القائمة

أخبار

النموذج التنموي الجديد: مغاربة العالم قوة مهمة في مسار تنمية البلاد

أولى تقرير النموذج التنموي الجديد اهتماما خاصا بمغاربة العالم، باعتبارهم قـوة مهمة فـي مسار تنميـة البـلاد وحلقة وصل بيـن المغـرب وباقي بلـدان العالــم، وأوصى بتشجيعهم على الاستثمار في بلادهم.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

خصص تقرير النموذج التنموي الجديد الذي تسلمه الملك محمد السادس يوم أمس، حيزا منه لتسليط الضوء على الدور المهم لمغاربة العالم في بناء مغرب الغد.

وأكد التقرير على المكانـة الخاصـة لمغاربـة العالـم، "الذيـن يشكلون قـوة ورصيدا مهمـا فـي مسـار تنميـة البـلاد". وفي هذا الإطار أكدت اللجنة التي وضعت التقرير، علـى أهميـة تفعيـل الأحكام الدسـتورية مـن أجـل تمثيـل "أفضـل لجاليتنـا فـي الخـارج" وذلـك بالخصـوص مـن خـلال تعزيـز مجلـس الجاليـة المغربيـة بالخـارج.

ودعت اللجنـة، أيضـا، إلـى التركيـز علـى تنفيـذ سياسـات متجـددة وملائمة الاحتياجات وانتظارات هــذه الشــريحة المهمــة مــن الشــعب المغربــي والدفــاع عــن مصالحهـا لــدى بلدان الإقامة. ولأجل تعبئــة أكبر لكفاءات مغاربة العالم خدمة لتنميــة بلدنا، أوصت اللجنــة باعتمــاد مقاربات محفـزة تعـزز جـذب مغاربـة العالم ذوي المؤهلات العالية والعامليـن فـي القطاعـات المتطـورة، مثــل التكنولوجيات الجديدة لإعلام والاتصال، والتكنولوجيا البيولوجية أو الطاقات المتجددة.

وفي هذا السياق أوصت اللجنة بإحداث قاعــدة بيانــات لمغاربــة العالــم يمكــن للمؤسسات المغربية العموميــة والخاصــة الولوج إليها.

وتعتبـر اللجنـة أن تعبئـة مغاربة العالم قصد تنمية أنشـطة البحث العلمي والبحث-التطويـر والابتكار "أمـر أساسـي، بالنظـر إلـى الخبرة التـي اكتسـبوها فـي هـذا المجال" ويتطلـب تحقيـق هـذا الهـدف بحسب المصدر نفسه، الشـروع فـي اتخـاذ بعـض التدابيـر القبليـة التي تهـم، علـى الخصـوص، "هيكلـة منظومة البـحث العلمي وربطـه بالأولويات الاستراتيجية للبـلاد، وذلـك مـن خـلال برامـج وطنية محـددة بوضـوح وتعتمـد علـى حكامة شـفافة وتكون موضـوع تتبـع وتقييـم منتظميـن".

وبحسب التقرير فإن مغاربــة العالم، باعتبارهـم حلقة وصــل بيـن المغــرب وباقي بلــدان العالــم، فرصـة ثمينـة يجـب اسـتثمارها.

"مـن خلال دورهـم كجسر بين السـوق الوطنية والأسواق الدولية، يمكن لمغاربة العالم أن يساعدوا على تعبئة رؤوس الأموال، وتطويــر شراكات جديــدة، أو الولوج إلى كفاءات وخبرات غير متوفـرة بالمغـرب، وأيضـا الترويـج لمنتجـات وخدمـات مغربيـة"

النموذج التنموي الجديد

وترى اللجنة أنه بإمكان الجالية المغربيـة بالخارج تعزيـز جهـود الإشعاع الدولي للمملكـة بالاعتماد سـواء علـى البنيـات الموجـودة حاليا أو على الفضاءات القابلة للتعبئة فـي بلدان الإقامة، مـن أجـل نشـر الثقافـة المغربية فـي الخارج.

وفيما يتعلق بتدفقات التحويلات المالية لمغاربة العالم نحو المغـرب، أكد التقرير أنها تساهم بشـكل كبـر فـي تـوازن ميـزان الأداءات لبلادنـا، وشدد على ضرورة "الحفـاظ عليهـا وتعزيزها مـن خلال تطوير منتجات مالية تتماشى مع أهـداف اسـتثمارات مغاربة العالم، خصوصا لصالح الأجيال الجديـدة.

"بالإضافة إلــى التحويلات المالية، ينبغي العمل على تشجيع استثمارات مغاربة العالم بالمغـرب عبـر اعتمـاد سياسـة شـاملة ومندمجة ترتكـز علـى آليات للمواكبـة وربـط الاتصال مـع حاملـي المشـاريع فـي المغـرب. وفضلا عـن ذلك، ينبغي القيام بمبادرات قويـة ومنتظمـة فـي مجـال التواصـل لشرح وتوضيح الإطار القانوني والتنظيمي والمسطري المعتمـد وطنيا وتوفير المعلومات الضرورية حول فرص الاستثمار فـي المغـرب، حسـب الجهـات والقطاعـات"

كما أكدت اللجنة على ضرورة مواصلة المجهــودات الراميـة إلــى تعزيز وتقوية الروابط الثقافيـة واللامادية مـع هـذا المكون "الأساسي والهـام مـن الشـعب المغربي"، وذلك مـن خلال الرفـع الملموس مـن جـودة محتـوى البرامـج الثقافيـة الحالية بالحرص علـى التنظيم الـدوري لتظاهرات سوسـيو ثقافيـة وتقديـم دروس فـي "اللغات العربية والأمازيغية لفائـدة الأجيال الجديـدة المـزدادة ببلـدان الإقامة، وكــذا بوضع منصات رقمية للتعلم رهـن إشارتهم لتمكينهـم مــن التعـرف بشــكل أفضــل على الإرث الثقافـي لبلدهـم الأصلي"

وأوصت اللجنة بإحداث وكالة مغربية للعمـل الثقافي بالخارج لتوحيد مجهـودات مختلــف الفاعلين فــي هذا المجال ودعـم تعبئـة مغاربة العالم.

من جهة أخرى سلط التقرير الضوء على أهمية الجالية اليهودية المغربيـة المتواجدة عبـر العالـم. والتي ظلت بحسبه "مرتبطة ارتباطا وثيقـا ببلدهـا الأصلي المغـرب، وتبـدي اهتماما كبيرا بالعمـل الذي تقـوم بـه المملكـة فيما يخـص الحفـاظ علـى أماكـن الذاكـرة اليهوديـة المقابـر، المعابـد، المتاحـف .. وتثميـن تراثهـا غيـر المـادي"

واعتبرت اللجنة أن إقرار الدستور بالرافـد العبـري كأحد مقومات الهوية الوطنية واعتماد "المملكـة لسياـة خارجية مرتـكزة علـى الانفتاح والتـوازن يسـاهمان فـي خلـق ديناميـة مـن شـأنها تعزيز مساهمة هـذه الجالية فـي المسار التنموي بالمغـرب وتعزيـز قيـم السـلام والتسامح والحـوار".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال