القائمة

أخبار

دياسبو # 148: نضيرة نجيب.. مهندسة مغربية بالولايات المتحدة انتقلت من العمل في جامعة هرفارد إلى شركة هانيويل العملاقة

في سنة 2008 قررت نضيرة نجيب أن تتوجه إلى الولايات المتحدة، وبدأت في الاشتغال كباحثة في جامعة هارفارد، ثم انتقلت للعمل في شركات عالمية كبرى بعد ذلك، وأكدت أن فكرة العودة إلى المغرب تراودها دائما غير أنهم لا تعرف "كيف ومتى".

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

رأت المهندسة المغربية نضيرة نجيب النور بمدينة الدار البيضاء سنة 1984، وتلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة خاصة، لكن بعد وفاة والدها في سنة 1991، تغيرت أحوال العائلة، وأصبح أمر إتمام دراستها في التعليم الخصوصي أمر صعبا، وقامت والدتها بنقلها إلى التعليم العمومي.

وبعد إنهائها سنوات التعليم الابتدائي، التحقت بإعدادية ابن المؤقت في الدار البيضاء، ثم تابعت دراستها بعد ذلك بثانوية مولاي عبد الله بنفس المدينة.

وأنهت سنوات دراستها الثانوية بالحصول على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية، لتلتحق بعد ذلك بكلية العلوم والتقنيات بمدينة المحمدية لدراسة الهندسة الكميائية، وقالت في تصريح لموقع يابلادي "الوضعية المادية لم تكن تسمح لي بمتابعة الدراسة في مدن أخرى، خصوصا وأننا كنا ثلاثة إخوة أنا أكبرهم". وتابعت أنها اختارت الهندسة الكيمائية "لأنني كنت أنجدب دائما للقيام بأمور يدوية".

ولم تكن السنوات الأربع التي قضتها في الكلية يسيرة، وتتذكر ذلك قائلة "كنت أذهب إلى الكلية بالمحمدية وأعود عل متن الحافلة رقم 900، كان هناك خياران إما الحافلة أو القطار، لكن ثمن تذكرة الحافلة كان أقل".

 وبعد أربع سنوات اتممت دراستها بنجاح، وبدأت في البحث عن عمل، وولجت عالم الشغل من باب شركة "المركز الفني للصناعات الخشبية والتأثيت" بالدار البيضاء، حيث كانت تسهر على مراقبة الجودة وتقوم بالتجارب اللازمة على المنتجات.

وبعد مرور سنة من تجربتها المهنية الأولى وبالضبط في سنة 2008، قررت التوجه إلى الولايات المتحدة، والتحقت بجامعة هارفارد التي تعتبر إحدى أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية، وإحدى أقدم جامعات العالم وأفضلها أيضا.

"اشتغلت كباحثة لمدة سنة، على مشروع "ويكبيديا حول الإسلام" الذي كنا نطمح من ورائه لتغيير الأفكار النمطية حول الإسلام خصوصا في الولايات المتحدة، لكن بطريقة علمية. وكنت أعمل بالضبط على موضوع هو "الإسلام، المرأة، والعلوم"، وكانت تجربة رائعة".

نضيرة نجيب

وتتذكر أنها عندما عادت إلى "المغرب لأول مرة، سألني رجل الجمارك عن مهنتي فقلت له أنا باحثة في جامعة هارفرد ولم يصدقني، وسألني كيف وصلت إلى هناك. أخبرته ضاحكة أن المغاربة يعملون في وكالة ناسا أيضا".

بالتوازي مع اشتغالها في هارفارد، بدأت تفكر في إتمام دراستها العليا، وكانت أمام خيارين إما التوجه إلى فرنسا لدراسة الماستر، أو البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدمت عدة طلبات في جامعات البلدين.

لكن في النهاية قررت البقاء في الولايات المتحدة والتحقت بجامعة ستيفنز بنيوجرسي، وعن سبب هذا الاختيار قالت "هذه الجامعة بها العديد من الأساتذة العرب، وأيضا لديها برنامج ممتاز في البيئة، وأنا كنت أريد أن أدرس ماستر حول البيئة، مع التركيز على المياه ومياه الصرف الصحي، كما أن عدد الطلاب في الأقسام لا يتعدى عشرة طلاب".

وقالت "في الماستر كان مشروعي هو معالجة المياه وإزالة الفوسفور منها، لأن الفوسفور يتسبب في مشاكل بيئية كبيرة. وبعد سنتين من الماستر قررت متابعة الدكتوراه في نفس الجامعة بعدما حصلت على منحة كاملة".

لكن بعد سنة واحدة بدأت نضيرة نجيب تشعر بالملل "نظرا لتواجدي لوحدي طول الوقت في المختبر والعمل على المشروع، ورغم وصولي إلى نتائج إيجابية لكن أنا اجتماعية بطبعي، لذلك قررت توقيف الدراسة لمدة محددة، وبدأت في البحث عن عمل".

والتحقت بشركة "Langan" وهي شركة متعددة الجنسيات تقوم بكل ما هو بيئي وتقني، وهي الشركة التي قامت بوضع أساسات "برج الساعة" الشهير في مكة بالمملكة العربية السعودية.

وقالت نضيرة "نحن من سهرنا على الدراسات التقنية للبرج، اشتغلت معهم لمدة سبع سنوات، بعد ذلك قررت متابعة دراستي بالموازاة مع العمل. كنت أشرف على مشاريع في مختلف بلدان العالم، رغم أن أغلبية المشاريع كانت في الولايات المتحدة".

وحكت نضيرة للموقع أنه "في أول مرة أخرج فيها إلى الميدان في مسيرتي المهنية، كنت المرأة الوحيدة بين المستخدمين، وتوجهت مع رئيسي إلى أحد المواقع، وبدأ العاملون في الحديث معه دون أن يتكلموا معي اعتقادا منهم أني ابنته، وعندما أخبرهم أنني أنا من ستكون رئيستهم أصيبوا بالدهشة".

 وأوضحت أنها "اشتغلت على عدد من ناطحات السحاب داخل الولايات المتحدة وخارجها. أنا أشرف على الدراسات التي تتعلق بالأرضية، قبل الشروع في البناء".

وقبل ستة أشهر قررت تغيير أجواء العمل مرة أخرى، والتحقت بشركة هانيويل الأمريكية متعددة النشاطات والتي تعد من أكبر الشركات الأمريكية في مجال التقنيات الإلكترونية المعقدة، والتي تتوفر على فروع في مختلف دول العالم بما في ذلك فرعين في المغرب.

وتشير إلى أن عملها "يتطلب السفر كثيرا، لكن في ظل الأزمة الصحية الحالية لا أسافر، وبعد مرور الأزمة سأسافر لألتقي مدراء الفروع من أجل معرفة طريقة عملهم، من أجل إيجاد حلول لتجويد العمل وتبسيطه، الفكرة هي جودة عالية في العمل بتكلفة أقل".

وعادت نظيره للحديث عن سنة 2017 التي قالت إنها ستبقى محفورة في ذاكرتها، إذ فازت فيها بجائزتين وتم اختيارها أيضا من بين أفضل المهندسين في الشركة التي كانت تشتغل بها.

"رشحني رئيسي في العمل للفوز بجائزة مهندس السنة الشاب (أقل 35 سنة) في شمال ولاية نيوجرسي، التي تمنحها الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين، وفزت بالجائزة، وقبل ذلك بحوالي أربعة أشهر، اختارتني مجلة  Civil + Structural Engineer Magazin  كأفضل مهندسة شابة صاعدة، وفي السنة الموالية حصلت على شهادة الدكتوراه في الهندسة البيئية تخصص تصفية المياه"

نضيرة نجيب

وحول ما إذا كانت تفكر في العودة إلى المغرب، قالت إن الفكرة تساورها منذ مدة "لكن متى وكيف لم أقرر بعد"، وأوضحت أنها تفكر في العمل في بلدها الأم في مجال التعليم وقالت "أنا أرى في بلدي المدرسة العمومية تتراجع باستمرار وهو ما يؤلمني".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال