدى منتديات يابلادي.كوم، وكان "عبد الجميل" هو من أطلق هذه  الشرارة عندما طرح أسئلة حل مسطرة التبني التي لا يمكن اعتبارها مسطرة بمعنى الكلمة، وفي واقع الأمر، فالقانون الإسلامي الذي يمنع التبني، جاء بنظام آخر اسمه "الكفالة" الذي يسمى كذلك "التبني الشرعي" لكي يحض الأطفال المهملين بكفيل يوفر لهم الرعاية و الحماية والتعليم ويعتبرهم مثل أبنائه تماما. وبعد توالي الاجتماعات وتبادل التجارب المختلفة، عرفت هذه الجمعية التي تهتم بالأطفال المهملين النور، وقال "عبد الجميل" ، رئيس الجمعية :" كان عددنا في البداية لا يتجاوز ثلاثة أزواج، لكن العدد أصبح اليوم يفوق الخمسين،" وقد وصل عدد الأعضاء الحاليين في الموقع الالكتروني للجمعية (kafala.fr) إلى 300 أسرة من أصل مغربي.

استنكار بعض التأخيرات البيروقراطية

وينتقد فؤاد، أحد أعضاء الجمعية، كون "المواقع الإلكترونية الجزائرية ترشد مواطنيها للمساطر المتبعة، في الوقت الذي لا يوجد فيه شيء في المواقع المغربية"، ويشير رئيس الجمعية إلى أنه "إذا كان الجزائريون يباشرون إجراءاتهم داخل قنصلياتهم في فرنسا، فإن المغاربة يقصدون دار الأيتام أولا". فبمجرد الوصول لهذه الدور يكون من المستحيل الحصول على موافقتهم لأن الكفالة في حد ذاتها لا تعني التبني، في حين يمكن فتح تحقيق اجتماعي لصالح الأزواج في " أوت دو سين"، وهذا ما يراه أعضاء جمعية كفالة مناسبا.  

وبمجرد مرور التحقيق الاجتماعي في أحسن الظروف، يشد الأزواج الرحال صوب المغرب حيث يجب "خوض المعارك الضارية من أجل الحصول على الأوراق اللازمة لسفر الطفل المكفول ذي جواز السفر المغربي إلى فرنسا"، وعندما يصلون إلى الوجهة المقصودة، تبدأ "المخاوف من انقضاء مدة التأشيرة والمعارك التي يجب خوضها للحصول على الإعانات العائلية." أمامنا خيارين اثنين، إما عدم مغادرة التراب الفرنسي أو التوجه لمقاطعة سان دونيس من أجل تقديم طلب تمديد تصريح الإقامة للطفل القاصر... وهذا ما لا تمنحه السلطات في هذه المقاطعة". 

وفضلا عن ذلك، فإن النيابة العامة، في بعض المدن المغربية، ترفض أحيانا قبول طلب الكفالة من دون أسباب وجيهة. 

العديد من الشكاوي فوق طاولة السلطات

وخلال مائدة مستديرة في الرابع والعشرين من يناير المنصرم، استمعت الجمعية الوطنية الفرنسية لمطالب جمعية كفالة التي تتمنى أن يتم تخفيض المدة التي يستغرقها الحصول على  الجنسية  من  خمس سنوات إلى سنة  واحدة، كما شاركت الجمعية يوم الخميس في مائدة مستديرة بالدار البيضاء والتي نظمتها جمعية أسرتي،  التي  تُعنى بالآباء المتبنين، وخلال هذا اللقاء، أشاد المسؤولون في جمعية كفالة ببعض المقترحات التي خرجت بها المائدة المستديرة مثل سماح المدونة بتطابق الأسماء العائلية.

 ومع كل هذا تبقى السلطات المغربية مطالبة بالمزيد من الجهود الإضافية، إذ تم تقديم العديد من الشكاوي وبصفة رسمية للوزارة المعنية بمسطرة التبني قصد المساهمة في خلق أفضل تشريع للكفالة في المملكة، ومن بين هذه الشكاوي نجد تلك المتعلقة بإنشاء مكاتب متخصصة بالكفالة بمختلف القنصليات المغربية بالخارج، وذلك لسد النقص الحاصل في تقديم المعلومات اللازمة، و"الاعتراف الفوري، عن طريق الإعلانات، بالأطفال المتخلى عنهم بغية عدم تضييع الوقت"، بالإضافة إلى تسليم تصاريح التبني فور التخلي الصريح عن الطفل. وفي واقع الأمر، فإنه "في حالة التخلي عن طفل ما في المغرب، فإن السلطات تقوم بالإخبار بواسطة الإعلانات التي تقوم بها في مختلف المحاكم المغربية"، لكن وللأسف فإن هذا الإخبار يكون في أغلب الحالات بعد تقديم طلب الكفالة"، يصرح كمال مرحداوي، أمين صندوق الجمعية.

وفي انتظار أن تتحقق أمنيات جمعية كفالة، يبقى الأمل حيا في قلوب المسؤولين عن هذه الأخيرة والذين يرون بأن "الكرب سيفرج عما قريب".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال