القائمة

أخبار

المغرب: دراسة توصي بدعم زراعة الكينوا وتؤكد أنها حل سيساهم في الأمن الغذائي الوطني

كشفت دراسة جديدة أن زراعة حبوب الكينوا البديلة في المغرب، لا تزال تواجه العديد من العقبات، واقترحت مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تجعلها واسعة الانتشار في البلاد.

نشر
حبوب الكينوا
مدة القراءة: 3'

بدأت زراعة حبوب الكينوا البديلة ذات الفوائد الغذائية الكبيرة، تتلمس طريقها في المغرب، بعدما دخلت إلى المملكة سنة 1999-2000، كبديل للمحاصيل التقليدية مثل الحبوب، التي تتأثر بشدة بالتغيرات المناخية، ومنذ ذلك الوقت ينظر إلى الكينوا على أنها حل يمكن أن يساهم في الأمن الغذائي الوطني.

لكن رغم ذلك ظل سوق الكينوا محدودًا للغاية حسبما أظهرت دراسة قام بها 14 باحثًا من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، و معهد الحسن الثاني للزراعة بالرباط تحت عنوان "تطوير سلسلة قيمة الكينوا لتحسين الأمن الغذائي والتغذوي في الرحامنة بالمغرب: الدروس المستفادة ووجهات النظر".

وترى الدراسة التي نشرت الأسبوع الماضي في مجلة بلانت 2021، أنه "لكي ينمو السوق، يجب بذل الجهود اللازمة لتعزيز زراعة الكينوا وزيادة وعي المستهلكين بفوائدها الصحية ".

وركز الباحثون على قيمة الكينوا في المغرب، وأظهر التحليل الاقتصادي أنه في ظل الظروف المناخية الحالية، تتراوح تكلفة الإنتاج عند الحصاد للهكتار الواحد بين 6650 درهم و7900 درهم، بالنسبة للفلاحة التي تركز على الآلات، والتي تعتمد العمل اليدوي للإنتاج، على التوالي. وفي حالة الاعتماد على الري ترتفع تكلفة الإنتاج إلى 18445 درهم و 19695 درهم للهكتار الواحد.

وتقدم هذه الدراسة تحليلا رباعيا (عناصر القوة في المشروع، وعناصر الضعف، والفرص، والتهديدات) لسلسلة القيمة لهذه الحبوب، وكشفت أن "الإنتاج التقليدي، فضلاً عن عدم استخدام أدوات الإنتاج المكثف" تظهر أنها نقاط الضعف الرئيسية التي تحد من التوسع في السوق بالمملكة وبالتالي، فإن سعر الكينوا في المغرب لا يزال مرتفعًا نسبيًا وفوق القوة الشرائية للمستهلكين من الطبقة المتوسطة ولا يستطيع تحمله سوى الأغنياء. وهكذا فإن منتجات الكينوا المحلية ذات السعر المرتفع والجودة الرديئة نسبيًا لا يمكن أن تنافس المنتجات المستوردة ذات الجودة الجيدة بشكل عام".

وتضيف الدراسة أنه بالإضافة إلى ذلك فإن عوائق أخرى تحد من توسع القطاع تكمن في سلسلة القيمة الخاصة به، مع "الافتقار إلى الترويج لفوائد الكينوا باستخدام القنوات العامة ووسائل التواصل الاجتماعي، التي يُنظر إليها على أنها نقطة رئيسية لتطوير أي منتج جديد". 

"الكينوا ليست محصولًا معروفا في أنظمة الإنتاج المحلية. ويمكن أن يؤدي افتقار الفلاحين للخبرة اللازمة واحتمال النقص في الوسائل، وخاصة المعدات، إلى تفاوت أكبر في الغلات بين المزارعين".

مقتطف من الدراسة 

ومع ذلك، تؤكد الدراسة أن الكينوا تثبت أنها محصول "محتمل وقادر على الصمود"، و"أنه يوفر أجرًا أفضل وعائدًا أفضل في المحاصيل البعلية والمسقية". وهكذا تشير نتائج العديد من السيناريوهات "بشكل منهجي إلى أن الكينوا مربحة للغاية، مما يعطي هامشًا صافياً يتراوح بين 21100 و111.555 درهم حسب السيناريو". 

وأوصت الدراسة باعتماد الفلاحين الآلات الحديثة ومعالجة البذور من أجل تقليل تكاليف الإنتاج وتحسين دخلهم، وتقترح أن يتجمع الفلاحون في تعاونيات أو جمعيات بحيث يكون الوصول إلى الآلات أسهل. كما تقترح العديد من إجراءات التنمية لكل مكون من مكونات سلسلة القيمة التي يمكن تنفيذها في إطار برنامج الكينوا الوطني، وتشير إلى أنه "يمكن لهذا القطاع أن يتم تمويله في إطار خطة التنمية الفلاحية المغربية الجديدة المسماة الجيل الأخضر".

ويوصي الباحثون أيضًا بـ "تخصيص دعم لجميع الفاعلين في هذا القطاع من خلال تنسيق مهن الكينوا في المغرب بدعم من هياكل وزارة الفلاحة"، و "تنظيم أفضل لقطاع الكينوا"، و"التوعية العامة" والترويج والتسويق.

وخلصت الدراسة إلى أن "وضع المغرب داخل منطقة المغرب العربي يضعه في طليعة تطوير سلسلة قيمة الكينوا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال