القائمة

أخبار

دراسة مغربية حول "الأعراض المعدية المعوية" عند الإصابة بكوفيد 19

قد تكون أعراض المعدية المعوية، هي أولى علامات الإصابة بفيروس كوفيد 19، بحسب دراسة أجراها باحثون مغاربة في مستشفى محمد الخامس العسكري بالرباط.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في الوقت الذي يشهد فيه العالم ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات اليومية بكوفيد 19، في ظل انتشار متحورات جديدة من الفيروس، يظل الاكتشاف السريع للإصابة أمرًا ضروريًا. ورغم أن ضرورة إجراء اختبار PCR، تبقى مهمة للتأكد من الإصابة بالفيروس، إلا أنه يمكن لبعض الأعراض التي تحدث على مستوى الجهاز الهضمي، أن تشير إلى احتمالة الإصابة، قبل الخضوع للاختبار.

هذا ما جاء في دراسة أجراها 11 باحثًا مغربيًا من أقسام أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى محمد الخامس العسكري بالرباط، والذين أبدوا اهتمامهم بالأعراض الأولية التي تظهر على مستوى الجهاز الهضمي بعد الإصابة بكوفيد 19.

وحاولوا بذلك الإجابة على السؤال التالي: متى يمكن أن ينصح بالتشخيص للمرضى المعرضين للخطر، والذين ربما تعرضوا للسارس كوف 2 ولديهم أعراض في الجهاز الهضمي، ولم تظهر عليهم أعراض تتعلق بالجهاز التنفسي؟.

وأجريت الدراسة في مستشفى سيدي يحيى الغرب الميداني بمنطقة سيدي سليمان (الرباط - سلا - القنيطرة) على مدى 5 أسابيع، امتدت من 21 يونيو إلى غاية 25 يوليوز 2020، وشملت 713 مرضى بكوفيد 19، تم تأكيد إصابتهم من خلال إجراء اختبارات PCR. ويتعلق الأمر بعاملات في مصنع الفراولة بللا ميمونة، التابعة لإقليم القنيطرة.

وبحسب نتائج هذه الدراسة "يبدو أن أعراض الجهاز الهضمي مرتبطة بمدة أطول للمرض"، حيث تعافى 82.2٪ من المرضى الذين لا يعانون من أعراض الجهاز الهضمي في اليوم العاشر من العلاج، بينما تعافى 37.7٪ فقط من المرضى الذين يعانون من أعراض الجهاز الهضمي في اليوم العاشر من العلاج. وبالمثل، ولكن بدرجة أقل، يبدو أن وجود الآثار العلاجية الضارة "يطيل مدة المرض". وأضافت الدراسة أنه عند دخول المرضى إلى المستشفى، كان فقدان الشهية من بين الأعراض الرئيسية، وهو ما كان يعاني منه 32.3٪ من المصابين، و14.9٪ كانوا يعانون من أعراض المعدة المعوية، متضمنة الإسهال المائي عند 8.6٪ من الحالات، والغثيان و / أو القيء عند 4.6٪ من الحالات وآلام البطن عند 1.6٪ من الحالات.

أعراض الجهاز الهضمي التي يمكن أن تسبق أعراض الجهاز التنفسي

وخلص الباحثون إلى أن فيروس كورونا المستجد "يمكن أن يكون مسؤولاً عن أعراض الجهاز الهضمي متعددة الأشكال، والتي قد تسبق ظهور أعراض الجهاز التنفسي". وفسروا ذلك من خلال حقيقة أن "آلية عمل الفيروس مشابهة لتلك الخاصة بـ SARS-CoV" ، حيث يستخدم كلا الفيروسين نفس المستقبل الخلوي (ACE2) الموجود في الخلايا الظهارية المعدية المعوية".

وأوضحت الدراسة أنه "في بعض الأحيان، قد تكون الأعراض المعدية المعوية المختلفة، بما في ذلك الألم الشرسوفي، والإمساك، والإسهال، والغثيان، والقيء، وآلام العضلات، والميلينا (انبعاث الدم الأسود والنتان من خلال فتحة الشرج)، والتي تكون مقاومة للعلاج، هي الأعراض الوحيدة عند المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد".

وأكدت الدراسة أن "التشخيص السريع وعزل هؤلاء المرضى يمكن أن يضمن تجنب انتشار هذا الفيروس شديد العدوى".

وقدمت الدراسة العديد من التوصيات المتعلقة بالتنظيم والممارسة داخل أقسام التنظير لتجنب أي انتقال للعدوى، من بينها تلك المتعلقة بما قبل إجراء الكشف عن الفيروس، كـ"إعادة تقييم الدلالة السريرية للتنظير الداخلي (فحص البنى الداخلية باستعمال أنبوب مشاهدة مرن)" وأن "الحالات المستعجلة والمهددة فقط هي التي يجب أن تستفيد من التنظير الداخلي".

كما اقترح الباحثون إجراء تحقيق منهجي في المظاهر المعدية المعوية، والتي يمكن أن تكون الأعراض الأولى لعدوى فيروس كورونا المستجد، وأوضحوا أن الفيروس "يمكن أن يستمر لفترة أطول في الجهاز الهضمي مقارنة بالجهاز التنفسي". لذلك فإن هذا يستدعي بحسبهم إيلاء "الأهمية القصوى للنظافة، ولا سيما غسل اليدين".

وخلصوا إلى أنه "يجب مراعاة الاحتياطات الصارمة عند إجراء تنظير الجهاز الهضمي والتعامل مع براز المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد"

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال