القائمة

أخبار

هل تحيط فعلا مرتزقة فاغنر بالمغرب من كل الجهات؟

 تداولت العديد من المواقع المغربية والعربية، خريطة تظهر انتشار مرتزقة "فاغنر" الروسية في إفريقيا، مع الإشارة إلى أن هذه القوات التي تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار، تحيط بالمغرب من الشرق والجنوب. فما حقيقة الأمر؟

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تداولت عدة مصادر إخبارية مغربية وعربية وإسرائيلية أيضا، خلال الأيام القليلة الماضية خريطة تظهر المغرب محاصرا بقوات فاغنر الروسية من الشرق (الجزائر)، والجنوب (موريتانيا).

وتظهر الخريطة أنه يتواجد بموريتانيا 1000 عنصرا من هذه القوات التي تنتشر في عدد من الدول وبالخصوص في سوريا وليبيا، و100 عنصر أيضا في الجزائر، وهو ما يجعل المغرب مطوقا من جنوبه وشرقه.

ومن أجل الوصول إلى حقيقة هذه الصورة، قمنا في موقع يابلادي ببحث عبر الأنترنيت، ليتضح أن هذه الصورة نشرها موقعان إلكترونيان روسيان هما iarex  و dni24 في 13 و 14 ديسمبر ، نقلاً عن موقع Join-Wagner، ليتم نشرها بعد ذلك من قبل وسائل إعلام مغربية ودولية. 

وقال موقع قناة i24news الإسرائيلية إن انتشار هذه القوات في إفريقيا "يشكل تضييقا من موسكو على توسع النفوذ الاقتصادي والسياسي للمغرب في افريقيا"، وتابع أن الاتحاد الأوروبي هو الذي نشر الخريطة "عقب إصدار عقوبات على الشركة والمتعاونين معها (فاغنر) من الدول والشخصيات".

نفس المعلومات نشرها موقع "الدفاع العربي"، مشيرا بدوره إلى أن الخريطة نشرها الاتحاد الأوروبي، الذي فرض بحسبه عقوبات "على شركة الأمن الخاصة الروسية فاغنر، فضلاً عن ثمانية أفراد وثلاث شركات ذات صلة".

 واعتمدت هذه المواقع على معلومات نشرها موقع Cybershafarat، ربطت بين هذه الخريطة والعقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر.

 لكن، ومن خلال بحثنا اتضح أن الاتحاد الأوروبي لم يقم بنشر الخريطة، وأن هذه الخريطة تعود في الأصل إلى موقع Join-wagner.com

وما يثير الارتياب، هو أن هذا الموقع يشير إلى تجنيد المرتزقة علنا، كما أنه متوفر بالإنجليزية والفرنسية، ولا توجد له نسحة روسية، علما أن مجموعة فاعنر تجند بشكل أساسي (إن لم يكن حصريا) المواطنين الروس، أو من من دول الاتحاد السوفيتي السابق.

 ومن خلال بحث سريع توصلنا إلى الموقع الرسمي لمجموعة فاغنر، والذي يعتمد اللغة الروسية حصريا. ليتضح أن الموقعين لا يوجد أي رابط بينهما.

وتشير العديد من العناصر إلى أن الموقع الذي نشر الخريطة، لا علاقة له بمجموعة فاغنر، منها صورة قديمة للقوات الخاصة الروسية، في حين ينشر موقع فاغنر الرسمي صورًا حصرية لقواته في ميادين القتال مثل هذه الموجودة في مالي.

كما أنه في الوقت الذي يستضيف خادم يوجد في روسيا موقع Wagnera.ru، يوجد الخادم الذي يستضيف Join-wagner.com في ليتوانيا.

وفي الوقت الذي يقول موقع Join-wagner.com إنه بإمكان الراغبين في الانضمام إلى المجموعة تقديم طلباتهم، يشير موقع wagnera.ru  الرسمي إلى أنه لا يقوم بالتوظيف حاليًا.

ويتضح أن موقع Join-wagner.com مجرد بوابة تنشر خريطة مزيفة. فهل تستضيف الجزائر وموريتانيا قوات فاغنر مثل مالي المجاورة؟.

 من الصعب الجزم بوجود مرتزقة فاغنر في الجزائر، إذ سيشكل ذلك سابقة خطيرة للشعب الجزائري الذي يدافع جيشه دائمًا عن مبدأ عدم التدخل العسكري.

وبخصوص موريتانيا، فقد أعرب رئيسها محمد ولد الغزواني عن معارضته لوجود قوات فاغنر ليس فقط في مالي ولكن في جميع دول الساحل. وقال في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية في أكتوبر: "إذا رغبت إحدى دول الساحل في جلب لاعب عسكري جديد، فعليها أولاً أن تتشاور مع شركائها في المنطقة "، في إشارة منه إلى توقيع عقد محتمل بين مالي وشركة فاجنر الروسية شبه العسكرية الخاصة. 

وفي النهاية يتضح أن موقع Join-wagner.com مجرد بوابة مزيفة كما أن خريطته التي تبين اتشار قوات فاغنر في إفريقيا، مجرد خريطة مزيفة أيضا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال