القائمة

أخبار

دياسبو # 256: حميد الريفي.. مغربي يدير مدرسة كاثوليكية في بلجيكا

عين المغربي حميد الريفي في شهر شتنبر الجاري، مديرا لمدرسة كاثوليكية  في بلجيكا، وهي المدرسة نفسها التي تلقى بها تعليمه الابتدائي والثانوي.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

يشغل المهاجر المغربي حميد الريفي منذ شتنبر 2022، منصب مدير معهد شيبرز الكاثوليكي في ميكلين، بمقاطعة فلاندرز البلجيكية. ويضم المعهد الذي سبق أن تخرج منه آلاف التلاميذ في المنطقة، هذا الموسم حوالي 830 تلميذًا.

واثار تعيين حميد الذي كان يشغل منصب نائب المدير، في منصبه الجديد، ردود فعل مختلفة، مرتبطة أساسا بديانته الإسلامية، وإدارته لمؤسسة كاثوليكية.

وولد هذا المهاجر المغربي سنة 1974 في بلجيكا ، لأبوين مغربيين من مكناس وبالتحديد من مولاي إدريس زرهون، وتم اختياره من قبل مجلس إدارة المدرسة لتجربته الممتدة لسنوات، وخبرته ومهاراته.

وقال في حديثه مع موقع يابلادي "والدي عمل في المغرب في قطاع السياحة. عرضت عليه مجموعة فندقية وظيفة في كورسيكا. وجاء إلى أوروبا وترك وظيفته وبدأ في البحث عن فرص أخرى"، وانتهى الأمر بوالد حميد بالعمل في المنطقة الفلمنكية ببلجيكا، كمصمم ديكور في محل خياطة، ثم عاد إلى المغرب وتزوج، واصطحب زوجته معه.

وفي سن السادسة، التحق حميد الريفي بمعهد شيبرز في ميكلين كتلميذ سنة 1980، وقال "بعد اثني عشر عامًا، حصلت على شهادة البكالوريا. وبخصوص تعليمي العالي، اخترت التركيز على العلوم الرياضية"، وكان حميد مترددا في مساره المهني بين التدريس أو أن يصبح طبيبا بيطريا.

"أعجبت كثيرًا بالطريقة التي تعامل بها الحيوانات الأليفة في بلجيكا. هذا ما دفعني لأن أفكر في أن أصبح طبيبا بيطريا، ولكن مع تقدمي في السن، أصبح تفكيري أكثر واقعية".

حميد الريفي

من مدرس مؤقت إلى مساعد مدير ثم مدير

وهكذا، وفي سنة 1992، التحق المهاجر المغربي بمدرسة تكوين المعلمين، وتخصص في الرياضيات وعلم الأحياء والكيمياء. وبعد تخرجه عمل كمدرس مؤقت، وقال "في بلجيكا، المدارس هي التي تعبر عن رغبتها في توظيف مدرسين، عكس المغرب حيث تتولى الدولة توظيف المدرسين حسب الحاجة".

وفي الموسم الدراسي الموالي، عمل حميد الريفي في المدرسة التي تلقى بها تعليمه الابتدائي والثانوي، وقال "بعد تدريسي من أبريل إلى يونيو في الموسم السابق، اتصل بي مدير المدرسة ليعرض علي العودة في بداية العام الدراسي الجديد لأصبح مدرسًا بدوام كامل وأقوم بتدريس المواد الثلاث".

وبعد عدة سنوات من العمل، عينه مجلس إدارة معهد شيبرز في ميكلين نائبًا للمدير قبل ترقيته هذا العام إلى منصب مدير المدرسة.

وقال حميد "لا أعرف ما إذا كنت أول مسلم يترأس مدرسة كاثوليكية. نشأت في هذه المدرسة وأعمل بها حاليا"، وأضاف "لقد تم تهنئتي من قبل زملائي المعلمين وأولياء أمور الطلاب والأشخاص المقربين من المدرسة الذين أخبروني أنني الأنسب  لقيادة المدرسة وهذا هو ما يهمني".

وأوضح أنه "على الرغم من أن المنصب الحالي يفرض علي القيام بالعديد من المهام بما في ذلك التدبير المالي، إلا أنني أريد أن أبقى على اتصال مع الطلاب، ولدي اجتماعات أسبوعية مع مساعديّ لمناقشة التوقعات والتحديات والمشاكل المتعلقة بالطلاب".

محاربة الصور النمطية

وأكد حميد أن هناك "محامون ورجال أعمال وأطباء من أصل مغربي في بلجيكا"، وتابع "بالتأكيد ، في جيلي، لم يتابع الكثيرون دراستهم، ليس لأن والديهم لم يرغبوا في ذلك، ولكن لأنهم لم يكونوا على دراية بأهمية التعليم. في زمني كان معظم المغاربة في الكلية يأتون من المغرب لمتابعة دراستهم، في حين كان عدد المولودين أو الذين نشأوا هنا قليلًا ".

"تغير ذلك لحسن الحظ وهذا ما نحتاجه لمحاربة الصور النمطية. تعييني مديرًا لمدرسة كاثوليكية ليس أمرا غريبا بالنسبة لي، على عكس ما يراه جزء من الرأي العام. القوالب النمطية والعنصرية لن تمنع أي شخص من تحقيق أهدافه".

حميد ريفي

وأكد حميد الريفي وهو أب لثلاثة أطفال أنه شديد الارتباط بوطنه الأصلي، وأشار إلى أن عائلته ما زالت تملك منزلاً في مولاي إدريس زرهون، وقال "غالبًا ما أذهب إلى هناك للراحة وإعادة شحن بطارياتي".

وواصل حديثه قائلا "عندما كنا صغارًا، كنا نذهب إلى المغرب مع والدينا، لكننا لم نكن نسافر داخل المغرب، اليوم، الأمر مختلف، نحن نكتشف مناطق أخرى في المملكة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال