القائمة

أخبار  

تنغير: خبراء يحذرون من تحول موقع لأثار أقدام الديناصورات إلى مقلع أحجار

نجح باحثون في لفت انتباه السلطات، التي تدخلت وأوقفت عملية تدمير واستغلال موقع أثري بمنطقة إيسيل نايت عربي بإقليم تنغير تم اكتشافه سنة 2010، به آثار أقدام ديناصورات.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

بعدما شارف موقع أثري به آثار أقدام ديناصورات بمنطقة "اسيل نايت عربي" بإقليم تنغير، على أن يصبح في خبر كان، نجح باحثون في لفت انتباه السلطات إلى أهمية الموقع، وهو ما جعلها تتدخل.

وأطلق الأستاذ والباحث في جامعة ابن زهر بأكادير، موسى مسرور، يوم الثلاثاء، نداء على مواقع التواصل الاجتماعي، حذر فيه من خطر اختفاء الموقع وقال إن "موقع آثار أقدام الديناصورات إسيل نآيت عربي (دادس) مهدد بالاختفاء إلى الأبد"، بعدما تحول إلى "مقلع للأحجار".


وأشار إلى أن الكاتب "جاك غينديني" سبق له أن نشر في أبريل 2011 "صورا تظهر استخراج الأحجار من هذا الموقع تتضمن طبقات تحتوي على آثار أقدام الديناصورات".

وأوضح الأستاذ الجامعي أنه توصل بصور "من طالبين سابقين (إدريس بن يحيى وعبد الكريم نجيم) يوم 14 شتنبر2020، وأخبروني أن الموقع أصبح مقلعًا لاستخراج الأحجار وأن السطح الذي به أثار أقدام الديناصورات قد يكون اختفى" ودعا وزارة الطاقة والمعادن، وجمعية حماية التراث الجيولوجي بالمغرب والسلطات المحلية بتنغير، إلى التدخل.

وأكد عالم الآثار عبد الواحد لكناوي، اليوم الأربعاء في تصريحه لموقع يابلادي، أن هذا الموقع يتضمن بالفعل آثار أقدام ديناصورات "نموذجية واستثنائية وفريدة من نوعها في إفريقيا"، وبحسب المعلومات التي يتوفر عليها فقد أكد أنه "تم السماح لشركة بتشغيل مقلع حجارة بالقرب من هذا الموقع" مشيرا إلى أنه "تم تعبئة السلطات المحلية في تنغير لوقف تدمير هذا التراث".

وتمت الاستجابة لنداءات الباحثين والخبراء المغاربة في وقت وجيز، ودخلت إدارة الجيولوجيا بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة على الخط. وأكد موسى مسرور أن "السلطات المحلية أصدرت الأمر بوقف وحظر أي استخراج للحجارة من هذه المنطقة" وهي نفس السلطات التي سبق وسلمت الترخيص للشركة المعنية.

وبحسب إدريس أشبال رئيس "جمعية جيوبارك مكون"، التابعة لليونيسكو فـ"هناك ترخيص من البلدية من أجل استغلال منتجات البناء وهو ما يهدد الموقع الجيولوجي".

وزاد قائلا "بصفتنا جمعية لها صفة المنفعة العامة، سوف نتدخل مع السلطات المحلية حتى يتم إرسال فريق أو لجنة للتحقق من هذا الفعل ومعرفة ما إذا كان الترخيص الممنوح للشركة لا يؤثر على التراث الجيولوجي لهذه المنطقة".

ويدرك إدريس أشبال أن هناك بعض التحديات في الحفاظ على بعض المواقع وقال "المنطقة كبيرة جدًا وهناك الكثير من الجهات الفاعلة"، مضيفًا أن "بعض الأشخاص، الذين لا يعرفون قيمة هذه المواقع، يمكنهم تخريبها، باستثناء تجار الأحافير". 

يجب أن نحمي هذا النوع من المواقع، من خلال إنشاء جدران، وتوفير الحراسة ولوحات لعرض هذا التراث وتوضيح قيمته. لأنه في ظل غياب هذه الوسائل، فمن الطبيعي أن تحدث أعمال تخريب ".

ادريس اشبال 

ولكن إذا نجا موقع أثار أقدام الديناصورات إيسيل آيت العربي من الدمار، فإن مواقع أخرى من الممكن أن تواجه مصير أكثر سوءا. ففي أبريل الماضي، تم اكتشاف بقايا بناء أثري خلال عملية هدم ساحة إسبانيا في طنجة، وتم طمره وإخفاءه بالرمال والأسمنت باعتباره "لا قيمة أثرية له".

ولا تزال العديد من المواقع مهددة بالاختفاء، إما بسبب البشر أو الطبيعة. وفي هذا السياق أشار عبد الواحد لكناوي إلى أنه "حتى في أوسرد، هناك استغلال على حافة موقع يحتوي على نفوش صخرية، والتي تعتبر نموذجية في شمال إفريقيا" وأضاف "للأسف لا يوجد حل دائم، ويتم إيقاف العمليات ريثما ينساها المغاربة فقط".

ويعتقد عالم الآثار أن "الحل يبقى سهلاً" موضحا أنه "من الضروري تصنيف هذه المواقع على أنها تراث وطني لتحويلها إلى آثار محمية ومحظورة من هذه الأعمال". 

"المغرب مليء بالمواقع التي يجب إدراجها في قائمة التراث. بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا الترويج لهذه المواقع. لدي أصدقاء أمريكيون أتوا إلى المملكة خصيصًا لمشاهدة هذه المواقع. كما يجب أن تكون هناك إرادة من جانب الإدارة والوزارات المعنية ".

عبد الواحد لكناوي 

وبالنسبة له فإننا في حاجة أيضًا إلى "جرد للمواقع ودراسات حول عوامل هشاشتها وتدهورها من أجل تصنيفها" لأن "المواقع الهشة تحتاج إلى توصيات وتعليمات للحفاظ عليها". ويدعو الخبير أيضًا إلى "تقييم قيمة ومساهمة هذه المواقع في السياحة وعلى السكان المحليين".

من جهته يرى ادريس أشبال ان "المجتمع المدني يجب ان يتولى ايضا مسؤولية حماية هذه المواقع".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال