القائمة

أخبار

دياسبو # 255: حميد زرياط.. طبيب وإمام يحارب الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في إيطاليا

يشتغل المهاجر المغربي حميد زرياط طبيبا في إيطاليا، كما يقدم دروسا دينية في عدة مساجد، ويؤم المصلين في صلاة الجمعة والأعياد. وفي حديثه لموقع يابلادي قال إنه لا يجب الاكتفاء بالحديث عن أخلاق وسماحة الإسلام، بل يجب أن تظهر في تصرفاتنا ومعاملاتنا.

 
نشر
الطبيب المغربي في إيطاليا حميد زرياط
مدة القراءة: 3'

هاجر الإمام والطبيب المغربي، حميد زرياط، إلى إيطاليا رفقة والدته وأخته، سنة 1987 من أجل الالتحاق بوالده، الذي يقيم في مدينة بييلا شمال إيطاليا.

وحميد زرياط من مواليد سنة 1983 بالعاصمة الرباط، تابع دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدينة بييلا، والتحق بكلية الطب، وبعد تخرجه سنة 2009، بدأ العمل في المستعجلات وتنقل بين عدد من المدن، قبل أن يتحول للعمل كطبيب أسرة في بييلا.

صور نمطية 

وقال في حديثه لموقع يابلادي "في البداية عندما شرعت في العمل طبيبا للأسرة واجهت بعض الصعوبات، ونشرت بعض الصحف مقالات قالت فيها إن طبيبا إماما سيحل محل الطبيب الذي وصل سن التقاعد، وقوبلت بنوع من الرفض والخوف من قبل الايطاليين".

"لكن بعد شهرين من العمل، زال الخوف وبات هذا الرفض من الماضي، وكان من المفترض أن أشتغل لمدة سنة في هذا المنصب، بحسب ما يشير إليه القانون الإيطالي، لكن العديد من الايطاليين أطلقوا عريضة وجمعوا الكثير من التوقيعات لمطالبة الجهات الوصية بالسماح لي بالاستمرار في هذا المنصب، وبالفعل هذا ما حصل".

حميد زرياط

وواصل الطبيب المغربي الشاب قائلا "الحمد لله الأمور تغيرت بطريقة لم أتوقعها، وبدأت الصحف تتابع أخباري، ولم يقتصر الأمر على الإعلام المحلي بل تجاوزه إلى الإعلام الوطني في إيطاليا، والحمد لله بفضل عملي، وحسن معاملتي، تغيرت نظرة الإيطاليين لي".

وقال "هناك أحكام مسبقة، هم يسمعون عن المغاربة والمسلمين ويتخذون مواقف سلبية، لكن عن طريق محاورتهم وحسن المعاملة تتغير نظرتهم".

وأضاف "الآن الكثير من الإيطاليين يتركون طبيبهم، ويأتون إلي، وهذا من فضل ربي"، وتابع "أحرص على تتبع مرضاي، خارج المستشفى أيضا، بعضهم يستغرب كيف أن طبيبا مغربيا، ذهب لعيادته في منزله خلال أيام العطل. وأقول لهم هذه الأخلاق التي أوصى بها ديننا، المريض له مكانة خاصة عند الله".

وأكد أنه "لا يوجد أي مانع في كوني طبيب وإمام في نفس الوقت، بل بالعكس أجد أن هذا الأمر إيجابي، هناك الكثير من الأشخاص الذين يئسوا من الطب، وباتوا يفضلون الموت على الحياة، لكن عندما أخبرهم أن يداوموا على دوائهم ويتركوا قرار مغادرة الدنيا لمن بيده القرار، يتقبلون النصيحة بصدر رحب، رغم أنني أدين بدين غير دينهم".

"من خلال مهنتي أعرف بطريقة غير مباشرة بدين الإسلام، كما أننا في إحدى المناسبات خصصنا يوما بالمسجد للإيطاليين من أجل التعرف على الإسلام عن قرب، من أجل دفعهم لتجاوز ما يحملونه من أفكار مسبقة خاطئة. وكانت الأصداء إيجابية جدا، وكان التفاعل غير متوقع".

حميد زرياط

وتابع "التعريف بسماحة الإسلام، لا يكون عن طريق الكلام فقط، بل يجب أن نظهر ذلك في معاملاتنا، وهذا هو الأصل في ديننا".

خطيب وواعظ

وبالإضافة إلى عمله كطبيب يقدم هذا الشاب المغربي الذي درس العلوم الشرعية في المركز الإسلامي بميلانو خطب الجمعة والعيد في عدة مساجد، وقال "أقدم دروسا منذ سنة 2003 للشباب في المساجد باللغة الإيطالية والعربية في عدة مدن، وأطلب دائما من الآباء الحرص على تعليم أبنائهم اللغة العربية، لأن الكثير من الأطفال الذين ولدوا وترعرعوا في إيطاليا لا يجيدونها".

وقال حميد إنه زار المغرب للمشاركة في عدة مؤتمرات، وفي سنة 2018، حضر لقاء نظمته وزارة الجالية المغربية بالخارج في مدينة مراكش حول تكوين الأئمة، وفي نفس السنة حضر مؤتمرا في مدينة الدار البيضاء إلى جانب العديد من الكفاءات المغربية في إيطاليا.

وأكد أنه في بعض المناسبات يفكر في العودة إلى المغرب والاستقرار به، وقال "المغرب بلدي وطبعا وله مكانة خاصة في القلب".

وإلى جانب عمله كطبيب وإمام واعظ، يحرص هذا المهاجر المغربي الشاب، على تنظيم حملات طبية لإغاثة المستضعفين، وخاصة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بلبنان، وكذا اللاجئين السوريين الذين شردتهم الحرب في تركيا ودول أخرى.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال