القائمة

أخبار

جمعية تنتج أقنعة شفافة لتخفيف معاناة الصم وضعاف السمع في زمن كورونا

خلال أيام قليلة، سيكون باستطاعة الصم وضعاف السمع ارتداء كمامات وقائية تمت صناعتها خصيصا لهم، لاسيما وأن ارتداء الكمامة أصبح أمرا إجباريا في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك بفضل جمعية "les sourdoués" التي تتخذ من مدينة طنجة مقرا لها.

نشر
رئيسة الجمعية نادية العلمي إلى جانب أحد أساتذة الجمعية
مدة القراءة: 4'

في محاولة منها لدمج الصم وضعاف السمع في المجتمع، وأيضا لمساعدتهم على التواصل مع بعضهم البعض، خلال هذه الأزمة الصحية التي يسببها فيروس كورونا الجديد، لجأت جمعية " les sourdoués" التي تعنى بالصم والبكم، لصناعة كمامات طبية بفتحة شفافة عند منطقة الفم.

انطلقت فكرة هذه المبادرة، بعد أسبوعين من فرض المغرب الحجر الصحي، وتحكي رئيسة الجمعية نادية العلمي خلال حديثها مع يابلادي، أن تلامذة "الجمعية بدأوا يسألون عن موعد استئناف الدراسة بالجمعية، بعدها قررت عقد اجتماع مع الأساتذة الذين هو بدورهم من ذوي الصم وضعاف السمع، وخلال الاجتماع وبحكم إجبارية ارتداءنا جميعا للكمامات الوقائية لم نستطع التواصل مع بعضنا البعض جيدا" وهو الأمر الذي أثار قلقها وجعلها تدرك أن هذه الفئة ستواجه صعوبة في التواصل داخل المجتمع بعد رفع الحجر الصحي. 

بعدها توجهت إلى منزلها وبدأت تبحث عن وسيلة لتسهيل هذه العملية وقالت "أولا لتواصلي مع الأساتذة، والأهم من ذلك إيجاد حل لمساعدة الصم والبكم في التواصل مع بعضهم البعض وأيضا مع الآخرين"، وعثرت على فيديو لفتاة أمريكية على الأنترنت، يظهر تصميم كمامات بفتحة فم شفافة، من أجل مساعدة هذه الفئة من المجتمع خلال هذه الجائحة. وتوجهت على الفور إلى أحد المصانع المتخصصة في الخياطة بمدينة طنجة، و"استقبلوا الفكرة بصدر رحب" على حد قولها.

 

وبحلول شهر ماي، صمم المصنع نموذجا مبدئيا للكمامة وتم إرساله إلى مختبر بالدار البيضاء متخصص في مراقبة جودة النسيج، للتأكد من سلامته على صحتهم، وبعدها تم إرساله إلى المعهد المغربي للتقييس "إيمانور"، من أجل الحصول على المصادقة منه، وهو الأمر الذي استغرق بعض الوقت.

"هي كمامات قابلة للغسل وإعادة الاستخدام لسبع مرات. لكن يمكن أن تستخدم فقط عند الحاجة. مثلا يمكن ارتداء الصم كمامة عادية وعند حاجته إلى التواصل يمكنه استعمال الكمامة الشفافة وبالتالي يمكن إعادة استعمالها عدة مرات".

نادية العلمي

وفي انتظار حصولها على شهادة المصادقة من طرف "إيمانور"، انطلقت الجمعية في مغامرة أخرى، حيث حاولت الاتصال بجمعيات الصم وضعاف السمع بالمغرب، إذ لم تقتصر على تصميم هذه الكمامات لنفسها فقط، بل عممت الفكرة على أكبر عدد من الجمعيات. وقالت رئيسة الجمعية "تواصلت مع الجمعيات من مختلف المدن المغربية وطلبت منهم مدي بعدد الأشخاص الذين ينتمون إلى جمعياتهم، لنرسل لهم الكمامات فور الانتهاء من صناعتها". وشملت هذه المبادرة 32 جمعية تتواجد بـ 23 مدن مغربية.

وستشرع الجمعية اليوم أو غدا في إنتاج 2000 كمامة سيتم توزيعها على المستفيدين، من أجل استخدامها بعد رفع الحجر الصحي. ومن أجل صناعة هذه الكمامات تقول نادية العلمي "تم تصميمها من خلال إجراء اختبارات على بعض الأشخاص من ذوي الصم والبكم، كانوا ينتقلون إلى المصنع ويرتدون الكمامات لكي نرى إن كانت ملائمة ومريحة لهم، قمنا بعدة محاولات، إلى أن وصلنا إلى التصميم الذي حظي بموافقتهم".

"أتذكر عبارة قالها لي أحد الأشخاص من فئة الصم وضعاف السمع: نحن مهمشون في المجتمع وبإصدارهم كمامات للأشخاص العاديين فقط خلال هذه الأزمة، جعلنا نحس بهذا التهميش أكثر"

نادية العلمي

هذه الجملة زادت من حماس وعزيمة رئيسة الجمعية في مواصلة العمل، حيث تخطط إلى توسيع مبادرتها وقالت "سنشرع اليوم أو بعد غد في تصميم حوالي 2000 كمامة، كبداية بعدها سنقوم بزيادة العدد لعرضها على الصيادلة والأطباء، لكن بالنسبة للصم وضعاف السمع ستكون بالمجان".

وقررت الجمعية إطلاق اسم "الكمامات الضاحكة" على هذه الأقنعة، وقالت العلمي "أعلم أن الوضع سيكون أسوأ عند انتهاء الحجر الصحي، إذ سيكونون مجبرين على التنقل لقضاء حاجياتهم اليومية وبالتالي سيصعب عليهم التواصل مع الغير. فهذه الكمامة هي وسيلة للتواصل دون تعريض أنفسهم أو الغير لخطر الإصابة".

ويمكن أيضا لمعالجي النطق والتوحد وحتى أطباء الأنف والحنجرة، اقتناء هذه الكمامات، من أجل التواصل مع الأشخاص الذين يجدون صعوبة في السمع والنطق، حسب رئيسة الجمعية.

آخر تحديث للمقال : 02/06/2020 على 23h42

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال