القائمة

أخبار

كوفيد الطويل الأمد.. أعراض تستمر لأشهر بعد التعافي  

يتحدث بعض المرضى عن استمرار معاناتهم من بعض الأعراض المرتبطة بفيروس كورونا رغم مرور أشهر على شفائهم. ويؤكد الأطباء على ضرورة متابعة الحالات التي تعاني من أعراض في الرئة أو أعراض نفسية لعلاجها لدى الأخصائيين.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

لا يزال العلماء يجرون أبحاثا ودراسات لمعرفة خبايا فيروس كورونا المستجد الذي أصاب الملايين في العالم، ورغم أن معظم من يصابون بالفيروس يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع، إلا أن بعض الأشخاص، حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة، يستمرون بالشعور بالأعراض بعد التعافي، وهو ما يطلق عليه "كوفيد الطويل الأمد".

وفي تصريح لموقع يابلادي قال الأخصائي في الأوبئة والأمراض المعدية البروفيسور جعفر هيكل، إن الآثار الجانبية التي لاحظها أثناء علاج مرضى كوفيد 19، "عابرة وبالتالي ليست دائمة، وبالتالي ليس لها تأثير خطير".

أعراض تختفي بمرور الوقت

وبحسب جعفر هيكل فإن ما لاحظه لدى المرضى المغاربة هو وجود "إرهاق شديد" يستمر "لمدة 4 إلى 6 أسابيع في المتوسط بعد الشفاء"، وقال "في بعض الحالات، يقول هؤلاء المرضى إنهم متعبون دائمًا، ويعانون من آلام في المفاصل ويشعرون بعدم القدرة حتى على رفع أذرعهم". وأكد أن هذا "التعب الشديد سيختفى خلال فترة قصيرة أو متوسطة" ولا يمكن أن يستمر لأكثر من 8 أسابيع.

كما لاحظ هيكل أنه فيما يخص فقدان حاستي الذوق والشم "في 85٪ من الحالات، يستعيد المرضى الحاستين أثناء العلاج"، لكن بالمقابل "15٪ من المرضى لا يتعافون إلا بعد شهر أو شهر ونصف من العلاج".

كما يشير الأخصائي في الأوبئة والأمراض المعدية أيضًا إلى أنه يمكن ملاحظة استمرار وجود ضيق في التنفس بشكل خفيف لدى بعض المرضى.

"نحن نطلق عليه اسم التليف الرئوي المستمر... يتم ملاحظته فقط في 5٪ من الحالات، ولكن يجب مراقبته سريريًا بواسطة الأشعة المقطعية بعد ستة أشهر على الأقل من الشفا ".

جعفر هيكل

من جهته، طمئن الأستاذ عبد الفتاح شكيب، الأخصائي في الأمراض المعدية بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، الأشخاص الذين يعانون من وجود النسيج الضام الليفي في الرئتين بشكل زائد، وقال لموقع يابلادي "هناك مرضى قلقون من التليف، لكن البيانات تظهر أن هذا المشكل الذي يمكن أن يكون بارزا في البداية، ثم يتضاءل ويختفي مع مرور الوقت".

وتحدث أيضا عن وجود "اضطرابات في الأوعية الدموية، مثل الانسداد (انسداد شريان في الرئتين بسبب جلطة دموية) أو الجلطات" لدى بعض المرضى .

مخلفات نفسية

من جهة أخرى تحدث جعفر هيكل عن المخلفات النفسية التي يتركها المرض، والتي لا يلاحظها الكثيرون، "على الرغم من أنها تؤثر على العديد من المرضى الذين تعافوا. إنها مهمة للغاية لأنها موجودة في ربع الحالات التي عالجتها".

وأوضح أنه بالنسبة لـ 25٪ من الحالات "الأمر لم يعد كما كان من قبل، هم لا يتمتعون بالروح المعنوية التي كانوا يتمتعون في السابق، الأزمة أثرت عليهم وعلى أسرهم كثيرا". 

وقدم عبد الفتاح شكيب مثالا "لسيدة تعيش في مبنى بالطابق الخامس، طلب منها السانديك عدم استعمال المصعد بعدما ثبتت إصابتها بكوفيد -19 ، إنه أمر صعب  نفسيا".

"ظل هؤلاء الناس محبوسين في منازلهم بغية اتقاء نظرة الآخر. كانت هناك أيضًا بعض السلوكيات التي لم تكن صحيحة من جانب الجيران. أنصح هؤلاء المرضى باستشارة زملائي من الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين ".

جعفر هيكل

وتحدث هيكل عن وجود مرضى يتحدثون عن مشاكل قلبية أو عصبية أو جلدية، لكن "ذلك غير مرتبط بفيروس كورونا، وإنما بأمور ربما تكون ناتجة عن مشاكل أخرى".

وأضاف خلال "معاينتي للمرضى لمدة ستة أشهر، لاحظت مع فريقي أن 94٪ من الحالات شفيت دون أن تعاني من مضاعفات كبيرة بعد ذلك".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال