القائمة

أخبار

هل ينجح المغرب في إذابة الجليد بين ممثلي طرفي الأزمة الليبية؟

بعد استبعاده من مؤتمر برلين الذي عقد في 19 يناير الماضي، يحاول المغرب العودة بقوة، ولعب دور الوساطة في الملف الليبي، وتواصل المملكة تحركاتها على أساس خارطة الطريق التي أعلنت عنها يوم 23 يونيو الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في ختام محادثاته يوم الإثنين 27 يوليوز مع الحبيب المالكي قال رئيس مجلس النواب الليبي (شرق)، عقيلة صالح، في مؤتمر صحافي، إنه وجد في المغرب " انشغالا وفهما كبيرا لما يجري في وطننا ليبيا، وما توصل إليه الأطراف من خلال هذه الفترة الطويلة، من حلول للأزمة الليبية، آخرها مبادرة مجلس النواب الليبي (..)، والتي تتمثل في إيجاد حل لا يتعارض مع اتفاق الصخيرات ولا مؤتمر برلين ".

وأشار إلى أنه " تقدمنا بمبادرة نعتقد أنها مقبولة من قبل معظم الليبيين ووجدت ترحيبا من المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة" ، لافتا إلى أنه " جئنا نطلب من إخوتنا في المغرب، بحكم مكانته الدولية والعربية، على دعمنا في إيجاد حل للأزمة الليبية والوصول إلى تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة تتولى شؤون الليبيين في هذه المرحلة المؤقتة، حتى تتم عملية إنجاز الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة ".

وزير الخارجية ناصر بوريطة يستقبل عقيلة صالح


بالموازاة مع ذلك استقبل رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش مرفوقا بالنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا خالد المشري على رأس وفد رفيع المستوى، وأبرز المسؤول الليبي بحسب بلاغ لمجلس النواب أهمية الدور الذي تلعبه المملكة المغربية ، بقيادة الملك محمد السادس، في توفير الظروف الملائمة من أجل تحقيق المصالحة والتوافق الوطني بين الأشقاء الليبيين، مذكرا بالظروف الإيجابية التي طبعت مشاورات الصخيرات.

بوريطة يستقبل خالد المشري

وحول سبب عدم اجتماع الطرفين على طاولة واحدة في المغرب، أعلن كل معسكر عن رفضه لقاء الطرف الآخر، وقالت وسائل إعلام إماراتية إن عقيلة صالح الموالي لخليفة حفتر هو الذي رفض لقاء المشري في الرباط، فيا قالت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إن المشري هو الذي تجاهل طلب عقيلة صالح بالاجتماع به.

وبعيدا عن الصراعات الإعلامية، فإن وجود ممثلين عن الشرق والغرب في العاصمة المغربية في نفس اليوم لم يكن بمحض الصدفة، ويشير إلى جهود مغربية لتقريب وجهات النظر في سياق مساعي التوصل لاتفاق ليبي ليبي ينهي حالة الانقسام الحادة.

وبينما كان خالد المشري وعقيلة صالح يتواجدان في الرباط، توجه رئيس حكومة الوفاق فايز السراج إلى أنقرة، والتقى حليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ساهم بتدخله في قلب موازين القوى في ليبيا، حيث تمكنت حكومة الوفاق من كسب مناطق واسعة في البلاد على حساب قوات خليفة حفتر المدعوم من الإمارات والسعودية ومصر وفرنسا وروسيا.

يذكر أنه يوم 23 يونيو دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري حول الأزمة الليبية، لإنشاء فريق عربي مصغر من دول عربية معنية بالملف الليبي، يتولى وضع تصور استراتيجي، للتحرك العربي الجماعي للإسهام في التسوية بليبيا.

وأكد ناصر بوريطة، في كلمة آنذاك، على ضرورة الانفتاح على الأطراف الليبية كافة والاستماع إليها وتقريب وجهات نظرها.

وبعد أربعة أسابيع استقبلت الرباط ممثلين عن طرفي النزاع، وهو ما عجز عنه الفاعلون الإقليميون الآخرون.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال