القائمة

أخبار

دياسبو # 136 : نجيب بن عياد..طبيب مغربي بهولندا لا يعرف معنى اليأس

عندما كان في العاشرة من عمره، تمنى نجيب بن عياد أن يصبح طبيبا بهولندا، وبعد سنوات من ذلك تحقق حلمه بفضل إصراره وعزيمته.

نشر
نجيب بن عياد
مدة القراءة: 4'

عندما كان نجيب بن عياد في العاشرة من عمره، كان يحلم أن يصبح طبيبا. وفي يوم من الأيام خلال تواجده بإحدى المستشفيات بهولندا برفقة ابنة أخيه الرضيعة التي خضعت لعملية جراحية في القلب، ألقى عملة معدنية وتمنى أمنيته.

ويتذكر نجيب في حديثه لموقع يابلادي ذلك قائلا "وقفت هناك وتمنيت أن أصبح يومًا ما طبيبا وأعمل في المستشفى لمساعدة ابنة أخي منال".

منذ ذلك الوقت وضع هدفا أمام عينيه، وبات يعلم جيدا ماذا يريد أن يصير في المستقبل.

ويحكي نجيب ابن قرية خميس أنجرة، الواقعة بين طنجة وتطوان، قصة هجرته إلى هولندا، مشيرا إلى أن والده الذي كان يعمل في البناء، تلقى اتصالا من شركة نسيج هولندية، كانت تبحث عن عمال من ذوي البنية القوية من المغرب.

"خلال المقابلة التي أجرتها الشركة من أجل توظيف العمال، وجد والدي نفسه ينتظر في طابور يضم 600 رجل بينما كانت الشركة تبحث عن 40 عاملاً فقط. وأثناء وقوفه هناك، لاحظ أن الرجال كانوا يخرجون من غرفة المقابلة وهم خائبي الامل، من بينهم أحد أصدقائه الذي أخبره أنه في الداخل يوجد رجل هولندي ضخم، يعطيهم يده للمصافحة بعدها يسحبهم نحوه، ومن كان يسقط يتم إقصاؤه".

نجيب بن عياد

وبحكم اشتغال والد نجيب لسنوات في البناء، تمكن من النجاح في هذه المقابلة، وقال نجيب مازحا "عندما دخل والدي، صافح يد الرجل الهولندي وسحبها حتى سقط". تم اختيار والده على الفور ليتمكن في اليوم التالي من ركوب الطائرة والتحليق بعيدا صوب هولندا لبدء حياة جديدة.

 وبعد مرور سنة على انتقاله إلى الديار الهولندية، أحضر والد نجيب بقية العائلة واستقر هناك.

وقال "كان والدي يعلم جيدا أنه كان علينا أن ندرس جيدا ونصقل مواهبنا"، وتابع "إلا أنني أدركت أنني لا أمتلك موهبة، كتلك التي يملكها كريستيانو رولاندو لذا كان علي أن أدرس. أختي كانت تدرس وتحضر للعمل في إحدى المستشفيات وأعجبني ذلك أيضًا".

لكن رحلته ليصبح طبيباً لم تكن بتلك السهولة وكانت مليئة بالعقبات، حيث يقول "عندما كنت أبلغ من العمر 12 سنة، كان علي أن أذهب إلى المدرسة مع والدي لاختيار الشعبة التي أريد أن أدرسها. في ذلك اليوم سمعت كلاما من أحد الأساتذة ظل راسخا في ذهني لسنوات".

 وتابع "عندما قلت إنني أريد أن أصبح طبيبا، بدأ الأستاذ يضحك وقال لي إنه علي اختيار شيء آخر أكثر بساطة وسهولة لأنني مغربي".

كانت هذه الكلمات قاسية لكن محفزة في نفس الوقت لنجيب، الذي كان مصمماً على تحقيق هدفه رغم كل الصعاب. وعندما أنهى دراسته، اختار المهاجر المغربي التوجه للدراسات المخبرية.

بدأ نجيب العمل في المستشفيات، وبدأ يقوم ببحوث في المختبرات حول علم الوراثة وأمراض الدم. وذات يوم زار قسم القلب في إحدى المستشفيات التي كان يتلقى تدريبا داخلها، وهناك صادف أخصائيي التروية السريرية وهم يحملون آلات كبيرة خاصة بالقلب والرئتين.

وتساءل عما يفعلونه وسألهم عن تخصصهم الذي بدى له غير مألوف "قيل لي إنه إذا أردت أن أفعل الشيء نفسه، فسوف يتعين علي دراسة الدورة الدموية وهذا بالضبط ما كنت أفعله، لذلك قررت أن أسلك هذا الاختصاص والخوض فيه أكثر"

وهكذا بدأ نجيب رحلته، إذ بدأ تدريبًا في أحد المستشفيات التي كانت تعطي تدريبا في نفس الاختصاص الذي اختاره، وهو المستشفى ذاته الذي خضعت فيه ابنة أخيه للجراحة قبل سنوات. وبالموازاة مع ذلك كان يتابع دراسته في نفس المجال في جامعة ليدن.

"بعد أن أنهيت دراستي، بدأت العمل في نفس المستشفى حيث كنت أتدرب. عملت هناك لمدة خمس سنوات، وكانت واحدة من العمليات الجراحية الأخيرة التي قمت بها في ذلك المستشفى هي الجراحة التي أجريتها لابنة أخي منال ".

نجيب بن عياد

وبعد سنوات، تم الاتصال بنجيب من قبل شركة تقوم بإجراء جراحات القلب وطلبت منه الانضمام إليهم "لقد كنت الأصغر بين أخصائيي التروية السريرية في هولندا وقتها. انضممت إليهم بالفعل، والآن أنا أشتغل معهم ونقوم بإجراء 3000 جراحة قلب سنويًا في ثلاثة من أكبر المستشفيات في البلاد" .

عندما حصل على شهادته الجامعية، عرضت عليه المؤسسة أن يصبح مدرسا بداخلها. ويعد نجيب الآن من بين المتخصصين السريريين القلائل في هولندا الذين يقومون بتشغيل أجهزة القلب والرئة أثناء عمليات القلب.

"في جراحة القلب، لدينا ثلاثة أخصائيين، الجراح وطبيب التخدير، وأنا تخصصي متعلق بالدورة الدموية"

نجيب بن عياد

وإلى جانب نجيب يوجد طبيب مغربي واحد في هولندا يمتهن نفس التخصص، كما أن نجيب هو المغربي الوحيد الذي يعمل في ثلاثة مستشفيات مختلفة لجراحة القلب في هولندا وخارجها.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال