القائمة

أخبار

عرض لوحة "مشهد في مراكش" لونستون تشرشل بالمزاد لأول مرة

سيتم عرض لوحة "مشهد في مراكش" التي رسمها ونستون تشرشل في ثلاثينيات القرن الماضي خلال زيارته للمدينة الحمراء، بالمزاد العلني. وكان ونستون تشرشل، رئيس وزراء المملكة المتحدة، متعلقا بهذه المدينة المغربية التي كانت تشكل مصدر إلهام له لرسم العديد من لوحاته الفنية.‎
 
نشر
DR
مدة القراءة: 3'

من المرتقب أن يتم عرض لوحة "مشهد في مراكش" الشهيرة التي رسمها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، بالمزاد العلني لأول مرة، في مارس المقبل بدار "كريستيز" للمزادات بلندن.

وبحسب مجلة Barron’s، فإن قيمة اللوحة تتراوح بين 300 ألف جنيه إسترليني (حوالي 404 ألف دولار أمريكي) و500 ألف جنيه إسترليني (6 ملايين درهم). وتصور اللوحة منظر الوادي بالقرب من جبال الأطلس، رسمها خلال أول زيارة له في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي.

 وكان تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة (من 1940 إلى 1945 ومن عام 1951 إلى 1955) فنانًا بارعا، رسم مئات اللوحات، وأهدى هذه اللوحة إلى المشير "برنارد لو مونتغمري"، الذي لعب دورًا حيويًا خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال نيك أورتشارد، مدير الفن البريطاني الحديث في دار كريستيز، في بيان إن تشرشل "فنان بارع وشخصية سياسية مشهورة، ويعد هذا العمل من بين أفضل لوحات تشرشل في الثلاثينيات". وأشار إلى أن هذه الهدية "ترمز إلى الاحترام العميق والصداقة التي كان يكنها رئيس الوزراء للجنرال".

واحتفظت عائلة مونتغمري باللوحة لعدة عقود، وسيتم عرضها للبيع في 1 مارس 2021 وستعرض للجمهور خلال فبراير في صالات عرض دار كريستيز في لندن.

 تشرشل ومراكش

كانت مدينة مراكش من الأماكن المفضلة التي كان يتردد عليها تشرشل للرسم، وكان يصفها بأنها "أجمل مكان على وجه الأرض لقضاء فترة ما بعد الظهيرة".

وبدأت علاقته الغرامية مع مراكش في الثلاثينيات من القرن الماضي، عندما كان يمر بفترة إحباط، بسبب رفض حكومة ستانلي بلدوين منحه منصبًا وزاريًا، وقضى شتاء 1935-1936 في المغرب خصصها للرسم. وانجذب بشكل خاص إلى مدينة مراكش التي كان يطلق عليها "باريس الصحراء" بسبب التناقض المذهل بين موقع المدينة الصحراوي القاحل وخلفية جبال الأطلس المهيبة التي تحيط بمراكش، والتي ألهمته لرسم بعض "أرقى لوحاته"، حسب موقع "تليغراف".

ولم يكن تشرشل يفوت فرصة، إلا ويحط رحاله بالمدينة الحمراء، ففي 1943 خلال وصوله إلى الدار البيضاء لعقد قمة مع "روزفلت ورؤساء أركان الحلفاء لتخطيط المسار المستقبلي للحملة العسكرية لهزيمة ألمانيا النازية، أصر رئيس الوزراء البريطاني على أن يأخذ الزعيمان في استراحة وقضاء بضعة أيام في مراكش" وقال تشرشل حينها لروزفلت "لا يمكنك الوصول إلى شمال إفريقيا دون رؤية مراكش (...) يجب أن أكون معك عندما ترى غروب الشمس على جبال الأطلس" حسب المصدر نفسه.

وقالت روت سيليا سانديز، حفيدة تشرشل، في كتابها رحلات مع ونستون تشرشل، أن روزفلت تأثر بالمشهد. "وقال لتشرشل أشعر أنني سلطان". وقال طبيب تشرشل في مذكراته "وقفنا نحدق في التلال الأرجوانية، حيث كان الضوء يتغير كل دقيقة وقال تشرشل إنها أجمل بقعة في العالم".

آنذاك رسم تشرشل لوحة "صومعة مسجد الكتبية " وتعتبر من أجمل الإبداعات الفنية وهي اللوحة الوحيدة التي رسمها تشرشل، إبان الحرب العالمية الثانية، وأهداها لصديقه الرئيس الأمريكي روزفلت.

وقام تشرشل برسم معظم أعماله الفنية، من شرفة غرفته بفندق "المامونية" الذي يعد من أشهر الفنادق بالمغرب، كان ينزل به كلما حل بمراكش. ورغم رحيله إلا أن مراكش لا زالت مخلصة لذكراه، حيث تم تخصيص جناح باسمه، بفندق نفسه، يتم فيه عرض أغراضه الشخصية من بينها قبعته ومظلته تكريما له، إضافة إلى لوحة غير مكتملة لحدائق المامونية، التي تشهد على عشقه الكبير وزياراته المنتظمة لهذه المدينة.

آخر تحديث للمقال : 25/12/2020 على 14h36

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال