القائمة

أخبار

دراسة: أغلب المغاربة راضون عن الاجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا    

خلصت دراسة أنجزها المعهد المغربي لتحليل السياسات أن المغاربة راضون عن الإجراءات التي قامت بها الحكومة لمحاصرة انتشار وباء فيروس كورونا، وأنهم يثقون في قدرة الدولة على تجاوز هذه الأزمة.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

أنجز المعهد المغربي لتحليل السياسات دراسة ميدانية كمية حول موضوع فيروس كورونا المسجد بهدف توفير معطيات إحصائية حول تمثلات المواطنات والمواطنين المغاربة إزاء هذا الوباء، ومعرفة درجة وعيهم بالموضوع ومدى رضاهم بالإجراءات الحكومية التي تصدت لهذا الوباء.

واعتمدت الدراسة على تقنية البحث الكمي من خلال استعمال تقنية الاستمارة المملوءة بشكل ذاتي عبر الإنترنيت، وتم ملئ الاستمارات من طرف المبحوثين خلال الفترة الممتدة ما بين 14 و19 مارس 2020. وشملت عينة من 2470 شخص يمثلون السكان المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر. 

وأظهرت نتائج استطلاع الرأي أن 81 في المائة من المواطنين المغاربة قلقون من الإصابة بفيروس كورونا، و29 في المائة قلقون جدا من الإصابة بهذا الفيروس، فيما لم يقل إلا 4 في المائة أنهم ليسوا قلقين على الإطلاق من الإصابة بهذا الفيروس.

أما فيما يخص مدى تخوف المستجوبين من انتشار الوباء في المغرب، فقد قال 69 في المائة إنهم قلقون جدا من ذلك، وقال 27 في المائة أنهم قلقون، ولم يقل إلا 1 في المائة أنهم غير قلقين على الإطلاق من حدوث ذلك.

وبخصوص نظرة المستجوبين لتأثير هذا الوباء العالمي على الاقتصاد الوطني، قال 59 في المائة من المواطنين أنهم قلقون جدا، وقال 31 في المائة أنهم قلقون.

لكن هذا القلق لا يعني أن المواطنين يفكرون في السفر إلى مكان آخر، حيث قال 88 في المائة إنهم لا يفكرون في السفر في حال تفشي وباء كورونا في المغرب، فيما قال 12 في المائة إنهم قد يفكرون في تغيير مكان سكنهم إلى مدينة أخرى أو إلى قرية في حال حدوث ذلك.

الحصول على الارشادات ومصادرها

وتضمن الاستطلاع أسئلة حول الحصول على إرشادات حول فيروس كورونا. وتشير النتائج إلى أن 91 في المائة من المستجوبين قالوا بأنهم حاولوا الحصول على إرشادات حول فيروس كورونا خلال الأيام الماضية، فيما قال 9 في المائة أنهم لم يحاولوا القيام بذلك. أما فيما يخص مصادر الإرشادات التي لجأ إليها المواطنون المغاربة فهي متنوعة، وتتوزع بين البحث في الأنترنت بنسبة 88 في المائة من كل المشاركين في الاستطلاع، و68 في المائة من خلال تتبع إرشادات وبيانات وزارة الصحة المغربية، فيما تواصل 11 في المائة مع الطبيب و5 في المائة مع صيدلي من المشاركين في الاستطلاع لجل الحصول على إرشادات حول هذا المرض، وأكد 19 في المائة من المشاركين أنهم استقوا أخبارا تخص وباء كورونا من خلال تواصلهم مع أصدقائهم.

ومن جهة أخرى، تم طرح أسئلة بخصوص الاحتياطات والاحترازات التي قام بها المواطنون والمواطنات لتفادي الإصابة بفيروس كورونا، وقال 97 في المائة من المشاركين أنهم قاموا بالالتزام بغسل أيديهم مرات عدة في اليوم، وقال 82 في المائة إنهم تفادوا الخروج من البيت إلا في حالات الضرورة، ولم يؤكد إلا 12 في المائة منهم أنهم قاموا بارتداء قناع طبي.

المواقف إزاء الإجراءات الحكومية

وبخصوص آراء المواطنات والمواطنين حول الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها للتعامل مع فيروس كورونا، ومدى ثقتهم في قدرة الحكومة على التصدي لهذا الوباء، ورضى المواطنين على التواصل الرسمي في هذا الموضوع، فقد عبر 77 في المائة من المستجوبين عن رضاهم عن الإجراءات التي قامت بها الحكومة، فيما قال 18 في المائة أنهم غير راضين عن عمل الحكومة، وقال 4 في المائة أنهم غير راضين بتاتا عن عمل الحكومة خلال هذه الفترة وعن الإجراءات التي قامت بها.

وفيما يخص درجة ثقة المواطنين المغاربة في قدرة الحكومة على مواجهة فيروس كورونا المستجد فقد أكد 58 في المائة ثقتهم فيها.

أما فيما يخص درجة ثقة المواطنين المغاربة في المستشفيات المغربية فقد جاءت في أدنى المستويات، إذ أكد 74 في المائة أنهم لا يثقون في قدرتها على مواجهة آثار فيروس كورونا، مقابل 26 في المائة فقط ممن يثقون في قدرة المستشفيات المغربية على علاج المرضى المصابين بالفيروس.

بالمقابل، أكد نصف المغاربة المشاركين في الاستطلاع أن الحكومة المغربية تتواصل بشكل جيد خلال هذه الأزمة، وقال 21 في المائة أنها تتواصل بشكل جيد جدا، وقال 28 في المائة أن تواصل الحكومة مع المواطنين ليس جيدا. أما فيما يخص دور الإعلام العمومي، فقد عبر 66 في المائة من المواطنين المغاربة عن رضاهم على تواصله خلال هذه الأزمة، فيما عبر 28 في المائة عن عدم رضاهم، وقال 6 في المائة أنهم غير راضين بتاتا عن دوره خلال هذه الأزمة.

وأبدى المواطنون المغاربة "موافقتهم جدا" بنسبة تتراوح بين 71 في المائة و93 في المائة بخصوص 5 تدابير اتخذتها الحكومة؛ فقد أكد 100 في المائة من المشاركين موافقتهم على "منع التجمعات الكبيرة"، و100 في المائة من المشاركين موافقتهم عن "منع السفر من وإلى المغرب" و99 في المائة موافقتهم على "توقيف الدراسة في المدارس العمومية والخاصة"، و90 في المائة موافقتهم على "توقيف صلاة الجمعة وصلاة الجماعة في المساجد".

وفي تصريح لموقع يابلادي علق الباحث عبد القادر أزداد، رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في عين الشق بالدار البيضاء، على نتائج الدراسة بالقول إن هذه التمثلات تؤثر عليها العديد من العوامل "مثل مستوى التعليم والمجتمع والبيئة: أي ما تعلمناه من آبائنا ومن حولنا".

وتابع أنه "لو أثر هذا الوباء على المغرب فقط، لكانت آراء المواطنين مختلفة عما هي غليه الآن"، وأوضح أن "المغاربة رأوا كيف أثر هذا الوباء على دول متقدمة مثل الصين ودول أوروبية، وأجروا مقارنة بين الإجراءات التي اتخذتها السلطات المغربية وتلك التي اتخذتها بلدان أخرى"، وهو ما جعلهم بحسبه "يقارنون أيضا عدد الحالات المؤكدة والوفاة والحالات التي تماثلت للشفاء. وخلص البعض إلى أن الدولة فضلت الناس على اقتصاد البلاد".

وأضاف "أعتقد أن المغاربة بدأوا في معرفة قيمتهم كمواطنين وسيكون لذلك أثر إيجابي على مستوى الوعي".

من جانبه قال الباحث في علم الاجتماع فؤاد بلمير ليابلادي إن "النخبة السياسية والمثقفين عليهم أن يثمنوا هذه الثقة في الدولة بعد الخروج من هذه الأزمة"، وتابع "إن خرجنا بأقل الأضرار، علينا أن نستمر كي يصبح هذا السلوك عمل يومي، ونكون بذلك حققنا قفزة نوعية تتطلب عشرات السنين وتوالي مجموعة من الحكومات والبرلمانات، اليوم هذه مناسبة كي نربح زمن تاريخي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال