القائمة

أخبار

دياسبو # 170: إيناس لمعلم.. روائية مغربية في بلجيكا لا يتجاوز عمرها 17 سنة

في السابعة عشرة من عمرها، تمكنت إيناس لمعلم، من ولوج عالم الأدب ونشر أول رواية لها والظفر بجائزة. تناولت عاشقة الأدب البلجيكية من أصل مغربي في روايتها، موضوع يدور حول الشباب.

نشر
إيناس لمعلم
مدة القراءة: 4'

منذ طفولتها وإيناس لمعلم تعشق قراءة الكتب، ما مكنها من اكتساب أسلوب خاص بها في الكتابة، حيث نشرت تلميذة المدرسة الثانوية، روايتها الأولى "سانتانا" عن عمر لا يتجاوز 17 سنة. ونجحت في جذب قراء مراهقين وبالغين، كما فازت روايتها خلال هذا الشهر بجائزة "برابون والون" للجمهور الشاب من مؤسسة "لور نوبلز".

 وقالت إيناس خلال حديثها مع موقع يابلادي إنها حققت "حلم الطفولة"، والذي لم تكن تتخيل أنه سيتحقق في وقت مبكر جدا. وأضافت "في كل مرة كنت أشارك في مسابقة ما، كنت أتخيل أن هناك شبابا آخرين يكتبون أفضل مني، أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 سنة. كنت أبلغ من العمر15 أو 16 سنة عندما انطلقت في كتابة هذه الرواية، لذلك لم أكن أتوقع أن هذا النجاح سيحدث على الإطلاق".

وتحكي إيناس التي تعيش في بروكسيل، أنها ليست الوحيد التي تعشق قراءة الكتب وسط عائلتها، وقالت "أمي تقرأ الكثير من الكتب باللغة العربية. عندما كنت صغيرة، كنت أشاهدها تحيك الكتب بنفسها عن طريق استخدام الملصقات والخيط، كانت عبارة عن مذكرات يومية. ولدى جدي أيضا مكتبة كبيرة في منزله في الحسيمة. عند ذهابنا في العطلة إلى هناك، غالبا ما يكون منغمسا في قراءة الكتب".

وتعترف إيناس أيضا بفضل أختها عليها، إذ أنها ساعدتها في التمكن من قواعد الصرف والنحو قبل دخولها المدرسة الابتدائية وهو ما ساعدها كثيرا. وقالت "خلال عودتها من المدرسة، كانت تفتح كتبها المدرسية لتعلمني بعض الدروس التي تعلمتها في الفصل".

"خلال سن 4 إلى 6 كانت أمي تصطحبني أنا وأختي إلى المكتبة كل أربعاء. كان لأمي الفضل في حبي للقراءة بهذه الطريقة. وعندما كبرت قليلاً، بدأت في كتابة القصص".

إيناس لمعلم

في العاشرة من عمرها، بدأت إيناس لمعلم في كتابة مذكرات خاصة، ثم أول رواية في 13 من عمرها، لكنها ظلت في شكل مخطوطة. وقالت "أرسلتها إلى ناشر فرنسي وافق على نشرها. لكن نظرا لصغر سني، وإقامتي في بروكسل، لم نستطع أنا وأمي السفر إلى فرنسا وقتها، من أجل القيام بالإجراءات القانونية والإدارية".

وحالف الحظ روايتها "سانتانا" التي تمكنت من نشرها مؤخرا. وسلطت إيناس الضوء فيها على جانب من جوانب حياة الشباب من جيلها، حيث استمدت الإلهام من بيئتهم لكتابة رواياتها، من خلال المزج بين الواقع والخيال. وقالت "لطالما كانت كتاباتي حول الشباب لأنني واحدة منهم. أحب أن أتحدث عن حياتنا اليومية، وقضايا المخدرات، والعنف بين الشباب، وأيضا أولئك الذين يقومون بإنجازات عظيمة. تهمني حياة الشباب كثيرًا ".

وتحلم إيناس بأن تصبح أستاذة للغة الفرنسية في السلك الإعدادي. وقالت "يواجه معظم الشباب في مدرستي صعوبة في تعلم اللغة وهذا هو الحال غالبا في بروكسل. بعض الطلاب لديهم الكثير من الفجوات، وأرى أن هذه هي المرحلة التي يتعلم فيها التلميذ أساسيات قواعد الصرف والنحو وأيضا اللغة. لهذا السبب أرغب في تدريس هذه المستويات مستقبلا، لمساعدتهم على اكتساب القواعد الأساسية، والتي ستساعدهم خلال انتقالهم إلى المدرسة الثانوية".

وتثير رواية إيناس أيضا جانبا من الصعوبات التي يواجهها الشباب، حيث تتناول رواية "سانتانا" قصة طفل أصبح عنيفا في المدرسة الثانوية "بعد تعرضه لصدمة نفسية خلال طفولته، وأصبح زملاؤه في المدرسة يخافونه ويجتنبوه، لكن هناك شخصية في الرواية تدعى إيما ستحاول كشف الغموض الكامن وراء سلوك الصبي الصغير، الأمر الذي سيؤدي إلى علاقة حب بين المراهقين، ولكن أيضًا إلى الكثير من العنف الذي ستكون إيما ضحيته".

"في بلجيكا، معظم الشباب من جيلي عنيفون جدا تجاه بعضهم البعض. أصبحت الإهانات واللغة البذيئة والعنف الجسدي أمرا شائعا بيننا. أردت التحدث عن ذلك في كتابي، إلى جانب التحدث عن العنف الذي تعاني منه الفتيات بشكل خاص".

إيناس لمعلم

وتحكي إيناس أن روايتها التي أصدرتها في أكتوبر الماضي، حظيت بإعجاب أساتذتها أيضا بالإضافة إلى بعض الشباب. وأضافت "فيما أصيب البعض بالصدمة لمعرفتهم أن عنف الشباب يمكن أن يصل لهذه الدرجة".

نجاح رواية إيناس، زاد من حماسها في الكتابة وقالت "لقد بدأت بالفعل في كتابة رواية ثانية" وأنهت حديثها قائلة "ستتمحور أيضا حول الشباب والاتجار في المخدرات، سأستوحي الأحداث مما أراه حولي".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال