القائمة

أخبار

ترجيحات بمشاركة ملك المغرب.. هل تعيد قمة الجزائر "لم الشمل العربي"؟

تستعد الجزائر لاستضافة القمة العربية بداية نوفمبر المقبل. وما يكسب القمة أهمية إضافية ورود معلومات ترجح مشاركة الملك المغربي فيها. ويرى خبراء أنّ هذه المشاركة، لو تمت، قد تساهم في إنجاح القمة في ظل اهتمام عربي ودولي.

(مع DW)
نشر
DR
مدة القراءة: 5'

مع اقتراب موعد عقد القمة العربية الـ 31 العادية في الجزائر يومي الأول والثاني من نوفمبر المقبل، يرى خبراء أن مشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس في أشغالها "لن تكون مفاجئة".

وكانت مجلة "جون أفريك" الفرنسية وصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية السعودية قد نشرتا أنباء عن مشاركة محتملة لعاهل المغرب في القمة المقبلة ودعوته الزعماء العرب إلى إنجاحها. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط نقلا عن "مصادر دبلوماسية" أن "السلطات المغربية أجرت اتصالات مع دول الخليج، لإبلاغها بمشاركة الملك شخصياً في قمة الجزائر العربية".

خبير: لم يصدر نفي مغربي

ويرى الدكتور عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، في حوار مع DW عربية أن إمكانية المشاركة تبقى واردة للغاية، إذ لم يصدر أي نفي من القصر الملكي لهذه الأخبار، وهو ما يؤكد أن الأمر قد يكون صحيحا فعلا.

ويضيف البلعمشي أنه في "حال تمت مشاركته فعليا، فستكون امتدادا لسياسة اليد الممدودة التي انتهجها العاهل المغربي إزاء الجزائر وأكد عليها في خطاب العرش الأخير".

وفي نهاية يوليو، أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس، عن تطلعه إلى العمل مع الرئاسة الجزائرية لإقامة علاقات طبيعية بين الشعبين الشقيقين.

وكان المغرب، أعلن منذ أيام، أن وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي سيزور الرباط حاملا دعوة لحضور القمة العربية المقررة في بلاده مطلع نوفمبر. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المغربية لم يتطرق إلى موعد زيارة الوزير الجزائري المرتقبة.

وشارك الملك محمد السادس في القمة العربية في الجزائر التي التأمت عام 2005، حيث تميزت بأنها كانت آخر قمة عربية يحضرها منذ ذلك الوقت.

وتمر العلاقات بين البلدين في أزمة هي الأسوأ، وذلك بعد قرار الجزائر قطع العلاقات في غشت 2021 الذي أعقبه غلق المجال الجوي بين البلدين، بسبب اتهامها للمغرب بالقيام بـ "أعمال عدائية" ضدها.

بيد أن الإعلامي التونسي كمال بن يونس والذي يشغل منصب مدير مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والأفريقية، يرى في اتصال مع DW عربية أن مشاركة العاهل المغربي في القمة لا تعني بالضرورة حدوث حوار ثنائي مباشر قد يقود إلى إنهاء التوتر الحالي بشكل آلي.

ووفقا للإعلامي التونسي فإن المغرب، وإن مد يده للجزائر، إلا أنه مصمم على إغلاق ملف الصحراء في عهد الملك محمد السادس. ويوضح بن يونس أنّ المغرب اتبع سياسة مختلفة منذ سنوات تمثلت "بعدم ترك المقعد شاغرا"، إذ عاد إلى الاتحاد الافريقي بالرغم من عضوية "الجمهورية الصحراوية" (جبهة البوليساريو) فيه.

كما بادر بالاتصال بدول اعترفت بالبوليساريو من أجل سحب اعترافها بالمنظمة، وهو ما يبين أن المغرب يسعى لتجميد عضوية "الجمهورية الصحراوية" في الاتحاد الأفريقي بشكل كامل "وهذا هو الهدف المنشود للدبلوماسية المغربية".

دور عربي من أجل التقارب

ويرى مراقبون أن الأمانة العامة للجامعة العربية، والدول العربية المؤثرة مثل السعودية والإمارات، لعبت دورا كبيرا من أجل ضمان إنجاح هذه القمة وانعقادها في موعدها.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قد أكد أكثر من مرة في تصريحات لوسائل اعلام أنَّ "القمة العربية التي تستضيفها الجزائر سوف تُعقد في موعدها".

كما صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأنه "لا يوجد أيُّ خلافٍ بين القادة العرب حول القمة العربية، وهناك تعاونٌ خليجيٌّ ومصريٌّ وتونسيٌّ لإنجاحها"، متمنياً أن "تخرج القمة العربية المرتقبة بنتائجَ إيجابيةٍ، لأنَّ العالم العربي محتاجٌ إليها"، حسب تعبيره.

ويؤكد الخبير المغربي عبد الفتاح البلعمشي أن هناك سعيا عربيا واضحا من أجل إنجاح القمة، ويقول: "من الملاحظ أن هناك أيادي عربية تعمل على إنجاح هذه القمة، نجد ذلك على مستوى التنظيم ومستوى نشاط وزراء الخارجية العرب المكثف، بالإضافة إلى أعداد المشاركين".

ويرى البلعمشي أن الجزائر أبدت مرونة في التنظيم فهي استبعدت ملفات سياسية قد تثير الجدل، من أجل إنجاح ملفات أخرى كالتنمية والتعاون الاقتصاد والأمن. كما أنها أرسلت بوزيرها إلى المغرب لتسليم الدعوة بالرغم من التوتر القائم، وبينت بهذا الفعل أنها "لا تريد أن تخلط الملفات". وهو ما يعكس اهتماما جزائريا فعليا بإنجاح القمة، بحسب الخبير المغربي.

اهتمام غربي بإيجاد استقرار

من جهته يؤكد الخبير التونسي بن يونس أن هناك توازنات جديدة تشهدها المنطقة، فالحرب الروسية على أوكرانيا، والتضخم، والخوف من موجات أخرى من اللاجئين وتأمين امدادات الغاز إلى أوروبا، ساهمت كلها في ضغط غربي من أجل بذل جهود تهدئة، وعدم خلق بؤر توتر جديدة.

ويضيف بن يونس أنّ "الدول الغربية لا ترغب بنقل المشاكل في الشرق إلى الدول المغاربية، ولا تريد توسيع النزاع الدائر في ليبيا، وهو ما يخلق ظروفا مواتية لتشجيع مسارات التهدئة."

بدوره يرى البلعمشي أن هناك ظروفا مواتية عربيا ودوليا من أجل إنجاح القمة العربية، في الحد الأدنى على الأقل والخروج بمعطيات جديدة، بعد سنوات من التشرذم العربي.

ويستشهد الخبير المغربي بالتغييرات على الأرض بين دول الخليج، والتقارب المصري القطري والذي يشير إلى وجود حركة نشطة قبل انعقاد القمة.

في حين يؤكد بن يونس أن الجزائر تحاول فرض نفسها سياسيا عبر طرحها للعديد من الملفات العربية العالقة.

بيد أنها وحتى لو لم تنجح بها جميعا، ستحاول التأكيد على ضرورة ربط الأمن القومي العربي، بإقامة دولة فلسطينية، وإعادة ربط هذا المسار بالسياسة العربية.

ويشير بن يونس إلى أنّ الجزائر حاولت في وقت سابق إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني بعد استضافتها للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في يوليوز الماضي، وهو ما شكل أول اجتماع لهما منذ عام 2016.

الكاتب: علاء جمعة

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال