القائمة

أخبار

رئيس موريتاني أسبق يحكي تفاصيل قبول الحسن الثاني ببقاء الكويرة تحت الإدارة الموريتانية

رغم انسحاب موريتانيا من إقليم وادي الذهب سنة 1979، إلا أن مدينة الكويرة لا تزال تحت الإدارة الموريتانية منذ ذلك الحين. وفي حوار حديث أوضح الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونه ولد هيداله كيف أقنع الحسن الثاني بعدم دخول الجيش المغربي مدينة الكويرة.

نشر
الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونه هيدالة
مدة القراءة: 4'

مع نهاية سنوات الخمسينات عم المد التحرري مناطق مختلفة من العالم، ولم تكن منطقة شمال إفريقيا بمنآى عن ذلك، وكانت الصحراء الغربية آنذاك مستعمرة من قبل إسبانيا التي كان يقودها الجنرال فرانكو، وكان المغرب يطالب بجلاء القوات الإسبانية من المنطقة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أراضيه.

ولم يكن المغرب الدولة الوحيدة التي تطالب بانسحاب إسبانيا من الصحراء وضمها لأراضيه، فقد كانت موريتانيا تطالب أيضا بضم الإقليم، معتبرة ذلك استكمالا لوحدتها الترابية ولتوحيد مجموعة البيظان التي تشكل أهم مكونات الشعب الموريتاني.

وأمام هذا الوضع، وبسبب رغبتها أيضا في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من مصالحها في المنطقة، وافقت إسبانيا على الدخول في مفاوضات ثنائية مباشرة مع المغرب وموريتانيا، وبعد يومين من المفاوضات وقع الجانبان في 14 نونبر 1975 اتفاق مدريد، الذي نص على اقتسام الصحراء بين المغرب وموريتانيا، وتم منح موريتانيا منطقة وادي الذهب والمغرب منطقة الساقية الحمراء.

وبعد الاتفاق دخلت جبهة البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر وليبيا وبعض الأنظمة الاشتراكية عبر العالم، في حرب عصابات ضد المغرب وموريتانيا.

وفي العاشر من شهر يوليوز من سنة 1978 وقع ما لم يكن في الحسبان بالنسبة للمغرب، وشهدت موريتانيا انقلابا عسكريا، أطاح بالرئيس الموريتاني المختار ولد داداه الذي كان يعتبر حليفا للمغرب.

وفي حوار مع موقع أقلام الموريتاني، تحدث محمد خونه ولد هيداله، الذي كان من ضمن القادة العسكريين الذين، شاركوا في الانقلاب ليصبح بعد ذلك وزيرا للدفاع، عن هذه المرحلة وقال إنه، التقى بالقيادي في جبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد بوساطة مالية على هامش القمة الإفريقية المنعقدة بعاصمة لبيريا منروفيا سنة 1979، وتابع  أن "ممثل البوليساريو بدأ يضرب علينا الطاولة : اخرجوا من ارضنا، فقاطعت الاجتماع وانسحبت".

بعد ذلك تدخل الرئيس الجزائري وطلب منه لقاء مصطفى السيد مرة أخرى، ووعده بأن يكون اللقاء "مسؤولا ومحترما وأن يكون على أعلى درجات السرية"، ليتم توقيع اتفاق في 5 غشت 1979، يقضي بتنصل موريتانيا من التزاماتها التي وقعت عليها في مدريد.

الكويرة خط أحمر

ويواصل محمد خونة ولد هيدالة الذي تولى رئاسة البلاد في يناير 1980، أنه وبعد الاتفاق الموقع بين موريتانيا والبوليساريو في الجزائر، "طرت في سرية تامة إلى الرباط والتقيت ملك المغرب الحسن الثاني وشرحت له موقفنا من النزاع ونيتنا في الخروج من الحرب نهائيا والانسحاب من الاقليم ووجدته على علم بفحوى اتفاق الجزائر".

وأضاف أنه قال للملك الحسن الثاني "بغض النظر عن من سيحتل الإقليم بعدنا تبقى نقطة لن ننسحب منها إلى غاية نهاية النزاع، وهي منطقة لكويرة التي بالنسبة لنا خط أحمر وتعتبر عمق امني لن نتركه ان يكون مسرحا للحرب، لان قذيفة واحدة في لكويرة يُعتبر انها انفجرت في انواذيبو عاصمتنا الاقتصادية وستبقى تحت حمايتنا الى نهاية النزاع".

واشترط الحسن الثاني شرطين مقابل ترك الكويرة تحت الإدارة الموريتانية "الأول أن احيطه علما قبل انسحابنا بيومين من الإقليم "، والثاني "أن أُغير والي انواذيبو سيد احمد ابنيجارة الذي يراه ملك المغرب مواليا للزعيم الليبي وضد مصالح المغرب".

وقبل ولد هيدالة بالشرط الأول فيما رفض الشرط الثاني، "لكون ذلك قرار سيادي موريتاني"، فوافق الملك الحسن الثاني على ذلك.

وبعد قرار موريتانيا الشروع الانسحاب، وجه الملك الحسن الثاني أوامره للقوات المسلحة الملكية، بالدخول إلى إقليم وادي الذهب وإفشال مخطط البوليساريو وحليفتها الجزائر.

وفي الرابع عشر من غشت من سنة 1979 قام عدد من علماء وشيوخ إقليم وادي الذهب بزيارة العاصمة الرباط، من أجل تقديم البيعة للملك الراحل الحسن لثاني.

وقال الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونة ولد هيدالة إنه في نهاية دحنبر من سنة 1983 "لما  تأكدنا من إقدام المغرب على القيام بحزام دفاعي ملامس لحدودنا الشمالية اتصلت بملك المغرب الحسن الثاني وقلت له أن لا يضعنا في حرج أمام الامر الواقع مما سيفرض على قوات البوليساريو المرور من أراضينا وفي هذه الحالة سيفرض علينا الاعتراف بالجمهورية الصحراوية لأنه لا يمكن أن نترك لقوات اجنبية دخول أراضينا ونحن لا نعترف بها ، فلم يأخذ الملك الأمر بالجدية فأقاموا الحزام واعترفنا نحن بالجمهورية الصحراوية يوم 27/02/1984".

وبعد الانتهاء من تشييد الحزام الدفاعي المغربي، بقيت الكويرة خارجه، لتبقى فعليا خارج السيطرة المغربية إلى الآن.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال