القائمة

أخبار

تحقيق يكشف تجسس الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا على المغرب ودول أخرى لسنوات طويلة

كشف تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن المخبرات الأمريكية والألمانية تجسست على 120 دولة في العالم من بينها المغرب منذ سنة 1970، بالاعتماد على شركة متخصصة في تشفير الاتصالات.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوم أمس تحقيقا صحافيا، يشير إلى استخدام الاستخبارات الأمريكية والألمانية على مدى سنوات تجهيزات تابعة لشركة متخصصة بتشفير الاتصالات، للتجسس على أكثر من مئة بلد عدو وحليف من بينها المغرب.

وجاء في التحقيق الذي تم إجراؤه بالتعاون مع التلفزيون الألماني "زد دي إف" ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية "إس إر إف"، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اشترت سنة 1970 شركة التشفير "كريبتو إيه جي" التي تتخذ من سويسرا مقرا لها، في صفقة سرية مع جهاز الاستخبارات الألماني "بي إن دي".

وكانت شركة "كريبتو أيه جي" التي سطع نجمها بعد الحرب العالمية الثانية توفر أجهزة تشفير لـ120 دولة عبر العالم، من بينها المغرب و 17 دولة عربية أخرى، غير أن الاتحاد السوفياتي والصين لم يلجآ لبرمجيات الشركة من أجل تشفير المحادثات السرية.

وكانت وكالتا الاستخبارات الأمريكية والألمانية تقوم بـ"التلاعب بتجهيزات الشركة بغية فك الرموز التي كانت البلدان تستخدمها في توجيه رسائلها المشفّرة".

ويشير التحقيق إلى أنه من خلال هذه الطريقة نجحت الوكالتان في مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في إيران بعد نجاح الثورة الإسلامية، وكذا في تزويد بريطانيا بمعلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب فوكلاند التي اشتعلت عام 1982 بسبب جزيرتين واقعين في جنوب المحيط الأطلسي، وانتهت باستسلام الأرجنتين.

كما أتاح تشفير المكالمات السرية للمسؤولين الليبيين، امتلاك الولايات المتحدة الأمريكية، الأدلة على تورط ليبيا تفجير ملهى ليلي في العاصمة الألمانية سنة 1986 أسفر عن مقتل جنود أمريكيين.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن جهاز الاستخبارات الألماني انسحب من الشراكة في تسعينيات القرن الماضي، لتبيع بعدها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شركة "كريبتو" في سنة 2018.

وتؤكد الوثائق التي اطلعت عليها الواشنطن بوسط أن أربع دول على الأقل كانت على علم بعملية التجسس وهي إسرائيل والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة.

ويمكن لعملية التجسس الضخمة هاته أن تفسر العديد من المواقف التي تبنتها ألمانيا وأمريكا بشأن عدد من المواقف المتعلقة بالعديد من النزاعات من بينها نزاع الصحراء الغربية، حيث تشير وثائق الاستخبارات الأمريكية التي رفعت عنها السرية إلى إلمام الولايات المتحدة بكافة تفاصيل قضية الصحراء.

ففي وثيقة مؤرخة في 19 أكتوبر من سنة 1978، تؤكد الاستخبارات المركزية الأمريكية معرفتها بعقد اجتماع بين المغرب والجزائر، بعد الأزمة التي اندلعت بين البلدين. وتشير الوثيقة إلى أن موريتانيا أجرت اتصالات أيضا مع كل من الجزائر وجبهة البوليساريو، وإلى تعليق الحوار المغربي الجزائري بسبب "الاعتداء" الذي نفذه جنود جزائريون في جنوب المغرب، ومرض الرئيس الجزائري هواري بومدين.

وفي وثيقة أخرى يعود تاريخها إلى 18 مارس من سنة 1987، تطرقت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى تشييد المغرب للجدار الرملي، وتأثيره على الحرب مع جبهة البوليساريو، حيث توقعت أن تلجأ جبهة البوليساريو لاستغلال الأراضي الموريتانية لتنفيذ عمليات ضد المملكة.

ورأت وثيقة أخرى أنه بعد 11 عاما من المواجهات المسلحة، يبدو أن "هذا الصراع لا نهاية له" على الرغم من أن كلا الطرفين (المغرب والجزائر) لا يريدان أن يتسع نطاق النزاع أكثر، مع الإشارة إلى أن المنافسة من أجل التفوق في منطقة المغرب العربي قد تشكل مخاطر محدقة بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال