القائمة

أخبار  

هل تعود الصورة المتداولة لعملية إنقاذ رضيع لأحداث سبتة أم أنها وقعت في تركيا؟‎

انتشرت خلال الأيام الأخيرة، على نطاق واسع صورة تظهر رجل إنقاذ إسباني وهو يحمل رضيعا بين يديه وسط البحر، وتم التشكيك في مصداقية هذه الصورة ونسبها البعض لأحداث وقعت في تركيا، وهو ما تناقلته أيضا بعض وسائل الإعلام.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في خضم حرب الصور والتصريحات التي توالت بعد نزوح أكثر من 8000 شخص إلى سبتة، برا وبحرا، وقع جدل بخصوص بعض الصور التي رافقت أزمة الهجرة غير المسبوقة في المدينة المحتلة. من بينها، الصورة المؤثرة التي تظهر رجل إنقاذ إسباني وهو يحمل بين يديه، رضيعا في البحر لإنقاذه. وانتشرت الصورة على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم نشرها من قبل وسائل الإعلام الإسبانية.

وفي المغرب نشر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي نفس الصورة، وقالوا إنها تعود للأحداث التي وقعت قبل سنوات في تركيا، وأنه لا علاقة لها بالمغرب، وهو ما نقلته بعد ذلك وسائل إعلام مغربية أيضا.

وانتقدت بعض المواقع الأخبارية المغربية عدم مهنية وسائل الإعلام الإسبانية، واتهتها بنشرها صورة مزيفة لطفل رضيع لا علاقة لها بأحداث سبتة الأخيرة. وكتب موقع هسبريس أن "جريدة إلبايس الإسبانية تشير إلى أن الصورة تعود إلى رضيع غرق في عرض البحر، إثر محاولة والدته العبور من سواحل الفنيدق إلى شاطئ سبتة المحتلة، قبل أن يتبين أن الصورة المستعملة تعود إلى وقائع قديمة بالسواحل التركية ولا علاقة لها بأحداث الفنيدق".

وقبل أن تجد الصورة طريقها إلى وسائل الإعلام الإسبانية، كان قد تم نشرها يوم 18 ماي من قبل الحرس المدني الاسباني، في معرض إشادته بشجاعة أحد عناصره، في تدخل لإغاثة "عشرات القاصرين الذين وصلوا إلى البحر رفقة عائلاتهم".

ويتضح من خلال صور أخرى نشرت من قبل الحرس المدني، لنفس العملية من زاوية أخرى، أن الطفل الرضيع ورجل الإنقاذ الإسباني، وبالقرب منهما أيضا رجال إنقاذ آخرين إلى جانب قاصرين آخرين يتواجدون فوق الجزء الصخري من ساحل سبتة.

وقامت بعض وسائل الإعلام الإسبانية بإجراء مقابلة مع رجل الإنقاذ الذي تدخل لإنقاذ الرضيع، من أجل رواية ما حدث، وقال المعني بالأمر الذي وُصِف بالبطل ويدعى خوان فرانسيسكو، وهو عضو المجموعة الخاصة للأنشطة تحت الماء التابعة للحرس المدني (GEAS)، ويشتغل حاليا في سبتة، إنه شارك في عمليات الإنقاذ في البحر لمساعدة أولئك الذين عبروا الحدود وتجاوزوا حاجز الأمواج في تاراخال. وبحسب موقع "نيوس ديارو" فإن الرضيع "بالكاد يبلغ من العمر شهرين أو ثلاثة أشهر، ويرتدي لباس نوم مخطط باللونين الأبيض والأحمر، وقبعة صغيرة زرقاء على رأسه وقفازات في يده".

وتابع خوان فرانسيسكو، أنه في البداية لمح الأم وعي بالكاد تقدر على البقاء فوق الماء، وكان يعتقد أنها تحمل على ظهرها ما يشبه حزمة، أو حقيبة ظهر، لكن بعدما سبح نحوها، اكتشف أنها تحمل رضيعها بالكاد يرفع رأسه فوق الماء. وأخذه منها ويتذكر خوان قائلا "كاد يتجمد من البرد وبالكاد يتحرك، ولم يكن يبكي" ثم رفعه في الهواء بكلتا ذراعيه ليخرجه من الماء. ولم يكن الرضيع الوحيد الذي أنقذه بل قام بإنقاذ آخرين حسب تصريحه لوسائل الإعلام.

كما شارك زملاء آخرين لخوان فرانسيسكو في عملية إنقاذ والدة الرضيع بالإضافة إلى عشرات القاصرين والنساء. وقالت إيزابيل براسيرو، المتحدثة باسم الصليب الأحمر "معظم الذين وصلوا هم من النساء والأطفال، وكانوا منهكين، وبعضهم يعاني من انخفاض حرارة في الجسم ".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال