القائمة

أخبار

محمد السادس : الإصلاحات التي قام بها المغرب ليست وليدة الربيع العربي

قال الملك محمد السادس في خطابه الذي ألقاه بمناسبة عيد العرش يوم الإثنين المنصرم، أن الإصلاحات التي قام بها المغرب لم تكن محض مصادفة ولا من صنع ظروف طارئة، و قال أن مراجعة دستور المملكة أتى في سياق استكمال دولة الحق والمؤسسات وتحقيق التنمية الشاملة.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

تطرق الملك في خطاب العرش هذه السنة إلى عدة مواضيع من قبيل إصلاح العدالة و إصلاح الإدارة و الوضعية الإقتصادية الراهنة وقضية الصحراء المغربية والعلاقات التنائية مع إسبانيا و العمل العربي المشترك.

هذا وقد أكد الملك في مايخص موضوع إصلاح العدالة أن الوقت قد حان لأنجاح هذا الورش وقال " وحيث إن الدستور الجديد يضع استقلال القضاء في صلب منظومته٬ فإن الشروط باتت مواتية لإنجاح هذا الورش الكبير٬ متطلعين إلى أن تعمل الهيأة العليا لإصلاح العدالة٬ وفق مقاربة تشاركية منفتحة٬ لإعداد توصيات عملية ملموسة٬ في أقرب الآجال"، و أضاف "أن إطلاق هذا المسار الطموح٬ لم يكن هدفا في حد ذاته٬ وإنما هو سبيل لاستكمال دولة الحق والمؤسسات٬ وتحقيق التنمية الشاملة".

و دعا الملك أيضا إلى إصلاح الإدارة العمومية وطلب من الحكومة في هذا الخصوص الشروع " في إصلاح الإدارة العمومية٬ لتمكينها من مواكبة متطلبات هذه الرؤية الترابية الجديدة. وهو ما يطرح مسألة اللا تمركز الذي ما فتئنا ندعو إليه منذ أزيد من عشر سنوات" .

و دعا الملك في هذا الصدد على اعتماد ميثاق للاتمركز بما يمكن الإدارة من إعادة انتشار مرافقها٬ ومساعدتها على التجاوب الأمثل مع حاجيات المصالح اللامتمركزة٬ وجعلها تستشعر المسؤولية الحقيقية٬ في وضع المشاريع وحسن تسييرها.

وشدد الملك في هذا الصدد على ضرورة إيلاء عناية خاصة لتفعيل المؤسسات المنصوص عليها في الدستور الجديد ٬ ذات الصلة بالحكامة الجيدة ٬ومحاربة الرشوة٬ وبالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بصفة عامة.

وفي هذا الصدد دعا صاحب الجلالة إلى تدبير ورش الجهوية المتقدمة التي كرسها الدستور بـ"كامل التأني والتبصر" حتى يساهم بفعالية في إحداث تغيير جوهري وتدريجي٬ في تنظيم هياكل الدولة٬ وفي علاقات المركز بالجماعات الترابية.

كما دعا صاحب الجلالة الحكومة إلى التجاوب مع المتطلبات الاجتماعية للمواطنين وأكد الملك "على جعل العنصر البشري، وخاصة شبابنا الواعد٬ في صلب كل المبادرات التنموية وغايتها الاساسية. وهو ما نعمل على تجسيده في مختلف مشاريع وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية". كما أكد أيضا على ضرورة تحقيق الإنصاف ومساعدة الأشخاص الأكثر حرمانا٬ داعيا الحكومة إلى بذل كل الجهود لإنجاح نظام المساعدة الطبية " راميد" لفائدتهم ٬ من خلال استهداف دقيق للفئات المعنية والتكفل بالخدمات المحددة بطرق مناسبة.

واعتبر الملك أنه "لجعل هذا النظام يحافظ على هدفه الإنساني٬ يتعين الحرص على ألا يقع استغلاله من طرف أي توجهات سياسيوية٬ من شأنها تحريفه عن مساره النبيل٬ مع ما يترتب على ذلك من إخلال في هذا المجال أو فيما سواه من المجالات الاجتماعية " .

و في قضية الصحراء المغربية قال الملك محمد السادس " تؤكد المملكة المغربية عزمها على الإستمرار في الإنخراط بحسن نية في مسلسل المفاوضات الهادف الى إيجاد حل نهائي للخلاف الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية ٬ على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي المشهود له بالجدية والمصداقية من طرف المجتمع الدولي ٬ وذلك في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية".

في خطابه لعيد العرش تطرق العاهل المغربي أيضا إلى العلاقات مع الجارة الشمالية للمغرب و في هذا الإطار أشاد بعمق الروابط التاريخية التي تجمع المغرب و إسبانيا، وجدد محمد السادس التزامه بتسهيل سبل إتاحة الفرص٬ لتوفير ظروف اقتصادية جديدة وملائمة كفيلة بخلق ثروات مشتركة بين المغرب واسبانيا٬ تجسيدا لعمق التضامن الفعلي بين البلدين. وأضاف الملك أنه أصدر توجيهاته السامية للحكومة٬ لتفعيل هذا الشأن٬ بما يقتضيه الأمر من اهتمام وسرعة في التنفيذ.

أما فيما يخص العمل العربي المشترك فأكد العاهل المغربي و قال أن المرحلة الراهنة التي يمر منها العالم العربي تفرض أكثر من أي وقت مضى القيام بتطوير العمل العربي المشترك في أفق الاستجابة لتطلعات شعوبه، وقال الملك إن هذا الهدف ينبغي أن يواصل "في إطار من التضامن الفعال والالتزام المتبادل تجاه ما يقتضيه بناء المستقبل العربي من ترسيخ أسباب التعاون المثمر وتقاسم المصالح العليا لأبنائه".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال