القائمة

أخبار

تعليق حركة الطيران ـ العالم يستعد لمواجهة كورونا المُتحول

قرّرت السعودية تعليق الرحلات الجوية وإغلاق حدودها لمدة أسبوع قابلة للتجديد، على خلفية ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، فيما عززت العديد من دول العالم إجراءاتها الاحترازية في وقت لم تتضح فيه بعد كل خصائص الفيروس الجديد.

 
(مع بشراكة مع DW)
نشر
DR
مدة القراءة: 6'

نقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية ليل الأحد / الاثنين (21 ديسمبر 2020) أنّ قرار إعادة إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية جاء "بناءً على ما رفعته وزارة الصحة عن انتشار نوع جديد متحور من فيروس كورونا المستجد في عدد من الدول، وحتى تتّضح معلومات طبية عن طبيعة هذا الفيروس". وأوضح المسؤول أنّ المملكة قرّرت "تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية للمسافرين - إلا في الحالات الاستثنائية - مؤقتاً لمدة أسبوع، قابلة للتمديد أسبوعاً آخر".

كما قرّرت "تعليق الدخول إلى المملكة عبر المنافذ البرية والبحرية مؤقتًا لمدة أسبوع قابلة للتمديد أسبوعًا آخر"، مطالبة كل من عاد من دولة اوروبية ظهرت فيها السلالة الجديدة بالعزل المنزلي لمدة اسبوعين وإجراء فحص للفيروس كل خمسة أيام. والخميس بدأت السعودية حملة تطعيم للقاح فيروس كورونا المستجد، واعتبرت أنّ انطلاق العملية بداية لانفراج في أزمة الوباء. وكانت المملكة علّقت الرحلات الجوية وأغلقت الحدود لنحو ستة أشهر بين مارس وسبتمبر حين رفعت الحظر جزئيا. ومن المقرر أن يتم الرفع بشكل كلي في بداية 2021، لكن احتمال تمديد الاغلاق الجديد قد يعيق ذلك. ودفع فيروس كورونا المستجد المملكة التي يسكنها نحو 36 مليون شخص إلى تعليق أداء العمرة لأشهر وإلى تنظيم موسم الحج بمشاركة بضعة آلاف بعدما كان يحضره أكثر من 2.5 مليون شخص سنويا.

وفي الخليج، حذت الكويت حذو الدول الاوروبية وقررت مساء الأحد تعليق الرحلات من وإلى بريطانيا ابتداء من الاثنين. والسعودية أكثر دولة خليجية سجّلت إصابات بفيروس كورونا المستجد بلغت نحو 361 ألفا من بينها أكثر من 6100 وفاة. وتسبب فيروس كورونا بوفاة مليون و685 ألف شخص في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الأحد. وأصيب أكثر من 76 مليون شخص في العالم بالفيروس، تعافى منهم 48 مليونا و584 ألفا على الأقل.

فوضى في المطارات الألمانية

وبدأ خلال الأسابيع الأخيرة انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة. كما جرى تسجيل حالات خارج الأراضي البريطانية، بينها الدنمارك وهولندا وأستراليا. وعلّقت دول أوروبية عدة الرحلات الجوية الآتية من المملكة المتحدة التي حذّرت من أن السلالة الجديدة "خرجت عن السيطرة".

ووجد عشرات المسافرين الذين وصلوا من المملكة المتحدة أنفسهم عالقين في المطارات الألمانيةليل الأحد الاثنين، بعد قرار تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي اكتُشفت على أراضيه. وفي مطار هانوفر بشمال البلاد، طال الإجراء الجديد مجموعة من 63 راكبا عائدين من المملكة المتحدة لم يُسمح لهم بمغادرة موقع المطار، بحسب ما قالت الشرطة المحلية.

وتوجّب على الجميع الخضوع لفحص فيروس كورونا المستجد الذي اجراه لهم في الموقع طاقم طبي لبس افراده ملابس واقية، ويُنتظر صدور نتائجه الاثنين. ويسود توتر بين الركاب العالقين وخصوصا بين مجموعة من الأشخاص بينهم رضيع في شهره التاسع. وقالت الشابة الألمانية مانويلا توميس في فيديو نشرته صحيفة بيلد الألمانية "نحن في مطار هانوفر واحتجزنا رغما عنّا. خضعنا لاختبار ومُنعنا من مغادرة المبنى في انتظار النتائج".

وكان الوضع مشابها في مطار شتوتغارت، ولكن مع مجموعة أصغر من الركاب الذين وصلوا من المملكة المتحدة ونُقِلوا إلى مركز اختبار في موقع المطار، وفقًا لمتحدث باسم المنشأة. وسيُسمح لهم بمغادرة المبنى إذا جاءت نتيجة الاختبارات التي خضعوا لها سلبية، ولكن سيتوجب عليهم ايضا الخضوع لحجر صحي لاحقا. وعلّقت ألمانيا على غرار العديد من البلدان، الرحلات الجوية مع المملكة المتحدة منتصف ليل الاحد / الاثنين. وقد فُرضت تدابير رقابية مشددة على الأشخاص الذين وصلوا الى أراضيها مساء الأحد من المملكة المتحدة، بما في ذلك إخضاعهم لاختبارات كوفيد-19.

اكتشاف السلالة الجديدة في إيطاليا وإجراءات احترازية بهولندا

واكتُشفت الأحد في إيطاليا حالة إصابة بالسّلالة الجديدة للفيروس، ما دفع روما لتعليق الرّحلات الجوّية مع المملكة المتّحدة. وقالت وزارة الصحّة الإيطالية في بيان مساء الأحد إنّه تمّ اكتشاف حالة مريض مصاب بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا في إيطاليا بمستشفى سيليو العسكري في روما. وقد حدّد المستشفى "جينوم فيروس سارس-كوف-2" لدى ذلك الشخص الذي ثبُتت إصابته بالسلالة الجديدة التي كانت اكتُشفت في بريطانيا خلال الأسابيع الفائتة. وكان المريض قد عاد مؤخرًا من بريطانيا بالطائرة، وهو يخضع مع أقاربه للحجر حاليًا، وفقًا للمصدر ذاته.

من جهتها، منعت الحكومة الهولندية في بيان الأحد نزول الركاب من العبارات الآتية من بريطانيا إلى هولندا عند وصولها إلى موانئ البلاد الهولندية. وقالت الحكومة إن "العبارات التي تصل إلى هولندا من المملكة المتحدة، لم تعد تستطيع نقل الركاب من الآن فصاعدا". وأوضحت أن وحدها العبارات التي تحمل شاحنات بضائع وسائقيها سيسمح لها بأن ترسو في موانئ هويك فان هولاند وروتردام وآيماودن.

ولم تحدد لاهاي في بيانها ما إذا كان سيسمح للعبارات الليلية التي كان من المقرر أن تغادر المملكة المتحدة مساء الأحد لتصل إلى هولندا صباح الاثنين بإنزال ركابها. وكانت الحكومة الهولندية قد أوقفت كل رحلات الركاب من بريطانيا الأحد بعد اكتشاف إصابة بفيروس كورونا المتحوّر الذي ينتشر في جزء من الأراضي البريطانية منذ أوائل كانون الأول/ ديسمبر، في هولندا. لكن لاهاي لم توضح بعد ما إذا كانت ستمدد حظر السفر من المملكة المتحدة ليشمل شركات الشحن والسكك الحديد.

دول أمريكا اللاتينية تحظر الرحلات الجوية لبريطانيا

انضمت الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وبيرو إلى مجموعة من الدول الأخرى التي اتخذت إجراءات أمس الأحد لوقف الرحلات الجوية من بريطانيا بسبب مخاوف من السلالة الجديدة. وكتبت وزارة الداخلية في بوينس أيرس في بيان مساء أمس أن الارجنتين "ستعلق رحلات الوصول والمغادرة من وإلى بريطانيا كإجراء احترازي اعتبارا من يوم غد (الاثنين)". وتم السماح لرحلة واحدة من بريطانيا متوقع وصولها صباح الاثنين بالهبوط في مطار بوينس آيرس الدولي. وسيجري وضع الركاب وأفراد الطاقم في الحجر الصحي لمدة سبعة أيام.

وكتب الرئيس الكولومبي إيفان دوكي عبر تويتر أن الحكومة قررت أمس الأحد أيضا عدم السماح برحلات جوية من وإلى بريطانيا اعتبارا من اليوم الاثنين. ووفقا لذلك، يجب وضع الركاب الذين وصلوا البلاد خلال الأيام الثمانية الماضية في الحجر الصحي. وبحسب بيان، قررت الحكومة التشيلية تعليق الرحلات الجوية المباشرة من وإلى بريطانيا اعتبارا من يوم الثلاثاء. كما لن يسمح للأجانب الذين ليس لديهم إقامة دائمة في تشيلي وكانوا في بريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين بالدخول. ويجب أن يخضع التشيليون والأجانب الذين لديهم إقامة دائمة للحجر الصحي لمدة 14 يومًا. ويذكر أن بيرو سمحت بتسيير الرحلات الأوروبية المباشرة مجددا ابتداء من 15 كانون أول / ديسمبر الجاري. وكتبت وزارة النقل في بيرو أنه منذ ذلك الحين، لم تصل أي رحلات جوية من لندن أو بريطانيا العظمى. وأضافت أنه سوف يتم تعليق الرحلات المباشرة أو التي سوف تتوقف في المملكة المتحدة حتى إشعار أخر.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال