القائمة

أخبار  

المغرب: رغم التحذيرات.. انتشار أخبار زائفة حول فيروس كورونا ‎

هل يجب إغلاق النوافذ لتجنب استنشاق المواد الكيميائية التي ستقوم المروحيات برشها لمكافحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19؟ هل تناول المشروبات الساخنة يقتل هذا الفيروس؟ هل فعلا هناك لصوص يتقمصون أدوار الأطباء ويطرقون أبواب منازل المغاربة؟ كل هذه الأسئلة يطرحها العديد من المغاربة في ظل انتشار سلسلة من التسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو التي أكدت السلطات المختصة أنها مزيفة ولا أساس لها من الصحة.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ يوم الجمعة الماضي، مجموعة من الرسائل والتسجيلات الصوتية وكذا الفيديوهات، تزامنا مع انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19. منهما ما يدعوا المغاربة إلى "إغلاق النوافذ، وعدم ترك أطفالك بالخارج ولا حتى غسيلك في الاسطح، لأن طائرة هليكوبتر ستحلق فوق مجموعة من المدن المغربية من أجل رشها بمواد كيميائية لقتل الفيروس"، وهو ما دفع مجلس مدينة الدار البيضاء إلى إصدار بلاغ تكذيب.

ومؤخرا بعد إعلان وزارة الداخلية يوم أمس، عن حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة ابتداء من اليوم الجمعة على الساعة السادسة مساء لأجل غير مسمى، تم تداول وثائق مفبركة للسماح بمغادرة البيت، إلا أن مسؤولا بوزارة الداخلية نفى أن تكون هذه الوثائق صحيحة، وأكد أن الوثيقة الرسمية المعتمدة ستصدر اليوم الجمعة.

وفيما يخص رش مواد كيماوية لقتل الفيروس، قال مجلس مدينة الدار البيضاء في بلاغ له إن كل "ما تم الترويج له من خلال التسجيل المشار إليه لا أساس له من الصحة، فإننا ننبه المواطنات والمواطنين لعدم الترويج للشائعات، ونذكر بأن مواقف وقرارات جماعة الدار البيضاء يعبر عنها المسؤولون عن هذه الجماعة في إطار تواصلهم مع الرأي العام من خلال البيانات والتصريحات الصحافية. داعيا المواطنين إلى التزام الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتضمنها الوصلات التحسيسية لوزارة الصحة عبر وسائل الإعلام الرسمية".

وفي نفس الأسبوع، أوقفت السلطات الأمنية بمدينة سوق الأربعاء الغرب، بائعا متجولا يبلغ من العمر 32 سنة، بسبب تورطه في نشر أخبار زائفة بواسطة مكبر للصوت في أحد أحياء المدينة، يزعم فيها انتشار وباء كورنا المستجد، ويحرض فيها المواطنين على عدم إرسال أبنائهم لمؤسساتهم التعليمية. ودعت مديرية الامن الوطني رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى عدم مشاركة المحتويات التي لم يتم التحقق منها.

ولم يقف الامر هنا فحسب، بل تم الترويج لخبر مزيف آخر، يتحدث عن تواجد "عصابات تطرق أبواب المغاربة، وتدعي أنهم أطباء وممرضون تم إرسالهم من طرف وزارة الصحة، لكن هم في الأصل لصوص، يقتحمون البيوت" إلا أن مديرية الامن الوطني نفت عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك صحة الخبر.

كما أدى انتشار الفيروس إلى انتشار مجموعة من المنشورات و "النصائح" الصحية "غير النافعة" التي يمكن اتباعها من أجل تفادي الإصابة. بعضها ينصح بتناول المشروبات الساخنة، وبعضها ينصح بالتعرض للشمس وشرب الماء كل 15 دقيقة لتجنب العدوى. مع أنه لم تثبت أي دراسة أن أشعة الشمس والمشروبات الساخنة يمكنها أن تحمي من هذا الفيروس الجديد.

وإضافة إلى ذلك تم تداول عدد من الأخبار العارية عن الصحة مثل أن المغرب سيطبق سياسة الحجر الصحي، وستكون القوات المسلحة موجودة في الشوارع باستمرار لضمان احترام المواطنين لهذه السياسة.، وأن ولاة وعمالا وعناصر من الدرك الملكي شاركوا في اجتماع بمقر وزارة الداخلية يهم إقرار حالة طوارئ بالمغرب لمدة 15 يوما.

استمر انتشار الأنباء المزيفة عن الفيروس حتى بعد سلسلة من المؤتمرات الصحفية التي عقدتها السلطات الصحية لإطلاع المغاربة على الوضع الحالي. فقد نفى وزير الصحة خالد أيت طالب ، خلال عطلة نهاية الأسبوع ، نفيا قاطعا وجود "تفشي وبائي"، قائلا إن الوضع "تحت السيطرة".

وأكد الوزير أن "الحالات المؤكدة المسجلة في المغرب هي تلك التي جاءت من الخارج ولا يوجد تفشي في أي مكان" مشيرا إلى أن " الحالة الصحية للحالات المؤكدة ليست مقلقة وتتحسن باستمرار".

وعبر وزير الصحة عن استيائه من انتشار الأنباء المزيفة التي تهدف، حسب قوله، إلى عرقلة الجهود المبذولة لوقف انتشار الفيروس بالمملكة.

وعلاقة بالموضوع أعلن الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة في بلاغ، أن تعليمات صارمة قد أعطيت للنيابات العامة لدى محاكم المملكة، من أجل متابعة كل من يروج أخباراً زائفة ذات علاقة بموضوع فيروس كورونا، من شأنها إثارة الفزع بين الناس، أو المساس بالنظام العام. 

وبحسب ذات المصدر فإن النيابة العامة تباشر أبحاثاً في الموضوع بواسطة الشرطة القضائية. كما أنها كانت قد حركت الدعوى العمومية في حق بعض الأشخاص المشتبه في مسؤوليتهم عن ترويج أخبار زائفة في موضوع فيروس كورونا.


آخر تحديث للمقال : 20/03/2020 على 13h51

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال