القائمة

أخبار

دياسبو # 251: نبيل لبهيليل.. قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم لمبتوري الأطراف

تعرض نبيل لبهيليل في الحادية عشرة من عمره لحادثة سير أثناء إجازته في المغرب. وبعد بتر ساقه، لم يفقد الأمل. وأنشأ في فرنسا فريقا لكرة القدم لمبتوري الأطراف، ثم شارك في إنشاء الاتحاد الأوروبي لهذا التخصص، ويسعى الآن للتعريف بهذا النوع الرياضي في المغرب.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

قام نبيل لبهيليل قائد المنتخب الفرنسي لمبتوري الأطفال، قبل سنتين ببيع شركتيه العقاريتين، ليتفرغ لعالم كرة القدم المولوع به منذ الصغر.

وفي حديثه لموقع يابلادي قال "أنا لا أعمل فقط على تقنيات اللعبة، ولكن على مجموعة من القيم التي يجب نقلها من خلال اللعبة، ولا سيما مبادئ الاحترام والاختلاف والتصميم والشغف لفعل ما تحب ..."، وتابع  "من المهم جدًا مساعدة الشباب الذين يعانون من الصعوبات الذين نشرف عليهم، أو حتى الشباب الأصحاء أو مبتوري الأطراف داخل الأندية".

معركة اللعب بين الأصحاء

ولد نبيل في ليون عام 1975، ونشأ في غرونوبل ، وهي مدينة معروفة بكونها قبلة للرياضيين، حيث تشتهر بجذب الرياضيين وعشاق رياضة المشي لمسافات طويلة. 

وكان نبيل في فترة طفولته يهتم بالعديد من الرياضات، غير أن كرة القدم حظيت باهتمامه الأكبر، وبفضل مهاراته وإمكانياته الواعدة، رصدته أعين فريق l’US Bleuets خلال إحدى البطولات، واقترحوا عليه الانضمام إلى الفريق.

وقبل الالتحاق بهذا الفريق، توجه رفقة عائلته إلى الدار البيضاء سنة 1986 من أجل قضاء الاجازة الصيفية، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، وتعرض لحادث سير أصيب على إثره بكسر خطير على مستوى الساق، ولسوء حظه كان لا بد من بترها.

ويحكي لموقع يابلادي أنه لم يكن يعلم ببتر ساقه، وأنه اكتشف الأكر عندما استيقظ في المستشفى، ليرى أحلامه في عالم الساحرة المستديرة تتبخر أمامه وقال "كان من الصعب للغاية تقبل نظرة الآخرين، خلال العامين الأولين. كنت على كرسي متحرك، ثم انتقلت إلى استخدام عكازين".

لكن إصرار نبيل، دفعه إلى مضاعفة جهوده لإيجاد حلول أخرى تتيح له شق طريقه في عالم كرة القدم، وتعلم لعب كرة القدم بالعكازات، وقال "لم أكن أحب ارتداء الرجل الاصطناعي. كنت أرغب في التعود على نفس تداريب الأصحاء ولكن مع عكازاتي ".

آنذاك لم تكن كرة قدم مبتوري الأطراف موجودة في فرنسا، ما شكل عائقا كبيرا أمامه لتحقيق حلمه، والتطور أكثر في اللعبة الأكثر شعبية في العالم. 

وبفضل جودة أدائه على أرضية الملعب، رصده فريق مانشستر سيتي لكرة القدم لمبتوري الأطراف، وفي عام 2006، اتصل به قائد الفريق، ونظم حفل استقبال له في نادٍ محترف كما كان يحلم دائمًا، وقال "لعبت مباريات البطولة وقال لي الكابتن: إذا كان جميع اللاعبين مثلك في فرنسا، فسيكون ذلك رائعًا".

مؤسس اتحاد كرة القدم لمبتوري الأطراف في فرنسا

بمساعدة لاعبي مانشستر سيتي، وجد نبيل نفسه مؤطرًا بشكل أفضل ليشكل منتخبًا وطنيًا في فرنسا، وكانت الوقت ضيقا أمامه، ولم تكن المدة تتعدى أربعة أشهر لتدريب اللاعبين والمشاركة في كأس العالم لسنة 2007. 

"بدأت مع منتخب، كنت لاعب كرة القدم الوحيد. جميع الآخرين جاءوا من تخصصات مختلفة: لاعب جودوكا ولاعب رجبي وراكب أمواج وثلاثة عدائين. تم إقصاؤنا بسرعة، لكننا تمكنا من الفوز بمباراة في دوري المجموعات، وكان ذلك هدفنا الرئيسي. أكسبتنا هذه المشاركة الأولى مهارة لتنظيم كرة القدم لمبتوري الأطراف في فرنسا".

نبيل لبهيليل

وقال "لقد بدأت مع فريق حيث كنت حقا لاعب كرة القدم الوحيد. جميع الآخرين جاءوا من تخصصات مختلفة: لاعب جودوكا ولاعب رجبي وراكب أمواج وثلاثة عدائين. تم إقصاؤنا بسرعة، لكننا تمكنا من الفوز بمباراة جماعية، وكان ذلك هدفنا الرئيسي. أعطتنا هذه المشاركة الأولى مهارة لتنظيم كرة القدم المبتورة في فرنسا". 

وأصبح نبيل لبهيليل رياضيًا مرجعيًا في تنظيم كرة القدم لمبتوري الأطراف. تعليمه الجامعي في غرونوبل ومهاراته التنظيمية المكتسبة في عالم ريادة الأعمال سمحت له بالعمل على تأسيس مشروع إنشاء اتحاد رياضي لمبتوري الأطراف. وأعرب العديد من اللاعبين عن رغبتهم في الانضمام إليه وقال "لدينا الآن خمسة فرق فرنسية، ببطولة حقيقية ودورات تدريبية، بالإضافة إلى أيام عمل مختلطة، بين اللاعبين الأصحاء ومبتوري الأطراف، والفتيات والفتيان، والصغار والكبار". 

ويشارك نبيل الآن في تطوير منصة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التي تتكون الآن من 24 فريقًا وطنيًا. كما أنه عضو في اللجنة الفنية للاتحاد الدولي.

مساعدة الشباب الذين يواجهون صعوبات

وسبق لنبيل أن توج بالعديد من الألقاب، ففي سنة 2018 فاز بكأس فرنسا لكرة القدم لمبتوري الأطراف، وهداف بطولة Charles Santré لسنة 2019، كما فاز بكأس فرنسا مرة أخرى وتوج أيضا بلقب هداف البطولة. وفي عام 2021، فاز ببطولة فرنسا واحتل المركز الخامس في دوري أبطال أوروبا. وفي شتنبر المقبل، سيلعب مع المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم لمبتوري الأطراف التي ستنظمها تركيا.

ويأمل نبيل أن يرى نفس تطور كرة القدم لمبتوري الأطراف بأوروبا، في المغرب، وفي هذا السياق ، يعمل مع جمعية رياضية بالرباط وأخرى في تطوان، كما يطمح لدعم أسر الأطفال المصابين بالتوحد من أجل منحهم وسائل الدعم اليومي الضروري.

ومن أجل التعريف بكرة القدم لمبتوري الأطراف، يخطط قائد المنتخب الفرنسي، لتنظيم يوم تحسيسي يوم الأحد 14 غشت في ملعب تطوان الكبير، بحضور مدرب منتخب الديكة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال