القائمة

أخبار

رجال دين مغاربة: تصنيف هيئة كبار علماء السعودية جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا فتوى سياسية وليست شرعية

انتقد رجال دين مغاربة، تصنيف هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية، واعتبروا أن الفتوى سياسية وليست شرعية.

نشر
الإخوان المسلمون/ أرشيف
مدة القراءة: 5'

صنفت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان المسلمين ضمن خانة الجماعات الإرهابية، وقالت في بيان إن "الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام (..) منحرفة تخرج على الحكام وتثير الفتن وتتستر بالدين وتمارس العنف والإرهاب".

ورأت أن الإخوان لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسُّنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية.

وأثار هذا البيان موجة من الجدل في العالم الإسلامي، وردت الجماعة التي لا تتواجد في السعودية في بيان لها بالقول إنها جماعة دعوية إصلاحية وليست إرهابية. وأكدت أن منهجها تأسس على كتاب الله وصحيح السُّنة دون شطط أو تطرف، وتاريخها يشهد بذلك.

وفي تغريدة له على تويتر، دعا وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، إلى تخصيص خطبة الجمعة في المملكة حول بيان هيئة كبار العلماء، الذي صنف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية".

ورحبت إسرائيل، يوم الأحد الماضي، ببيان هيئة كبار العلماء السعودية، وجاء ذلك في تغريدة لحساب "إسرائيل بالعربية" على تويتر التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية "يسعدنا نحن في إسرائيل، أن نرى هذا المنهج المناهض لاستغلال الدين للتحريض والفتنة".

وانتقدت العديد من المنظمات والجمعيات الإسلامية الفتوى السعودية، وأصدرت رابطة علماء المسلمين بلاغا أشرات فيها إلى تسييس وتوظيف الهيئة السعودية.
كما أن بعض الأحزاب الإسلامية سارعت إلى انتقاد الفتوى ومنها حزب حركة مجتمع السلم الذي يعد أكبر حزب إسلامي في الجزائر، وفي المغرب لم يعلق كل من حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل الإحسان على الفتوى.

رجال دين مغاربة يستنكرون

فيما ندد الفقيه المقاصدي المغربي أحمد الريسوني الذي يرأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان نشره على موقعه الرسمي وحسابه بموقع فيسبوك بفتوى الهيئة السعودية وقال "بلغت هذه الخطوات السعودية درجة غير مسبوقة من السفاهة والطيش، وخاصة بتوريط المساجد ومنابر الجمعة في سياسة الشتم واللعن والافتراء والتشهير من فوق المنابر المقدسة".

ورأى أن هذه الخطوات تأتي "لنجدة فرنسا ورئيسها، ودعمهم في حربهم وحملاتهم ضد النشاط الإسلامي في فرنسا، وفي أوروبا عامة"، في إشارة إلى الحملة التي يشنّها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ما يسميه التطرف الإسلامي عقب قتل مدرس فرنسي في ضواحي باريس. 

ونشرت حركة التوحيد والإصلاح التي تعتبر الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية مقالا على موقعها الإلكتروني قالت فيه إن "هيئات علمية تدعو كبار علماء السعودية لمراجعة بيانهم بشأن نسبة جماعة الإخوان المسلمين إلى الإرهاب"، وتحدثت في المقال عن الحرص "على وحدة الأمة والابتعاد عن تسييس خطاب العلماء بما يضعف مصداقيتهم ويضر مجتمعاتهم". 

وفي تصريح لموقع يابلادي قال الشيخ السلفي محمد الفزازي إن "الأمر واضح، هذه فتوى سياسية وليست فتوى شرعية، الإخوان المسلمون نشأوا وترعرعوا وتكاثروا في السعودية، وجامعتها، وكانوا أساتذة وأطباء، فكيف تحولوا بين عشية وضحاها إلى جماعة إرهابية؟".

"هؤلاء يعيدوننا إلى المربع الأول لنتساءل، ما معنى الإرهاب، وما معنى المنظمات الإرهابية. بكل تأكيد المنظمات الإرهابية هي التي تحمل السلاح وتعتمد تأويلا خاطئا للشريعة وتقاتل المسلمين وتقتلهم وتنسفهم...، ما علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالتفجيرات والإرهاب؟".

محمد الفزازي

وتابع "ننحن في المغرب مثلا عندنا حزب العدالة والتنمية ولكن هل هو جماعة إرهابية، لا يقول بهذا إلا أحمق، مع أن المدرسة التي ينتمي إليها فكريا هي مدرسة الإخوان المسلمين".

واعتبر الفزوازي أن الحديث عن هيئة لـ"كبار العلماء"، مجرد تهويل  كي "يقبل الناس الفتوى ويستسيغونها" لأنها صادرة عن "كبار" العلماء.

وذهب الشيخ السلفي حسن الكتاني في نفس الاتجاه وقال لموقع يابلادي "هذا بين سياسي ليس لديه أصل في الشرع خاصة إذا علمنا أن الإخوان المسلمين ليسوا جماعة مسلحة، وهي جماعة لها آراؤها السياسية، فكيف تكون إرهابية".

"إذا علمنا أن السعودية نفسها كانت تستقبل أفواجا من الإخوان المسلمين، وكان ملوكها ممن تدخلوا لوقف إعدام بعض الاخوان زمن عبد الناصر، فإذن كيف تحول هؤلاء الذين كانوا صالحين مصلحين وكان كبار العلماء يفتون بأنهم من خيرة الجماعات الإسلامية، فجأة إلى إرهابيين، لا شك أن هذا تناقض وليس له أي معنى".

حسن الكتاني

وقال الكتاني إن "الهيئة ستسقط نفسها، ولن يعتد بها أحد، سيعدونها فقط بوقا للحكومة، ولن يبقى لها أي احترام كما كان قديما، الآن خرج منها الكثير من العلماء المشهورين ولم يبق فيها إلا أسماء لم تعرف بعلم كبير، أو عرفت بالعلم ولم نر توقيعها على الفتوى".