القائمة

أخبار

تصنف ضمن الحيوات المحمية.. السلحفاة مهمازية الورك تواجه خطر الانقراض في المغرب

أكدت دراسة أشرفت عليها باحثة إسبانية، أن السلحفاة مهمازية الورك التي تعيش في المغرب، تواجه خطر الانقراض، وأشارت إلى أن محاولة تدجينها من قبل الانسان يظل التهديد الأبرز الذي تواجهه.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

على الرغم من إعلانها كنوع محمي، عن طريق المرسوم الوزاري الصادر بتاريخ 19 نونبر 2007، لا تزال السلحفاة مهمازية الورك والتي تسمى أيضا السلحفاة المغربية تواجه خطر الانقراض. 

وأشارت أطروحة دكتوراه للباحثة الاسبانية أماليا سيغورا غونزاليس، من جامعة كاستيلا لامانشا، حول هذا النوع من السلاحف الذي يعيش في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب وشرق أوروبا، إلى وجود تهديدات حقيقية تحيط بهذه الحيوانات في المغرب.

واهتمت الباحثة بدراسة مجموعات من السلاحف في غابة المعمورة، بالقرب من الرباط، من أجل دراسة عدة جوانب، بما في ذلك الاختلافات الديموغرافية من حيث العدد، والخصوبة، وحياة المواليد الجدد...

وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من عدم تحديد أعدادها بدقة ، يتفق جميع الخبراء على أن أعداد هذا النوع "انخفضت بشكل كبير في جميع المناطق تقريبًا منذ عام 1970. وتشير الباحثة إلى أن السلحفاة مهمازية الورك، يصنفها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة في الوقت الحالي، على قائمته الحمراء كنوع غير محصن، أي أنه قد يكون معرَّضاً لخطر الانقراض إذا ما لم تُؤمَّن له الحماية اللازمة عمَّا قريب.

كما أنَّ اتفاقية التجارة الدولية بالأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية تُقِرُّ في ملحقها رقم اثنين قوانيناً لحماية السلحفاة.

وتؤكد الدراسة أنه في المغرب على وجه الخصوص، كان فقدان الموائل المناسبة لهذا النوع من السلاحف "تصاعديًا منذ عام 1969 بسبب تراجع شجرة الأركان وشجرة البلوط في الغابات، ويرجع ذلك أساسًا إلى الرعي الجائر".

وتؤكد الباحثة أماليا سيغورا غونزاليس، أن تطهير الأراضي لجعلها صالحة للزراعة قد ازداد بمرور الوقت، مما قلل من مواقع التعشيش وجعل السلاحف أكثر وضوحًا للحيوانات المفترسة.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى افتراس صغار السلاحف، وهو ما يعتبر سببًا رئيسيًا لوفاة للعديد من أنواع السلاحف، وأوضحت أن  "الافتراس من قبل الغراب الكبير تم تحديده على أنه مسؤول عن انخفاض كبير في أعداد السلاحف".

التدجين خطر رئيسي

وبصرف النظر عن التجارة والأمراض التي تصيب هذا النوع، مثل "الطفيليات الكبيرة بشكل عام، والطفيليات الخارجية على وجه الخصوص"، فإن الأطروحة تلقي الضوء على ظاهرة أخرى تتعلق بالأخطار التي تواجهها السلحفاة مهمازية الورك تتمثل في صيدها وجمعها للمتاجرة بها كسلاحف منزلية تُربَّى مثل الحيوانات الأليفة.

وتشير الباحثة إلى أن محاولة تدجينها تمثل "التهديد الرئيسي للحفاظ على" هذا النوع، حيث تؤدي هذه الممارسة إلى "تعديل في حجم وتركيب تجمعات الأنواع، وبالتالي ديموغرافيتها". 

"تعتبر غابة المعمورة واحدة من أنسب الموائل لهذا النوع، لكن قربها من الرباط يشير إلى احتمال أن تكون مجموعات السلاحف هذه حساسة بشكل خاص للصيد المفرط".

أماليا سيجورا غونزاليس

وأظهرت نتائج البحث الذي تم إجراؤه "اختلافات كبيرة في حجم وبنية التواجد بين المناطق المحمية وغير المحمية". وبالتالي تشير الدراسة إلى كثافة أكثر في المناطق المحمية، (ما بين 17 و 23 من السلاحف في الهكتار) معظمهم من متوسطي السن،  و"كثافة منخفضة" و "عدد غير متوازن من السلاحف مع غلبة للإناث" في المناطق غير المحمية.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع أجرته الباحثة مع مجموعة من المغاربة أن معظمهم يمتلك سلاحف (61٪) ، في منزله.

وأشارت الباحثة إلى أن "غابة المعمورة تعد موطنًا لواحدة من أكثر مجموعات السلاحف المتوسطية كثافة، ويعتبر الحفاظ عليها أمرًا ضروريًا للحفاظ على هذا النوع"، وخلصت إلى أن "أحد التحديات لا يزال يتمثل في تغيير التصور الاجتماعي للسلحفاة مهمازية الورك وإبراز قيمتها البيئية الجوهرية".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال