القائمة

أخبار

دياسبو# 123: فاطمة الزهراء الحياني ..عندما يصبح ركوب الدراجة الهوائية مصدرا للقوة

تحملت فاطمة الزهراء الحياني، البالغة من العمر 23 سنة، ابنة مدينة سيدي سليمان، العديد من الصعاب قبل أن تتمكن من تحقيق حلمها وتحترف ركوب الدراجة الهوائية. وهي تطمح لكي تصبح بطلة العالم مستقبلا.

نشر
فاطمة الزهراء الحياني
مدة القراءة: 3'

بدأت رحلة فاطمة الزهراء مع ركوب الدراجات قبل عشر سنوات، في مسقط رأسها بمدينة سيدي سليمان. عندما كانت في طريقها إلى المدرسة التي تبعد عن منزل أسرتها بعشر كيلومترات، أجبرها ثقب في الإطار المطاطي لعجلة الدراجة، على التوقف في مرآب لإصلاحه وتتذكر في حديثها مع يابلادي تلك اللحظات قائلة "لم يكن لدى الميكانيكي الوقت لإصلاح العجلة، واضطررت للقيام بذلك بمفردي".

في هذه اللحظة جمعتها الصدفة بابن رئيس نادي تعليم ركوب الدراجات الهوائية بسيدي سليمان، والذي تفاجئ بإتقانها لإصلاح العجلات، ليقترح عليها، الانضمام إلى النادي في هاته المدينة التي تبعد عن مدينة القنيطرة بحوالي ستين كيلوميترا. قبلت فاطمة الزهراء البالغة من العمر 23 سنة، العرض دون تردد، وقالت "كنت سعيدة للغاية" خصوصا وأن تلك الدراجة كانت لها مكانة خاصة في قلبها "كانت هدية من والدي بمناسبة حصولي على نقط جيدة في المدرسة. كانت دراجة عادية، وغير صالحة للمسابقات، لكنها ساعدتني كثيرا في الذهاب إلى المدرسة".

وانضمت فاطمة الزهراء إلى النادي، وبدأت تتدرب على ركوب الدراجات الهوائية، لكن هذه المرة فوق دراجات خاصة بالسباقات، ليقودها شغفها إلى توقيع أول عقد لها. وتمكنت بفضل لياقتها البدنية ومهارتها الرياضية من تحقيق أولى انتصاراتها، وأحرزت ما لا يقل عن تسع ميداليات من خلال مشاركتها في مسابقات مثلت فيها المغرب.

كل هذه الانتصارات جعلت من الشابة المغربية، واحدة من أفضل راكبات الدراجة في إفريقيا. لكن سرعان ماخاب أملها، عندما اكتشفت أن الجامعة الملكية المغربية للدراجات، لا تولي اهتماما كبيرا لأمثالها "لم أتلق أبدا المبالغ التي تعطى مع الميداليات. ولم أرغب في الاستمرار في اللعبة وإحراز الألقاب دون مقابل،  خصوصا أن عائلتي كانت فقيرة وكانت في حاجة لمساعدتي. ورغم نجاحي في إحراز لقب بطلة إفريقيا، إلا أن الجامعة تخلت عني. بكل اختصار لم أحصل على أي تقدير". ولازالت فاطمة الزهراء تحتفظ لحد الساعة بالميداليات التي حصلت عليها، إذ تعتبرها حافزا لعدم استسلامها، ومواصلة مغامرتها.

وتواصل فاطمة الزهراء سرد قصتها التي انطلقت من مدينة سيدي سليمان، والتي قادتها بعد ذلك إلى مدينة الدار البيضاء، رفقة مدربها، حيث جمعها هناك لقاء برئيس الجامعة الملكية للدراجات، قبل أيام قليلة من بطولة إفريقية. كما التقت مع يان ديجان، المدير التقني في الجامعة.

لقاء فاطمة الزهراء مع يان، كان بمثابة نقطة تحول في حياتها، بعدما أشاد بمؤهلاتها الرياضية، وقرر إرسالها إلى موربيهان في منطقة بريتاني، الواقعة شمال غرب فرنسا. وبموافقة من والدها، وصلت فاطمة الزهراء الحياني في دجنبر 2018 إلى هناك، ورحب بها يان ديان داخل منزل عائلته.

"كان له الفضل في إحضاري إلى هنا، لأنه آمن بقدراتي وبمؤهلاتي الرياضية. علمني كل شيء وأعطاني الفرصة. فتح كل الأبواب أمامي لتحقيق حلمي. أنا مدينة له كثيرا. لولاه، لما استطعت أن أكون ما أنا عليه الآن، ولا حتى مواصلة ركوب الدراجات".

فاطمة الزهراء الحياني

بالإضافة إلى مساعدة يان لها، انتهزت فاطمة الزهراء الفرضة خلال حديثها، للاعتراف بجميل ودعم سيدة مغربية لها تدعى نادية التازي، وهي التي تقدم لها مساعدات مالية كل شهر، من أجل إعالة نفسها وقالت "ليس لدى أسرتي أموال كثيرة لذا لا يمكنني أن أطلب منهم ذلك. نادية هي بمثابة أمي الثانية، وأيضا واحدة من الأشخاص الطيبين الذين أعرفهم وآمنوا بي".

وفي يناير 2020، وقعت الرياضية المغربية عقدا احترافيا لمدة سنة، مع نادي "أركيا"، وتواصل الآن تدريباتها في صفوف الفريق النسائي.

في الوقت الحالي، لم تقرر بعد ما إذا كانت ستعود إلى المغرب، لكنها تؤكد أنها تسعى "لتمثيل بلدي في المسابقات الدولية. أريد أن أضع العلم على ظهري. بالعمل والمثابرة لا شيء مستحيل ولما لا أن أصبح بطلة العالم".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال