القائمة

أخبار

مراكش: تفاعل كبير مع مبادرة للتبرع بالكتب لباعة بعد احتراق أكشاكهم  

في خطوة تضامنية، أطلق مسرحيون بمدينة مراكش مبادرة لجمع الكتب، لفائدة متضررين من حريق اندلع بداية هذا الأسبوع، بأكشاك عشوائية لبيع الكتب بمدينة مراكش، ما تسبب في إتلافها. وعبر مغاربة داخل وخارج أرض الوطن عن رغبتهم في التبرع بكتبهم. ‎

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

فجر يوم الإثنين الماضي، اندلع حريق في سبعة أكشاك عشوائية لبيع الكتب المستعملة في باب دكالة، أشهر أماكن بيع الكتب القديمة بمدينة مراكش، ليجد أصحابها أنفسهم بين ليلة وضحاها من دون مصدر رزق، ما دفع مجموعة من المسرحيين إلى إطلاق مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "ألو عندي كتاب" لجمع الكتب لفائدة المتضررين.

وجاءت فكرة هذ المبادرة، حسب صاحبها علال الخوداري، وهو فنان مسرحي بالمدينة الحمراء "من أجل دعم الأشخاص المتضررين، من بينهم زميل لنا، والذي يعد من أكبر المتضررين لأن الحريق أتلف جميع كتبه" وأضاف "وبحكم درايتنا بمدى الضرر الذي ألحقه هذا الحريق سواء به أو بباقي البائعين، قررنا جمع الكتب لفائدتهم من أجل أن يتمكنوا من استئناف نشاطهم، بعد توقفهم لأزيد من ثلاثة أشهر بسبب الجائحة، ما زاد الطين بلة بعد الحادث".

في البداية، كانت الدعوة إلى الانضمام لهذه المبادرة، تقتصر على سكان مدينة مراكش، ليتفاجأ القائمون عليها بعد يوم من إطلاقها، بالكم الهائل من التضامن والاتصالات التي تلقوها من جميع أنحاء المغرب وقال الخوداري "ساهم عدد كبير من المغاربة من مختلف المدن ومن جميع شرائح المجتمع في جمع الكتب، كل ساهم بقدر استطاعته، وأكبر مساهمة تبقى لحد الساعة من شخص من مدينة الرباط تبرع بـ 5 آلاف كتاب دفعة واحدة، وسنرى كيف يمكننا جلبها من هناك". ووصل مجموع الكتب التي تمكن المسرحيون من جمعها، إلى أزيد من 16 ألف كتاب.

"لكن المذهل في الأمر هو أن هذه المبادرة، تعدت الحدود لتصل أصداءها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، تلقينا اتصالات من مواطنين أجانب ومغاربة مقيمين هناك".

علال الخوداري 

 وأكد الفنان المسرحي، أن حقوقيون بمدينة مراكش دخلوا على الخط أيضا، وطالبوا بتسوية الوضعية القانونية لهؤلاء البائعين من أجل الاستفادة من مكتبات مهيكلة وغير عشوائية. وأضاف أن متطوع لم يكشف عن هويته، تعهد بالمساهمة برفوف خاصة بالكتب.

وفي تصريح لموقع يابلادي، عبر عادل المجيدي، أحد المتضررين من الحريق، عن امتنانه وقال "بالموازاة مع عملي المسرحي، أتاجر في الكتب بذلك المكان منذ أزيد من 10 سنوات. وتسبب هذا الحريق في اتلاف جميع الكتب التي تبلغ قيمتها المادية أزيد من 10 ملايين سنتيم".

وما آلم عادل أكثر هو "القيمة الرمزية للكتب، فبالإضافة إلى الكتب التي اكسب رزقي منها، كانت تتواجد أيضا كتب قديمة جدا كنت أحتفظ بها لنفسي في خزانتي الخاصة، ويصعب العثور عليها مرة أخرى". وأكد بائع الكتب أنه ليس المتضرر الوحيد من هذا الحريق "نحن سبعة أشخاص، أربعة منا، فقدوا جميع الكتب والثلاثة الآخرين نصف الكتب تقريبا". ويستعد المسرحي حاليا إلى إعادة ترميم المكان من أجل استئناف نشاطه بعدما استيلامه الكتب.

وبالإضافة إلى هذه المبادرة، تم إطلاق عريضة تحت عنوان "معا لرد الاعتبار للكتاب وللكتبيين"، من أجل دعوة الجهات المسؤولة بولاية مراكش والمديرية الجهوية للثقافة والسياحة والمجلس الجماعي لمراكش ومجلس جهة مراكش آسفي، إلى توفير "فضاء لائق يحتضن باعة الكتب الجديدة والمستعملة، ويحترم كرامة البائع والزبون والكتاب وتتوفر فيه الوسائل الضرورية...". نظرا لأن المكان الذي يتواجد به باعة الكتب في تلك المنطقة، لا يصلح للعمل.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال