القائمة

أخبار  

الموصل: شبان عراقيون يحاكون مدينة شفشاون في زرقتها

قام شبان عراقيون بطلاء زقاق في مدينة الموصل التي مزقتها الحرب لسنوات، بألوان شبيهة بتلك التي تطلى بها أزقة مدينة شفشاون المغربية.

نشر
حي "المشاهدة" بمدينة الموصل/ مواقع التواصل الاجتماعي
مدة القراءة: 3'

يحاول بعض سكان مدينة الموصل العراقية، الي تعتبر ثاني كبرى حواضر العراق، محو آثار الحرب التي كانت مدينتهم مسرحا لها طوال سنوات، من خلال إعادة بعث روح جديدة في جدرانها عبر صباغتها بألوان زرقاء، شبيهة بتلك التي تطلى بها أسوار مدينة شفشاون المغربية.

وكانت مدينة الموصل قد وقعت تحت سيطرة داعش في شهر يونيو من سنة 2014، واتخذها التنظيم المتطرف عاصمة "لخلافته الإسلامية"، وقام بهدم العديد من معالمها التاريخية. وفي يوليوز من سنة 2017 تمكنت القوات العراقية من بسط سيطرتها من جديد على المدينة الذي يعود تاريخ تأسيسها إلى مئات السنين قبل الميلاد.

ومع دحر التنظيم من المدينة، بدأ بعض السكان يطلقون مبادرات لمسح آثار الحرب، ومن بين هؤلاء طالب عراقي يدعى محمد عبد الحق ويبلغ من العمر 24 سنة، قرر صباغة زقاق يقع في حي "المشاهدة" الذي يعود تاريخ بنائه إلى 150 سنة بألوان جديدة.

وقال عبد الحق في تصريح للموقع الإلكتروني لقناة "الجزيرة"، إن هذه الفكرة راودته السنة الماضية رفقة مجموعة من شباب مدينة الموصل، وأنهم فكروا في طلاء المباني باللون الأزرق، وعن سبب اختيار هذا اللون دون بقية الألوان قال إنه "جاء لمراعاة ميزته في بعث الراحة النفسية في نفوس السكان المحليين، إضافة إلى محاولة محاكاة لمدينة شفشاون المغربية التي تصطبغ باللون ذاته".

وواجهت عبد الحق وفريقه تحديات كبيرة لإتمام مشروعه، وبدأ تنفيذ الفكرة خلال شهر فبراير الجاري، وتم الانتهاء من العمل في ظرف أسبوعين، وذلك بعد حصوله على تمويل من منظمتين دولية ومحلية وبمبلغ لا يتجاوز 1200 دولار.

وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق صور الزقاق وعبروا عن إعجابهم به، وهو ما أكده عمر حامد وهو أحد سكان الحي، إذ قال لموقع الجزيرة "الكثير من سكان الموصل يصرون على المجيء إلى هذا الزقاق والتقاط الصور التذكارية والسيلفي".

وتظهر الصور المتداولة كيف حاول محمد عبد الحق وفريقه طلاء المباني بنفس الطريقة التي يتم اعتمادها في مدينة شفشاون، حيث تمت طلاء الأسوار بالأزرق، فيما تم طلاء المكان المحيط بالأبواب والنوافذ باللون الأبيض.

ووصف بعض العراقيين الزقاق بأنه "لوحة فنية"، فيما ذهب البعض الآخر إلى النبش في تاريخ مدينة شفشاون التي تأسست سنة 1471 على يد مولاي علي بن راشد، لإيواء المسلمين واليهود الذي طردوا من الأندلس على يد الإسبان.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال