القائمة

أخبار

المغرب ينفي توتر العلاقات مع موريتانيا

قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إن بلاده وموريتانيا اتفقتا على وضع خريطة طريق لتطوير وتفعيل العلاقات الجيدة القائمة بينهما، مؤكدا أن هناك إرادة سياسية مشتركة لتعزيز هذه العلاقات، والدفع بها خطوات إلى الأمام في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.

نشر
ولد عبد العزيز (يمين) مستقبلا العثماني في نواكشوط
مدة القراءة: 4'

كما نفى العثماني وجود توتر في العلاقات بين بلاده وموريتانيا، ولكنه في المقابل اعترف بوجود خلافات اعتبر أن الجهود الدبلوماسية كفيلة بحلها وتسويتها بشكل نهائي.

وقال للجزيرة نت -عقب لقائه اليوم الثلاثاء بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي- أنْ لا شيء بإمكانه أن يوتر العلاقات المتميزة القائمة بين المغرب وموريتانيا، وهي العلاقات التي رأى أنها ستتعزز وتقوى في المرحلة القادمة.

وقلل من شأن ما يعتبره البعض مؤشرات على توتر في العلاقات بين البلدين ظهرت في الأسابيع الماضية، قائلا إنه من الطبيعي أن تكون هناك خلافات بين بلدين جارين، ولكنه شدد على أن لدى الحكومة المغربية ولدى السلطات الموريتانية إرادة قوية لحلها بالحوار وبالطرق الدبلوماسية.

وأشار العثماني إلى ضرورة ألا يكون لدينا تصور مثالي للعلاقات الثنائية بين الدول، فالخلافات شيء طبيعي في أي علاقات بين طرفين حتى بين الرجل وزوجته، "لكن المهم أن تكون هناك إرادة سياسية لحل تلك المشاكل والخلافات، وهو أمر موجود".

وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها العثماني لموريتانيا منذ تشكيل الحكومة المغربية الجديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية الإسلامي، وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة أخرى مماثلة قام بها العثماني إلى الجزائر وتباحث خلالها مع المسؤولين الجزائريين بشأن العلاقات الثنائية والعلاقات المغاربية.

خطوات
وكانت العلاقات بين المغرب وموريتانيا قد شهدت فتورا قويا -إن لم يكن توترا- في الفترة الأخيرة، بالتزامن مع تقارب ملحوظ وتحسن في العلاقات بين موريتانيا والجزائر.

وبرز التوتر في العلاقات بين البلدين بعد ترشح المغرب للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي في مواجهة موريتانيا، التي كادت مساعيها تتحقق بعد تزكية الملف الموريتاني من طرف الاتحاد الأفريقي لولا ترشح المغرب.

وتصاعد الجدل بشأن وضعية هذه العلاقات بعد قيام الحكومة الموريتانية بطرد مدير وكالة الأنباء المغربية الرسمية من نواكشوط، على خلفية اتهامه بمزاولة أعمال وأنشطة مخلة بطبيعة عمله الصحفي.

وبالتزامن مع الفتور الحاصل في العلاقات الموريتانية المغربية، أدى الرئيس الموريتاني زيارة رسمية للجزائر أعطت دفعا قويا للعلاقات بين البلدين.

ولكن العثماني يؤكد أنْ لا صحة إطلاقا لحساسية المغرب من التحسن الملاحظ في العلاقات الموريتانية الجزائر، قائلا "بالعكس، المغرب سعيد جدا بأي تطور أو تحسن في العلاقات الثنائية بين أي بلدين مغاربييْن".

العلاقة مع الجزائر
وفي إطار العلاقة مع الجزائر وتأثرها بقضية الصحراء الغربية، قال العثماني إن بلاده اتفقت مع الجزائر على وضع القضية الصحراوية في الوقت الحالي بين قوسين، وذلك بغض النظر عن الخلافات القائمة بينهما بشأن هذه القضية، وذلك دعما لمساعي إعادة بناء وتطوير الاتحاد المغاربي.

ويقول العثماني إنه اتفق مع الطرف الجزائري -خلال زيارته الأخيرة للجزائر- على أن الأولوية في الوقت الحالي هي لاتحاد المغرب العربي، مضيفا أنه التقى خلال تلك الزيارة بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وعدد من المسؤولين الجزائريين، و"كنا جميعا نتحدث بلغة واحدة هي أن بناء الاتحاد المغاربي أولوية المرحلة وأفق إستراتيجي متفق عليه من قبل الجميع".

ومعلوم أن المغرب ترى أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيها، وطرحت في السنوات الأخيرة مقترحا لحل الأزمة الصحراوية يقوم على حكم ذاتي موسع مع حكومة وبرلمان محليين يعملان تحت السيادة المغربية، بينما تدعم الجزائر بقوة جبهة البوليساريو الداعية لاستقلال الأقاليم الصحراوية وإقامة الدولة الصحراوية عليها، والتي تقترح هي الأخرى تنظيم استفتاء شعبي لتقرير المصير من قبل سكان الصحراء الأصليين.

ولا تزال الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ سنوات بسبب حدة الخلافات القائمة بين البلدين، وإن تجددت الآمال أخيرا بعد زيارة العثماني للجزائر بإعادة فتح هذه الحدود التي يعوق إغلاقـُها التقاربَ بين البلدين، ويزيد من معاناة الشعبين وخصوصا سكان المناطق الحدودية الذين يرتبطون بعلاقات اقتصادية واجتماعية ضاربة جذورها في القدم.

واكتفى العثماني اليوم -في رده على سؤال للجزيرة نت بشأن موعد فتح هذه الحدود- بقوله "إن الأمر في الطريق إن شاء الله".

ومن المنتظر أن تعقد قمة مغاربية هذا العام في تونس بمبادرة من الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي الذي قام الأيام الماضية بجولة مغاربية لحشد الدعم لفكرة إقامة قمة مغاربية طارئة تعيد إحياء الاتحاد المجمد، وتبعث الروح في هياكله الهامدة، معتمدا في ذلك على التطورات السياسية والاجتماعية العميقة التي تسود المنقطة بعد موجة الربيع العربي، وعلى ما يصفه بالظروف النفسية المتهيئة لبناء الاتحاد المغاربي بعد سقوط نظامين ديكتاتوريين فيه هما النظامان التونسي والليبي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال