القائمة

أخبار

كلمة رامافوزا في قمة الاتحاد الإفريقي.. هل خدمت مصالح المغرب أم البوليساريو؟

أثارت الدورة الاستثنائية الرابعة عشرة لقمة الاتحاد الأفريقي حول موضوع "إسكات البنادق" التي عُقدت عبر تقنية الفيديو، ردود أفعال متناقضة من قبل المغرب والبوليساريو، بخصوص كلمة رئيس جنوب إفريقيا الذي يترأس المنظمة القارية، حيث رأى كل طرف أنها تخدم مصالحه.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

عقد الاتحاد الإفريقي القمة الاستثنائية الرابعة عشرة يوم أمس الأحد عبر تقنية الفيديو حول موضوع "إسكات البنادق"، واتفق القادة الأفارقة على تمديد هدف القارة لسنة 2020 والذي تم وضعه قبل سبعة أعوام،  لمدة 10 سنوات أخرى لتحقيقه. وتميز الاجتماع بالخطاب الافتتاحي لرئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة القارية.

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، في قصاصة تحت عنوان "رئيس جنوب إفريقيا يتبرأ من انفصاليي البوليساريو" يوم أمس الأحد أن سيريل رامابوزا، شدد "في كلمة له في ختام القمة الاستثنائية الـ 14 للاتحاد الإفريقي حول "إسكات الأسلحة"، وإن لم يرق هذا الأمر لخصوم المغرب، على أن التعديلات المقترح إدخالها على القرار 693 خلال هذه القمة إنما تؤكد مقتضيات القرار المذكور".

"مثل تأكيد رئيس دولة جنوب إفريقيا نجاحا إضافيا للمغرب في مواجهة المحاولات والمناورات الغاشمة التي ينهجها أعداء الوحدة الترابية للمملكة سعيا إلى زرع بذور الانقسامات داخل القارة"

وكالة المغرب العربي للأنباء

وذكّرت الوكالة بأن "القرار 693 يكرس حصرية الأمم المتحدة إطارا للبحث عن حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مع إنشاء آلية "الترويكا" لدعم جهود الأمم المتحدة لتسوية هذا النزاع المفتعل".

وفي الجانب الآخر، رحبت البوليساريو باستحضار رئيس جنوب إفريقيا لقضية الصحراء الغربية، معتبرة ذلك بمثابة نداء من قبله إلى الدول الإفريقية. وأكدت الحركة الانفصالية أنه في نهاية القمة، من الممكن أن يحظى "مشروع قرار اقترحته ليسوتو ويدين المغرب" في أعقاب التوترات الأخيرة في الكركرات "بتأييد 12 دولة أفريقية والموافقة عليه بالإجماع". وأكد إبراهيم غالي، الأحد، عزم حركته على الاستمرار في الحرب، معبراً عن أن انسحاب الجبهة من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شتنبر 1991، يمثل "حالة دفاع مستميت عن مبادئ الاتحاد الإفريقي"

تفسيرات متناقضة

وكان سيريل رامافوزا رئيس الاتحاد الإفريقي، قد اقتصر في كلمته الافتتاحية على التعبير عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة في الصحراء. ونشر الموقع الإلكتروني لرئاسة جنوب أفريقيا الخطاب وجاء فيه "نعرب أيضا عن قلقنا البالغ إزاء الوضع الحالي في الصحراء الغربية، والذي يتطلب بذل كل الجهود لتسهيل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".

من جانبها اكتفت صحيفة " The Citizen"، مثل باقي الصحف الجنوب إفريقية، بإعادة نشر ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، حول هذا الموضوع. وقالت "أعرب الزعيم الجنوب أفريقي عن قلقه بشأن الوضع في الصحراء الغربية حيث اندلعت الاضطرابات مؤخرًا بين المغرب ومتمردي البوليساريو".

ولم يحظ نزاع الصحراء سوى ببضع كلمات في خطاب سيريل رامافوزا، على الرغم من أنه يعتبر من أهم المدافعين عن البوليساريو. كما أن خطابه الختامي الذي نشر على موقع رئاسة جنوب إفريقيا، لم يتضمن  أي إشارة لنزاع الصحراء.

بالإضافة إلى ذلك، يقتصر مشروع القرار  الذي قدمته ليسوتو، والذي أشارت إليه البوليساريو، على إعراب القمة "عن قلقها العميق من تصاعد التوترات العسكرية" بين طرفي النزاع، ومطالبة من مجلس السلام والأمن، إشراك الطرفين والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، في معالجة الوضع المتطور من أجل تهيئة الظروف لوقف جديد لإطلاق النار والتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع".

وتجنبت الجبهة الإشارة إلى أن مجلس السلم والأمن التبع للاتحاد الإفريقي والذي يرأسه، الجزائري إسماعيل شرقي لا يمكنه التدخل في قضية الصحراء، وفقًا للقرار 693 الذي تم تبنيه في قمة الاتحاد الإفريقي في يوليوز 2018 والذي ينص على إنشاء ترويكا رئاسية لمتابعة النزاع. وتهدف الجزائر وجبهة البوليساريو إلى إلغاء دور هذه الترويكا، مقابل إعادة الملف لمجلس السلم والأمن، وهو ما يعني اعترافا ضمنيا بفشلهما في إيجاد موطئ قدم للاتحاد الإفريقي في النزاع بعد التدخل العسكري المغربي في الكركرات.  

وقبل أسابيع قلية من نهاية ولاية سيريل رامافوسا على رأس المنظمة القارية، وخلافته من قبل رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس أنطوان تشيسكيدي، المعروف بقربه من المغرب، تحاول جبهة البوليساريو استغلال الوقت للضغط من أجل تمرير بعض المواقف التي تخدم أطروحتها. ‎

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال