القائمة

أخبار

المغاربة العالقون في الخارج: معاناة الأمهات والنساء الحوامل‎

تعاني مجموعة من الأمهات المغربيات اللائي علقن في الخارج بعد إغلاق الحدود، من مجموعة من الإكراهات. بينهن نساء حوامل مقبلات على الإنجاب وأخريات أنجبن بالفعل بعيدا عن عائلاتهن.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

عندما غادرن المغرب في مارس الماضي، لقضاء عطلة أو رحلة عمل أو زيارة عائلية أو حتى للاستشارة الطبية، لم تتخيل نساء مغربيات أنهن سيقضين أكثر من شهرين مع أو بدون أطفالهن، عالقات في بلد أجنبي. إذ يتواجد بين 32 ألف مغربي الذين تقطعت بهم السبل في الخارج، عدد كبير من النساء، بعضهن بعيدات عن أطفالهن، وأخريات مع أطفالهن ولكن بدون أزواجهن، فيما بعضهن الاخر مقبلات على الإنجاب.

وبحسب مصادر موقع يابلادي، فقد أنجبت امرأة مغربية عالقة في فرنسا توأمين في مارس الماضي، ورزقت سيدة مغربية أخرى بمولود في الديار الفرنسية أيضا. وقامت القنصليات المغربية بالتكفل بالسيدتين وأطفالهن الذين ولدوا بصحة جيدة.

وكان دعم القنصليات لهؤلاء السيدات أساسيا، نظرا للوضعية المادية التي يعيشيها أغلب المغاربة الذين تقطعت بهم السبل بعيدا عن منازلهم، بعد نفاد نقودهم.

وتتسرب نبرات القلق من كلمات عزيز وزوجته أحلام، الحامل في شهرها الثامن خلال حديثهما مع يابلادي، حيث قال "نحن على اتصال مع القنصلية لمساعدتنا مالياً أثناء الولادة، لأن الأسعار وتكاليف المستشفى هنا باهظة الثمن ويمكن أن تصل إلى 3500 أورو، وهو ما لا يمكننا تحمله". وأوضح الزوجان أنهما يتوفران على تأمين للولادة في المغرب، لكنهما غير متأكدين مما إذا كان يغطي الولادة في الخارج.

سافرا الزوجان إلى فرنسا في مارس الماضي، لقضاء عطلة مدتها خمسة أيام، وكان من المقرر أن يعودا إلى المغرب في 16 مارس، لكن قبل يومين فقط من رحلة العودة، تم فرض حظر السفر. وأوضح عزيز أنه "عندما أدركنا أننا عالقون، حاولنا التواصل مع القنصلية من أجل توفير الإقامة لنا، ولكن قيل لنا إن ذلك غير ممكن".  ليتم بعد ذلك استضافة الزوجين من طرف أفراد من عائلتهما جنوب فرنسا.

ولم يكن عثور الزوجين على طبيب لمتابعة الحمل، أمرا سهلا وقال عزيز "الوضع معقد بالنسبة لزوجتي، لأن الولادة في فرنسا ليست كما هي في المغرب. كان من الصعب جدًا العثور على طبيب يقبل متابعة حالتها لأنها ليست في بداية حملها" وأوضح أنه كان من الضروري إعادة إجراء "الاختبارات والتحليلات، حتى تلك التي تم إجراؤها سابقا في المغرب" وهو ما كان مكلفا بالنسبة لهما. 

"بالإضافة إلى هذه الصعوبات، فإن حالة المستشفيات بفرنسا في ظل الأزمة الصحية الحالية، مقلقة. نحن لا نفكر في العودة إلى الوطن الآن. نحن نريد فقط أن يكون الطفل آمنًا وسليمًا، لأن موعد الولادة على الأبواب".

عزيز

والوضع ليس مقلقا للسيدات الحوامل فقط، ولكن أيضا للواتي تقطعت بهن السبل في الخارج رفقة أولادهن.، كما هو حال إيمان وزوجها وابنتها البالغة من العمر عامين، والذين سافروا إلى الولايات المتحدة من أجل قضاء عطلتهم، لينتهي بهم المطاف عالقين في بلاد العم السام. وقد حاولوا منذ ذلك الحين التواصل مع القنصلية، التي وضعتهم على قائمة المغاربة الراغبين في العودة. وقالت الأم "كانت القنصلية تتصل بنا من وقت لآخر لكن في الأخير قالوا إنهم لا يستطيعون مساعدتنا".

وأوضحت قائلة "الإيجار والطعام ... كل شيء باهظ الثمن في الولايات المتحدة" وأضافت أنه على الرغم "من أنني عالقة هنا، لكن لا زلت أشتغل عن بعد، واختلاف التوقيت بين البلدين يجعل الأمر أكثر صعوبة".

"الوضع صعب أيضا بالنسبة لابنتي، التي لا تفهم لحد الآن سبب بقائنا هنا. في البداية، كانت تشتكي كثيرا، وحاولنا شرح الوضع لها، لكنها لازالت تصر على معرفة تاريخ عودتنا إلى المغرب".

إيمان 

إلى جانت أحلام وإيمان، تتملك المخاوف فاطمة الزهراء التي تقطعت بها السبل في فرنسا رفقة طفلها الصغير، بعدما سافرت في 8 مارس من أجل غرض طبي وقالت "يبلغ طفلي من العمر11 شهرًا. وكان من المفترض أن يجري لقاحا في المغرب يوم 25 مارس". وأوضحت أنها حاولت أن تعرضه على طبيبة أطفال من أجل إجراء اللقاح لكن "للأسف أخبرني أن فرنسا والمغرب ليس لديهما نفس الإجراءات واقترح أن أنتظر عودتي إلى المغرب".

وأضافت أن وضعها الحالي مقلق أيضا بالنسبة لزوجها، الذي ليس بمقدوره فعل أي شيء اتجاه زوجته وطفله العالقين في بلد بعيدا عنه، وتابعت "هذا مخجل. لم أعد أثق ببلدي لأنه تخلى عنا في هذا الوقت من الأزمة. لو أعادونا إلى الوطن، لكنا بالفعل قد انتهينا من فترة الحجر الصحي" ". وأنهت الأم التي تقيم حاليا عند إحدى صديقاتها حديثها قائلة "ما يزعجني أكثر هو أنهم لا يخبروننا بأي شيء ولم يحددوا موعد عودتنا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال