القائمة

أخبار

فيروس كورونا: كيف تحافظ على صحتك النفسية خلال فترة الحجر الصحي؟

على غرار معظم دول العالم، قررت الحكومة المغربية فرض الحجر الصحي على جميع المغاربة من أجل إبقاء فيروس كورونا المستجد تحت السيطرة. ويقضي أغلب المغاربة يومهم بين جدران البيت الأربعة، منهم من يحاول التأقلم مع الوضع، ومنهم من طغت عليه مشاعر القلق والتوتر والخوف والملل. يرى خبراء الصحة النفسية، أن ملأ أوقات الفراغ والتركيز على الأنشطة التي تمنح المتعة والشعور بالرفاهية، هي الحل الوحيد للتعامل مع الوضع الحالي.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

يمكن للطريقة التي يتعامل بها البعض مع الحجر الصحي، أن تخلق لديهم مشاعر سلبية واضطرابات نفسية، ككثرة القلق أو التوتر، أو الاكتئاب، وفقدان السيطرة وعدم التحمل. فكيف يتعامل المغاربة مع الوضع الحالي؟ وكيف يمكنهم التعامل مع الحجر الصحي لتجنب أي اضطرابات نفسية؟

أوضح محمد حسون، وهو طبيب نفساني بمدينة طنجة، في تصريح لموقع يابلادي أن "ردود الافعال تختلف من شخص لآخر، هناك من تأثر فيه الاخبار المتعلقة بالفيروس المستجد، بشكل سلبي، وهؤلاء أشخاص يعانون من قلق وتوثر على طول العام" وأضاف "وهناك أشخاص عاديين ومعدل التوتر عندهم طوال العام عادي، لكن أمام هذه الازمة أصبحوا قلقين بعض الشيء وهو أمر طبيعي".

وتابع "لكن هناك أشخاص يبالغون في ردود أفعالهم وأصبحوا عاجزين عن ممارسة حياتهم بشكل عادي، ما أدى إلى تغير نمط حياتهم، كفقدان الشهية، وقلة النوم، بل أصبحت سلوكات بعضهم تتسم بالعدوانية، وبعضهم دخل في اكتئاب حاد". 

وتتعلق مشاعر الخوف والملل والغضب، أيضا بمدى وعينا بخطورة هذا الوباء، فبحسب الطبيب النفساني، أحمد الحمداوي، فإن الطريقة التي نتفاعل بها مع الحجر الصحي ترتبط بمدى "معرفتنا بالفيروس والمعلومات التي نتوفر عليها حوله وأيضا مدى خطورته".

وقال الحمداوي في تصريح ليابلادي "أعتقد أنه إذا كان المغاربة مقتنعون تماما بأن مكوثهم في البيت في صالحهم، فإنهم لن يعانوا من الاضطرابات النفسية التي يشعر بها البعض خلال فترة الحجر الصحي، على سبيل المثال القلق أو التوتر".

وبحسبه فإنه فمن الضروري أن يعي المغاربة مدى خطورة الفيروس المستجد كوفيد 19، لأن هذا الامر من شأنه أن "يحدد المشاعر التي ستصاحبه أثناء الحجر الصحي، وسيساعدهم على التأقلم مع السلبيات". من دون ذلك يمكن أن يعاني هؤلاء الأشخاص "من مجموعة من الاضطرابات النفسية "كالإفراط في الاكل والذعر والعدوانية واضطراب النوم والشعور بالضيق والملل".

وأوضح أن كيفية التعامل مع الحجر الصحي ليست السبب الوحيد وراء هاته الاضطرابات النفسية، حيث يتعلق الامر أيضا، بالأخبار الزائفة التي يتم تداولها في عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تجعل "فترة الحجر الصحي كابوسا".

في هذا السياق دعا الطبيب الحمداوي، المغاربة إلى "التحقق من المعلومات والاخبار، من القنوات والمنصات الرسمية لوزارة الصحة والاعتماد على وسائل الاعلام والمصادر الموثوق بها".

كيف يتعامل المغاربة مع الوضح الحالي؟

ولكن كيف يمكننا تجنب هذه المشاعر أثناء فترة الحجر الصحي؟ بالنسبة للحمداوي، فإن مفتاح الشعور بالتوازن خلال هذه الفترة هو التمسك بالعادات الجيدة وإبقاء أنفسنا مشغولين، مشددا على ضرورة "وضع جدول من أجل تنظيم أوقاتنا".

وأوضح قائلا "لكي نشعر بصحة جيدة خلال هذه الأيام، أنصح الناس بالنوم جيدًا، والاستيقاظ مبكرًا، وشرب الكثير من الماء، والأهم من ذلك ممارسة الرياضة في المنزل". أما بالنسبة للآباء فيؤكد أن "اعتناءهم بأطفالهم هو أمر يجعلهم أيضا منشغلين هاته الفترة. وعليهم أن يساعدوا أطفالهم في أداء واجباتهم المدرسية، ورواية قصص لهم"، وهي طريقة جيدة للتعامل مع جميع المشاعر السلبية التي يمكن أن "نشعر بها في وقت الأزمات، بل ليس رواية القصص فقط، حتى النكت، لها أثر جيد".

أما بالنسبة للطبيب حسون، فيمكن للمغاربة التكيف والتأقلم مع الوضع الحالي، من خلال "ممارسة الرياضية بالبيت، والتواصل مع أفراد أسرتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث عن وسائل ترفيهية يملئون بها وقت فراغهم، كقراءة الكتب، وتعلم اللغات وغيرها. وتفجير هذا القلق في أشياء نافعة، من خلال وضع برنامج يومي لممارسة هذه الأشياء، وعدم ترك مجال للفراغ. بالإضافة إلى مساعدة الغير".

ودعا المغاربة إلى التواصل مع الأطباء النفسانيين عبر الهاتف أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والخضوع لحصص نفسية للتغلب على هذه الازمة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال