القائمة

أخبار  

فيروس كورونا: عكس نصائح الفايد.. أطباء يوصون المصابين بعدم ممارسة الرياضة

يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، يتم من خلالها تشجيع المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد على ممارسة الأنشطة البدنية. وتحدث محمد الفايد من جهته عن فوائد الرياضة للجسم في حالة الإصابة بعدوى كوفيد 19، مما أثار حفيظة جمعيات أطباء القلب.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

تم مؤخرا تداول مقاطع فيديو على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، تشجع مرضى كوفيد 19 على ممارسة الرياضة. من بينها فيديو لمحمد الفايد، الذي عرف بنصائحه التي تخالف النصائح الطبية فيما  يتعلق بالإصابة بفيروس كورونا المستجد أو الأنفلونزا. فخلال فترة الإصابة، تكون عضلات القلب حساسة، وأي مجهود بدني يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإرهاق، وبالتالي إلى تلف في القلب.

وعلى إثر هذه الفيديوهات "المضللة" أصدرت الجمعية المغربية لأمراض القلب، يوم السبت الماضي، بلاغا حذرت فيه من الإفراط في ممارسة الرياضة والجهد المكثف، خاصة في حالات الحمى. وأكدت أن "التوقف عن ممارسة الرياضة في حالة الحمى أو تصلب العضلات - الذي يجب أن يستمر لمدة ثمانية أو حتى خمسة عشر يومًا بعد الشفاء - هو أحد القواعد الذهبية العشر لممارسة الرياضة".

وأشار البلاغ الذي توصل موقع يابلادي بنسخة منه إلى أن "الخطر عند المرضى يكمن في الموت المفاجئ ... يمكن للفيروس أن ينتقل إلى عضلة القلب، مما يتسبب في التهاب عضلة القلب مع خطر عدم انتظام ضربات القلب والموت المفاجئ، خاصة عند القيام بالمجهود". ودعت الجمعية إلى تجنب "الرياضة لعدة أيام بعد أي عدوى فيروسية وترك القلب يتعافى".

بدروها حذرت جمعية أطباء القلب في القطاع الخاص بالرباط ونواحيها، المصابين بكورونا والإنفلونزا من ممارسة الرياضة بشكل مكثف. وقال أحد المهنيين داخل الجمعية في تصريح لموقع يابلادي إنه ستتم مراسلة المجلس الوطني لنقابة الأطباء (CNOM) "اعتبارًا من يوم الاثنين" حول الفيديوهات المتداولة والتي تحث على القيام بأنشطة بدنية. وأوضح الطبيب في حديثه لموقعنا أن "التهاب عضلة القلب يتطور في 20٪ من الحالات، وحتى بصرف النظر عن الإصابة بكوفيد 19، يجب تجنب إجهاد الجسم عند الإصابة بعدوى فيروسية، وبعد ذلك عليك الانتظار لمدة تصل إلى 20 يومًا".

وأضاف قائلا "هناك أشخاص ليسوا أطباء ولكن يتم الاستماع إليهم بكثرة، على أساس أنهم أطباء، مع أنهم ليسوا مؤهلين لتقديم المشورة الطبية". مشيرا إلى أنه في العادة "تتدخل وزارة الصحة عندما يتم نقل المعلومات على نطاق واسع. وبعد أن تم تداول هذه الفيديوهات، يتعين علينا نحن كأطباء مراسلة السلطات المعنية ". وقال "في بلد ديمقراطي لا يمكنك تقديم نصائح طبية دون أن تكون طبيبا"، مشددا على خطورة "قيام المؤثرين بتقديم توصيات من شأنها أن تعرض صحة الناس للخطر". علما أن محمد الفايد هو دكتور في التغذية من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرية.

 النصائح "الطبية والدينية" تزايدت في زمن كورونا

وفي تصريح لموقع يابلادي، شدد طبيب من الجمعية المغربية لأمراض القلب على ضرورة "تحمل الدولة مسؤولياتها". فبالنسبة له، "من الضروري أن تتقدم الهيئات الطبية والجمعيات العلمية بشكوى ضد هذه الأفعال" وأضاف قائلا "عليك أن تكون طبيباً لتقدم المشورة للمرضى".

"بصفتنا أطباء، فإن نصائحنا تستند إلى التوصيات العلمية التي تأتي من الباحثين. وبحسب التوصيات الصادرة في أكتوبر 2020، فإنه يمنع منعا كليا القيام بنشاط بدني شاق، خلال فترة الإصابة بكوفيد، بسبب مخاطر التهاب عضلة القلب، والتي أثبتتها الدراسات عند التصوير بالرنين المغناطيسي"

نصائح علمية بخصوص الرياضة في أوقات العدوى الفيروسية

وأعرب الطبيب عن استنكاره من النصائح الخاطئة التي خرج بها محمد الفايد، متهماً إياه بتقديم نصائح خطرة على صحة من يستمعون إليه. ودعا إلى تدخل الدولة مسؤوليتها وقال "لا يمكنك السماح للدجالين بالتحدث بهذه الطريقة والتوصية بممارسة الرياضة، لأن لديهم قوة ضارة على الأشخاص الذين يؤثرون عليهم. عندما يقول إن اللقاح خطير فهذا أمر خطير، وعندما يقول إن التلقيح مؤامرة غربية، فهذا أمر خطير أيضًا".

وأمام هذه المعلومات المضللة، ينصح الطبيب "بالراحة التامة للسماح للجسم بمكافحة العدوى الفيروسية. المشي لمدة خمس دقائق في اليوم لا يضر، ولكن إخبار الناس بعدم الخوف من ممارسة الرياضة أثناء الإصابة أمر خطير للغاية ".

واستشهد الطبيب بحالات وفيات مفاجئة وقعت في الدول الاسكندنافية، في صفوف رياضيين. وأوضح قائلا "تبت تعرضهم لالتهاب القلب عند تشريح جثثهم، لهذا يعلم الأطباء الرياضيون أنه في أوقات العدوى الفيروسية، يُمنع ممارسة النشاط البدني الرياضي. بل إنها إحدى القواعد الذهبية العشر للأنشطة الرياضية" وأنهى حديثه قائلا "يعتقد الناس أنك عندما تمارس الرياضة فإنك تتعرق وهذا يقتل الفيروس. هذا خاطئ تمامًا لأن ممارسة الرياضة تزيد من مخاطر الالتهاب، مما يمكن أن يؤدي إلى خطر الإصابة بأضرار في القلب".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال