القائمة

أخبار  

فيروس كورونا: هل تجوز صلاة التراويح خلف المذياع أو التلفاز؟

في ظل استمرار إغلاق أبواب المساجد خلال شهر رمضان، اختلف رجال الدين في المغرب حول جواز صلاة التراويح خلف إمام عبر التلفاز أو المذياع، فبينما أجازها البعض، اعتبرها البعض الآخر غير ممكنة شرعا.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ستظل أبواب المساجد مغلقة خلال شهر رمضان، في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد في المغرب، وأمام هذا الوضع حاول عدد من رجال الدين في المغرب الإجابة على الأسئلة المتعلقة بإمكانية أداء صلاة التراويح مع التلفاز أو المذياع.

وخلال لقاء عن بعد نظمته حركة التوحيد والإصلاح يوم الجمعة الماضي بمكناس، تحت عنوان رمضان وحالة الطوارئ، قال الفقيه المقاصدي المغربي أحمد الريسوني إن الصلاة خلف إمام غائب ممكنة نظرا لورود تخفيفات وتسهيلات كثيرة في النوافل.

وتابع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن صلاة التراويح "فيها أقوال، وهناك عدة علماء أفتوا بجواز أدائها وراء المذياع وما شابهه باعتبارها نافلة وليس مفروضة"، معتبرا أن من لم يجد حلا في صلاة التراويح سوى أدائها وراء إمام غائب أينما كان، فهذا يُمكن، على حد قوله.

وتابع "ويبقى أنه كلما اقتربنا وامتثلنا للصورة المنقولة، وهي الصلاة بالبيت ولو بمصحف يقرأ منه من يؤمنا، فهو الأسلم والأفضل ولا خلاف فيه نهائيا، ومن لم يجد هذه الحالة وأراد الصلاة وراء التلفاز فهو ممكن، علما أن التراويح ستقام ببعض الدول بدون مصلين وقد تُنقل عبر التلفاز".

وذهب عضو المجلس العلمي الأعلى الحسين آيت سعيد في نفس الاتجاه وأفتى بجواز الصلاة خلف إمام غائب "للفوز بفضل الجماعة الكبيرة".

وتابع أن "صلاة التراويح تندرج في باب النوافل التي وسع فيها الشارع ما لم يوسع في الفرائض، فأجاز النوافل جلوسا بلا علة، وعلى الدابة، وجماعة وفرادى، إلى غير ذلك من التوسع الجاري في بابها المفصل في كتب الفقه".

فتاوى سخيفة وتفتح أبوابا لا تسد

بالمقابل انتقد مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي لوجدة، الفتاوي التي تجيز الصلاة وراء إمام غائب خلال فترة الحجر الصحي، وقال في شريط فيديو "البعض الآن أصبح يحاول أن يغير مفهوم الصلاة، وينادي بالصلاة بإمام من خارج المسجد".

وبحسبه فإن "هذا هو نوع من التشدد لا دليل عليه ولا معنى له. أن تصلي وحدك فهذا يكفي". وتابع "حينما تصلي مع إمام غير موجود وأنت تتابعه على وسائل الاتصال الموجودة، أنت لا تتابعه متابعة دقيقة، والصورة التي تراها، تصلك متأخرة بلحظات قليلة (...) فهذه ليست إمامة، ونريد أن تبقى الصلاة على ما هي عليه".

وزاد قائلا "هذا حدث سيزول، سيعلم الناس أن الصلاة الحقيقية هي أن يذهبوا ويصلوا مع الإمام في المسجد. لا نفتح هذه الأبواب، هذه أبواب تفتح ولا تسد".

ووافقه في الرأي الشيخ السلفي محمد الفزازي الذي نشر تدوينة على صفحته في الفايسبوك قال فيها "الصلاة خلف المذياع أو التلفاز باطلة... ومن أجازها فهو مخطئ".

ومن بين الأدلة التي قدمها الفزازي أنه "إذا تقدم المأموم عن الإمام بطلت صلاته في أظهر الأقوال. والإمام المذيع لا ندري هل هو أمامنا أم خلفنا"، و"الجماعة خلف الجهاز متفرقة، كل في جهة على بعد المسافات... والمطلوب في الجماعة تراصّ الصفوف".

وتساءل "لو حصل سهو للإمام كيف ستتم المتابعة خلف المذياع؟" و"ماذا لو كان فارق التوقيت الزمني كبيرا بين مكان الإمام ومكان المأموم؟".

وأضاف أن "العذر يسقط الجمعة والجماعة فلا داعي لهذه الفتاوى السخيفة... وليصل كلٌّ في بيته منفرداً أو إماماً لأهله". وأنهى تدوينته قائلا "لا تبحثوا في الموضوع عن فتاوى للسلف، فإنه لم يكن في زمانهم مذياع ولا تلفاز". 

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال