القائمة

أخبار

فيروس كورونا: بلا أهل ولا وداع.. طقوس دفن الموتى تتغير في المغرب

شهدت طقوس الدفن في المغرب تغيرات كبيرة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، إذ لم يعد يتم غسل الموتى الذين كانوا مصابين بالفيروس بالطريقة المعتادة، ويمنع أقاربهم من احتضانهم، وتقبيلهم للمرة الأخيرة، ليس هذا فحسب بل وصل الامر لعدم الصلاة عليهم في الجوامع، ولا إقامة جنازة في البيوت.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تفاديا لانتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، اتخذت الحكومة المغربية مجموعة من الإجراءات الصارمة والقرارات التي همت جميع الميادين، فإلى جانب تعليق الرحلات الجوية والبحرية واعتماد العمل عن بعد وإغلاق المساجد وغيرها. شملت هذه الاجراءات أيضا طريقة غسل ودفن الموتى أيضا. 

وفي تصريح لموقع يابلادي قال هشام بنعياش رئيس قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء "اتخذت وزارة الصحة إجراءات خاصة فيما يتعلق بالموتى الذين توافيهم المنية بسبب فيروس كورونا المستجد".

وأوضح أنه "لا يتم غسل الموتى الذين توفوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا، بالطريقة المعتادة، وفق الشريعة الإسلامية. هناك فتاوى تسمح بعدم غسل الميت، إذا كان يشكل الامر خطرا. الطريقة المعتادة في الغسل هي الضغط على الجسم لإخراج الإفرازات منه لكن في حالة الذين توفوا جراء إصابتهم بالفيروس يتم اعتماد طريقة غسل سطحية لا أكثر".

 وقال إن الفيروس يبقى على قيد الحياة في جسم الميت، حتى بعد وفاته "لبضع ساعات، لذلك من الضروري اعتماد نفس التدابير الصحية التي يتخذها الأطباء لعلاج المرضى المصابين بهذا الفيروس. كما أننا نستعمل معدات وقائية، مثل الأقنعة، ونظارات واقية للوجه، وبذلة خاصة، ووزرة بلاستيكية".

وبعد غسل جثة الميت، يشرح الطبيب أنه "يتم لف الجسد في كفن ويوضع في كيس مغلق، ثم يتم وضعه في التابوت. ولا يسمح لأقارب المتوفى بلمس جسده" وتابع أن أن عملية الدفن تمر أيضا وفق تدابير صحية و "لا يسمح لعائلته بلمسه، كما لا يمكن أن تؤدى صلاة الجنازة كما كانت في السابق في المساجد، نظرا لأنها مغلقة، ويمكن للأقارب الحاضرين في مراسيم الدفن الصلاة عليه" في المقبرة.

بدوره قال أحد أقارب شخص توفي في مدينة مراكش جراء إصابته بفيروس كورونا، في تصريح لموقع يابلادي "تمت عملية الدفن بحضور، اثنان فقط من أبنائه. كانوا بمفردهم هناك ولم يُسمح لأي فرد آخر من أفراد الأسرة بالحضور، باستثناء فريق من السلطات الصحية، الذين كانوا يرتدون بدلات واقية، وقاموا بتطهير المقبرة أيضا" وتابع حديثه قائلا "كما لم تقم عائلة المتوفى بمراسيم الجنازة المعتادة، ولم يستقبلوا أحدا في بيتهم".

من جهة أخرى، أكد حفار للقبور، يدعى خالد ويقطن بمدينة الجديدة ليابلادي أن الأمور تغيرت سواء فيما يتعلق بالموتى الذين وافتهم المنية بسبب كورونا أو لأسباب أخرى، تفاديا للتجمعات في المقبرة. وقال "لم تعد الأمور على حالها. لم يعد يصلى على الميت في المسجد بل في المقبرة، لكن الجميع حريص على الحفاظ على المسافة الموصى بها من الجهات الصحية، وحتى أثناء عملية الحفر، نأمر الناس بالابتعاد وعدم الاقتراب".

وأكد أنه لم يتلق أي تعليمات من الدولة، بل اتخذ إجراءات وقائية من تلقاء نفسه "نحن على دراية بمدى خطورة هذا الوباء، لذلك نحاول تغيير سلوكياتنا والحفاظ على سلامتنا وسلامة الغير أثناء عملية الدفن، إذ أحتفظ بقنينة ماء جافيل أمامي لكي أعقم بها يدي".

وفيما يتعلق بمواقيت الدفن، قال "هي الأخرى تغيرت، يتم إحضار الموتى إلى المقبرة، في أي لحظة"، وأضاف "يحضر مراسيم الجنازة، بعض أقارب المتوفى، لا يتعدى عددهم عشرة، في بعض الأحيان، يحضر شخصين فقط". 

ورغم أن استمراره في العمل في هذه الازمة يشكل خطرا على سلامته، إلا أنه أكد في حديثه ليابلادي أنه لا يستطيع "الجلوس في المنزل، أولا نظرا لأوضاعي الاجتماعية، ثانيا لأن هذا واجبي اتجاه الموتى. هم في حاجة إلينا مهما كان الوضع، يجب علينا أن نتحلى بالمواطنة في مثل هذه الظروف".