القائمة

أخبار

جدل يرافق ظهور حميد شباط في البرلمان بعد غياب دام سنتين

أثار حضور الأمين العام السابق لحزب الاستقلال حميد شباط جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم أمس، بعد غياب استمر لسنتين، جدلا كبيرا، وبينما يرى حزب الاستقلال أن الأمر عادي، قال المحلل السياسي عمر الشرقاوي إن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر في القوانين للتعامل مع البرلمانيين المتغيبين لمدة طويلة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

بعد غياب استمر لعامين، عاد الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، إلى واجهة المشهد السياسي من جديد، إذ ظهر إلى جانب نواب حزب الميزان خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب.

وكان شباط قد غادر المغرب قبل سنتين، بعد الإطاحة به من الأمانة العامة لحزب الاستقلال، ومن منصب الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وإبعاد حزبه من المشاركة في الحكومة، التي كان الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، بصدد تشكيلها، قبل إعفائه من قبل الملك محمد السادس وتكليف سعد الدين العثماني بتشكيلها.

ورغم أن شباط لم يفصح عن نواياه التي جعلته يعود من منفاه الاختياري، إلا أن تزامنها مع اقتراب موعد الانتخابات، وحضوره جلسة مجلس النواب بعد غياب طويل، خلقا نقاشا وجدلا كبيرين.

وفي تصريح لموقع يابلادي قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورئيس فريق الحزب في مجلس النواب، نور الدين مضيان، إن "شباط برلماني، صوت عليه الناخبون"، ورأى أن عودته إلى البرلمان بعد غياب طويلة عادية وقال إن "أسباب سقوط المقعد (البرلماني) معروفة: الموت أو الاستقالة أو الحكم القضائي، وهو لم يستقل".

"كانت عنده ظروف، وكان يرسل شواهد طبية من الخارج، وعاد إلى قواعده سالما غناما. نحن في الفريق البرلماني كنا نتوصل بالشواهد الطبية، وإدارة مجس النواب كانت تتوصل بها أيضا، ظروفه الخاصة زالت وعاد إلى بلده".

نور الدين مضيان 

بالمقابل قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي، في تصريح للموقع إنه "لا أحد ينكر الدور الذي لعبه حميد شباط في التدبير الجماعي، وفي تدبير حزب الاستقلال، لكن الصورة التي قدمت يوم أمس (...) تسيء إلى المؤسسات، وتبخس الصفة البرلمانية".

وأضاف أنه "لا يعقل أن يتغب برلماني لمدة سنتين عن حضور جلسات البرلمان وعن تمثيل دائرته الترابية، وعن القيام بالمهام الدستورية، دون أن يترتب عن ذلك أي جزاء أخلاقي أو قانوني أو سياسي".

وأوضح الشرقاوي أنه "لا يمكن أن نتصور غياب وزير سنتين عن مهامه، أو غياب موظف لأسبوع عن مهامه، أو أي شخص له صفة أخرى سواء كان منتخبا أو معينا".

"المقلق فيما حدث هو أنه ليس لدينا ترسانة قانونية صارمة بإمكانها التفاعل مع مثل هذه الوقائع، لا يجب أن ننسى أن ربع أعضاء مجلس النواب يتغيبون بدون عذر، ولمدد طويلة الأمد. اليوم بغض النظر عن حالة شباط، الأمر يحتاج إلى وقفة قانونية، من خلال اتخاذ إجراءات جديدة في المنظومة القانونية تسحب الصفة البرلمانية من المتغيبين بشكل غير مشروع لمدة طويلة".

عمر الشرقاوي

وأنهى حديثه للموقع قائلا "لا يمكن أن يتحول البرلمان إلى فندق تدخله متى تشاء وتخرج منه كما تشاء، هذه مؤسسة دستورية تحتاج أولا إلى أخلاق سياسية وتحتاج أيضا إلى بنية قانونية صارمة، للوقوف في وجه هذه الظواهر التي تسيء إلى العمل السياسي وإلى المؤسسات".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال