القائمة

أخبار

دياسبو # 177: عبد الفتاح الوعماري.. هجرة من المغرب إلى أمريكا مرورا بفرنسا لكشف ألغاز مرض السكري

قاد ولع الدكتور في البيولوجيا الجزيئية والخلوية عبد الفتاح الوعماري، بالكيمياء الحيوية، إلى التخصص في دراسة مرض السكري. ويشرف هذا الأستاذ المساعد بجامعة روتجرز بنيوجيرسي بالولايات المتحدة، على أبحاثه الخاصة لفهم هذا المرض وكيفية التعافي منه، دون اللجوء إلى الأنسولين.

نشر
عبد الفتاح الوعماري
مدة القراءة: 4'

ولد عبد الفتاح الوعماري، في مدينة الناظور، وترعرع بها، واهتم بدارسة مرض السكري منذ فترة طويلة، وخاصة الخلايا المتخصصة الموجودة في جزر لانجرهانز التي تنتج في البنكرياس بالإضافة إلى مقاومة الأنسولين.

وبعد انهاء دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة الناظور ثم دراسته علم الأحياء والجيولوجيا في جامعة محمد الأول في وجدة، كان هذا الشاب المغربي يطمح  للالتحاق بكلية الطب والصيدلة في الرباط. لكن ولعه بالكيمياء الحيوية جعله يغير رأيه ويقرر التوجه إلى فرنسا لمتابعة دراسته في هذا المجال.

وتوجه إلى مدينة نيس، وانضم إلى جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس. وقضى ما يقرب من 10 سنوات من حياته في هذه المدينة الواقعة جنوب فرنسا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بين مارسيليا وجنوى، في إقليم ألب كوت دازور، وبعد حصوله على شهادة الإجازة، قرر متابعة دراسته في الماستر في علوم الحياة والصحة ثم إتمام دراساته في الدكتوراه.

وقال في حديثه لموقع يابلادي "لقد بدأت البحث وأحببت ذلك حقًا. لذلك قمت بإعداد أطروحة دكتوراه في مجال البيولوجيا الخلوية والجزيئية ".

"في أطروحتي، عملت على مرض السكري. لقد كنت محظوظًا جدًا للوصول إلى مختبر أبحاث في نيس يعمل على كل ما يتعلق بالأنسولين ومتلازمات الأيض ومقاومة الأنسولين والسكري والسمنة. "

عبد الفتاح الوعماري

وفي سنة 2010، قرر المهاجر المغرب، خوض مغامرة جديدة، وترك فرنسا وتوجه إلى الولايات المتحدة وبدء زمالة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد المرموقة، وأمضى بها ست سنوات. وقال "فيما يتعلق بالتطوير الوظيفي، هناك الكثير من الفرص والوسائل في الولايات المتحدة لتمويل الأبحاث والتطور".

وفي سنة 2013 أصبح مدرسًا، وأتيحت له فرصة الكتابة والتقدم للحصول على التمويل والتدريس في كلية العلوم وكلية الطب في هذه الجامعة التي يقع مقرها في بوسطن.

وقاده طموحه، بعد ثلاث سنوات، إلى التقدم لمنصب أستاذ مساعد في كلية روبرت وود جونسون للطب بجامعة روتجرز في نيوجيرسي.

وقال "على عكس ما كنت عليه في بوسطن، هنا أنا مستقل أقوم بتدريس دورات في كلية العلوم ولكن لدي أيضًا مختبري الخاص، بتمويل خاص، وأعمل على موضوعاتي المتعلقة بمرض السكري، ولكن بشكل مستقل".

ويشير عبد الفتاح الوعماري إلى أنه، حتى مع عملية الأيض وفهم مرض السكري الذي يعود تاريخه إلى 150 سنة "ما زلنا لا نعرف لماذا نصاب بالسكري".  ويمثل كشف أسرار هذا المرض، بالنسبة له "تحديًا" وقال "إذا تمكنا يومًا ما من فهمه بطريقة مفصلة للغاية، فسنكون قادرين على علاجه".  بالإضافة إلى ذلك، يحاول الباحث أيضًا فهم مقاومة الأنسولين لدى بعض مرضى السكري.

"من الواضح أن هناك تحفيزًا فكريًا لفهم كيفية عمل الأشياء، ولكن أيضًا العزيمة لإيجاد طرق أفضل من مجرد حقن نفسك بالأنسولين من أجل تحكم أفضل في مرض السكري. ويركز عملي البحثي على توليد الوسائل الخلوية والجزيئية لتوليد الخلايا التي تنتج الأنسولين"

عبد الفتاح الوعماري

وبحسب الباحث المغربي "فإذا تمكنا يومًا ما من فهم كيفية تجدد هذه الخلايا، فيمكننا إعادة انتاجها بكميات كبيرة وزرعها لدى مرضى السكري، حتى لا نضطر بعدها إلى اللجوء إلى الأنسولين"،

وسبق لعبد الفتاح الوعماري أن حصل على العديد من الجوائز، منها Outstanding Research Award  في سنة 2016، التي يمنحها مركز جوسلين للسكري، وأيضا Young Investigator Travel Award، الممنوحة من طرف الأكاديمية الدنماركية للسكري في سنة 2015.


وحول علاقته بوطنه، أعرب عن أسفه لعدم "إقامة علاقات مهنية مع المغرب" وقال "صحيح أنه لدي عائلة وأصدقاء هناك، وسوف أعود حتما  حينما أستطيع ذلك". وأشار إلى أنه عضو في مجموعة للمهارات المغربية الأمريكية، تسعى للتعاون والعمل مع باحثين مغاربة.‎

ويشدد الباحث المغربي، على أهمية البحث العلمي للمغرب، وقال "من المهم للغاية تطوير البحث العلمي في المغرب. اعتقد انه موجود، ولكن لم يتم تطويره بما فيه الكفاية بعد ". وأكد أن "غالبية المغاربة قادرون على القيام بأشياء كبيرة بإمكانيات قليليه، لقد اعتدنا على القيام بذلك ولدينا دائمًا الطموح للمضي قدمًا. لذلك يجب علينا تغيير العقلية والاستثمار في البحث".‎

وتحدث الوعماري عن جائحة كورونا التي عمت مختلف دول العالم، وقال "إذا كان لدينا بحث متقدم في مجال علم الأحياء الدقيقة في المغرب، فلن نضطر إلى استيراد لقاح من الصين أو الهند لأنه سيكون باستطاعتنا تطوير لقاح".

"لدينا المهارات والوسائل للقيام بذلك. سيكون من دواعي الفخر أن نقول إن هذا اللقاح أو ذاك قد تم ابتكاره وتطويره في المغرب. لن يكون هذا مفيدًا للمجتمع فحسب، بل يمكن أيضًا تصديره إلى بلدان أخرى. لما لا؟ نحن بحاجة إلى أن نكون مدركين لمدى حاجتنا إلى البحث العلمي من أجل تنمية أفضل للبلاد".

عبد الفتاح الوعماري

وأنهى حديثه قائلا "نظرتنا للبحث العلمي بحاجة إلى التغير: هو استثمار على المدى الطويل. قبل بضع سنوات لم تكن تعتبر الصين دولة متقدمة. لقد بدأوا الاستثمار في الابتكار والبحث ولم يتطوروا إلا مؤخرًا. النتيجة: الصين تلحق بالولايات المتحدة بل وتتجاوزها!"

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال