القائمة

أخبار

دياسبو # 257: ريان بن صغير.. من لاعب كرة قدم محترف إلى كاتب روائي

نشأ ريان بن صغير في بروكسل وكان شغوفا بكرة القدم، وبعد تحوله إلى لاعب محترف، قرر ترك الساحرة المستديرة، ورسم مسار آخر لحياته. ريان بن صغير ألف رواية يقترح فيها الاحتفاء بقصص النجاح التي تخرج من الأحياء، مقابل رفض المفهوم المتعالي "للموهبة الضائعة".

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

ينتقد الكاتب المغربي البلجيكي ريان بن صغير، في روايته "الحليف المجنون للشيطان"، الأشخاص الذين يشيدون بالمواهب الضائعة، "بدلا من دفعها لفعل كل ما يلزم لتصل إلى مبتغاها".

ويعيد الكاتب المغربي الأصل في هذه الرواية سرد قصة حياته "الفوضوية" في الصغر، ويتساءل عن مسؤوليته فيما عاشه، ومسؤولية المحيطين به أيضا.

طفولة "فوضوية"

ولد ريان بن صغير في سان جوس ببروكسل لأسرة تعمل بجد من أجل توفير لقمة العيش، ورغم أن طفولته لم تكن مثالية، إلا أنه لم ينجر نحو الانحراف، وحكى في حديثه لموقع يابلادي كيف أن والديه، عملا كل ما في وسعهما من أجل أن يضمنا له تعليما جيدا، وقال إنه صار واعيا بالتضحية التي قام بها والده ووالدته، بعد فترة من شابه كانت "فوضوية".

في سن الخامسة قام والده بتسجيله في ناد لكرة القدم، من أجل من أجل منعه من "التسكع في الأحياء"، وجاور في النادي، ميتشي باتشواي  وهو حاليا لاعب دولي في صفوف المنتخب البلجيكي، وفي سن السابعة عشرة، فتحت له أبواب الاحتراف، لكنه وضع حدا لمسيرته الرياضية بسبب طيشه.

 آنذاك كان ريان قد توقف عن الدراسة، قبل أن يعود ويجتاز امتحانات الباكالوريا بنجاح. وقال إنه كان يعمل في النوادي الليلية في بروكسل، يقدم ويجهز الشيشة، يعمل ليلا وينام نهارا، ويلتقي بزملائه السابقين ويستمتع برؤيتهم يتحدثون عن موهبته كلاعب كرة قدم لم يواصل مسيرته.

وقال ليابلادي: "العمر والنضج جعلاني أقول إنني كنت أنانيًا..، كان من الممكن أن تسمح لي موهبتي بمساعدة عائلتي وتغيير حياتهم وجعلها أكثر متعة".

فاجعة الموت غيرت حياته

وشكلت وفاة جده الذي كان مقربا منه نقطة تحول في حياته، وقال "كانت هذه الوفاة أول تجربة قاسية مررت بها. جدي كان يضايقني، ويدللني أيضًا. فقدت لأول مرة شخصًا كان يعني لي الكثير".

ولم تكن الحالة العائلية لأسرة ريان تسمح له بالذهاب كل صيف إلى المغرب، على عكس كثير من المغاربة المقيمين في الخارج، وقال "ذهبت مرتين فقط مع والدي..، لذلك أنا أعرف القليل جدًا عن المغرب، ذهبت إلى هناك، لأول مرة، عندما كنت شابًا راشداً لحضور جنازة جدي في بركان ".

وأثرت أجواء هذه الرحلة واللقاء الأول مع أخوات الجد وإخوته ومنظر التابوت محمولا، عليه كثيرا، وقال "بالعودة إلى بروكسل، وضعت حدا لحياتي السابقة...، وفكرت على الفور في استئناف دراستي الجامعية".

وتابع "مما تعلمته أثناء ممارستي لكرة القدم، هو أنه عندما يكون لدي هدف، فأنا قادر على بذل كل الجهود اللازمة لتحقيقه". وقرر تكريس وقته لدراسة العلوم السياسية في جامعة بروكسل الحرة، وحصل على شهادة الاجازة، وهو لآن في السنة الأخيرة من سلك الماستر تخصص العلاقات الدولية.

وبعد عودته للدراسة قرر ريان بن صغير في تأليف روايته الأولى، والحديث عن تجربته في الحياة، وتجارب شباب الأحياء أيضا، وذلك بعد اطلاعه على مقابلة للكاتب رشيد دجايداني تحدث فيها عن كتابه الأول وقال "جاء دجيداني من نفس ثقافتي، وكان يعرف أيضًا حياة الأحياء، وقلت لنفسي إذا كان بإمكانه تأليف كتاب، فلماذا لا أحاول أيضًا".

وأكد ريان أنه "كيفما كان هدف كل منا، فإن الشيء المهم هو تحديد هدف والقيام بكل ما يمكن من أجل تحقيقه"، واعتبر أنه من المهم إظهار وجه آخر لثقافة الأحياء الشعبية، و أسس مجلة Streety Magazine، رفقة ثلاثة من معارفه، وكرسها لتسليط الضوء على مدينته، بروكسل، من خلال تجارب الفنانين والرياضيين الذين يلهمون الشباب الآخرين.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال